السعودية والإمارات تراقبان إدارة إسرائيل للتوازن بين روسيا وأمريكا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1236
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بمرور الوقت، تتراجع قدرة دول الشرق الأوسط أن على السير على خط رفيع تجاه أزمة أوكرانيا. وتعتبر إسرائيل مثالا على ذلك، فمع اشتعال التوترات مع إيران في سوريا والفلسطينيين في القدس، تشير كل من روسيا والولايات المتحدة إلى نفاد صبرهما تجاه لعبة التوازن التي تلعبها إسرائيل.

وحذرت الولايات المتحدة من أنها ستكثف الضغط على الدول التي لم تبدِ جدية في معاقبة روسيا، لكنها لم تذكر إسرائيل بالاسم حتى الآن. وفي المقابل، أوضحت روسيا انزعاجها من الدولة اليهودية في الأيام الأخيرة.

وتلعب روسيا على المخاوف الإسرائيلية من فقدان موافقة موسكو الضمنية على الهجمات الإسرائيلية في سوريا، وإمكانية تكثيف الدعم الروسي لإيران وللفلسطينيين الذين الذين يواهون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي محاولة لإرضاء روسيا، رفضت إسرائيل الطلبات الأوكرانية لبيع الأسلحة والوصول إلى تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية. ومع ذلك، قدمت إسرائيل مساعدة إنسانية واستخباراتية وصوتت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين الغزو الروسي، وأقنعت الإمارات أن تحذو حذوها.

كما صوتت إسرائيل لصالح قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وكان تأكيد وزير الخارجية الإسرائيلي "يائير لابيد" على أن روسيا ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقات مع موسكو.

ووصفت وزارة الخارجية الروسية تصريحات "لايبد" بأنها "محاولة مضللة للاستفادة من الوضع في أوكرانيا لصرف انتباه المجتمع الدولي عن أحد أقدم النزاعات المستعصية، أي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وبعد ذلك بوقت قصير، قال سفير روسيا في إسرائيل "أناتولي فيكتوروف" لمحطة تلفزيون إسرائيلية، إن موسكو تتوقع موقفا إسرائيليا أكثر توازنا. وقال الصحفي الإسرائيلي "تسفي بارئيل": "هذا الموقف يضع إسرائيل في معضلة معقدة بشأن الأزمة الأوكرانية".

ولزيادة الضغط، كشف الأدميرال "أوليج جورافليف"، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، أن نظام الدفاع الجوي الروسي "بوك إم تو إي" الذي تديره سوريا، اعترض مؤخرا صاروخا موجها أُطلق من مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-16" في الأجواء السورية. وشكل الكشف تحذيرا من أن روسيا قد لا تتسامح بعد الآن مع ضربات إسرائيلية مستقبلية ضد أهداف في سوريا.

وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن إسرائيل ربما تصعد هجماتها اعتقادا منها أن فرصتها في سوريا قد تنتهي في الوقت الذي تصبح فيه القوات الإيرانية أكثر هيمنة في سوريا مع نقل روسيا لقواتها ومرتزقتها إلى أوكرانيا.

وحذر الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" هذا الأسبوع من أن بلاده لن تسمح لإسرائيل لن تنعم بالهدوء إذا اتخذت إجراءات ضد الجمهورية الإسلامية. وأشار "رئيسي" خلال عرض عسكري بمناسبة عيد الجيش الوطني إلى أن إيران قد تهاجم تل أبيب.

وفي لقطة مماثلة، أدان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" هذا الأسبوع التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى وذلك خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس". وأكد "بوتين" أن روسيا ستدعم الفلسطينيين في المحافل الدولية.

علاوة على ذلك، طالب "بوتين" في رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" بنقل السيطرة على كنيسة القديس "ألكسندر نيفسكي" في القدس إلى روسيا.

وكان من المفترض تسليم الكنيسة، الواقعة في البلدة القديمة في القدس، إلى روسيا كجزء من صفقة قبل عامين مقابل إطلاق سراح مواطن إسرائيلي أمريكي محتجز في روسيا بتهم تتعلق بالمخدرات.

وأصبحت التبريرات الإسرائيلية للسير على حل رفيع باعتبار ذلك ضروريا لجهود الوساطة بين "بوتين" والرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" واهية مع تلاشي الاحتمالات بشأن نهاية تفاوضية للحرب في أي وقت قريب.

ويدرك المسؤولون الإسرائيليون أن مساحات المناورة تتقلص ولن يكون أمام إسرائيل خيار سوى الالتزام بجانب الولايات المتحدة وأوروبا. واعترف مسؤول إسرائيلي بأن "الوضع الإسرائيلي أصبح أكثر تعقيدا".

ومما لا شك فيه أن الإمارات والسعودية تراقبان عن كثب كيفية إدارة إسرائيل لما يمكن تسميته "حقل ألغام جيوسياسي".

ومثل إسرائيل، سعت الدولتان الخليجيتان إلى رسم مسار مستقل، رافضة مطالب الولايات المتحدة بزيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار. ومع ذلك، في النهاية، قد تجد دول الخليج أنها، مثل إسرائيل، لديها خيارات أقل مما تعتقد.

 

المصدر | جيمس دورسي - ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد