انفتاح سعودي على العراق: سقوط مشروعي الإرهاب والتقسيم
انفتاحٌ سعودي مفاجىء على العراق، سياسي واقتصادي وأمني واجتماعي، يلي هزيمة مشروعي “داعش” والتقسيم، ما يشي بأنّ الرياض تنتقل الى مرحلةٍ جديدة من التآمر على بغداد.
تقرير عباس الزين
بعد “داعش”، وسقوط مشروع التقسيم، تعود السعودية إلى العراق بمنهجٍ تدميري مماثل من حيث النوايا، لكنه يختلف في الأسلوب والتوجيه.
لم تمضِ ساعات على دخول القوات العراقية كركوك، وإفشالها مشروع مسعودي البرزاني المدعو سعودياً، حتى تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اتصالاً هاتفياً من الملك سلمان دعاه فيه إلى زيارة السعودية مطلع الأسبوع المقبل لحضور الاجتماع التنسيقي الأول بين البلدين، زاعماً أن المملكة حريصة على وحدة العراق.
على أكثر من صعيد، تسعى السعودية إلى التغلغل في الواقع العراقي ما بعد “داعش”، سياسياً اقتصادياً اجتماعياً وعسكرياً. ستشارك 60 شركة سعودية من مختلف القطاعات الصناعية والخدمية تحت مظلة الجناح السعودي في “معرض بغداد الدولي”، بعد انقطاع دام 27 عاماً، إذ تهدف “هيئة الصادرات السعودية” من وراء مشاركتها في المعرض إلى اكتشاف الفرص السوقية للمنتجات السعودية في العراق، والعمل على تسهيل إجراءات التصدير إلى العراق.
وللمرة الأولى ايضاً، تسمح السلطات السعودية لمواطنيها من الطائفة الشيعية بزيارة مدينة النجف العراقية خلال زيارة الأربعين. جاء ذلك، بعد يوم واحد من استئناف السعودية رحلات الطيران بين الرياض وبغداد للمرة الأولى منذ 27 عاماً.
وكانت الرياض قد استقبلت، الأربعاء 18 أكتوبر / تشرين الأول 2017، رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي الذي توجَّه إلى إلى العاصمة السعودية على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، في زيارة رسمية استمرت ليومين، تلبيةً لدعوة وجهها نظيره السعودي، عبد الرحمن البنيان. وذكرت وزارة الدفاع العراقية أن الزيارة استهدفت بحث ومناقشة القضايا المهمة للمرحلة المقبلة من خلال التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب وفتح المنافذ الحدودية، وأنها خطوة مهمة لتعزيز العلاقات وتبادل المعلومات الاستخبارية، بالإضافة إلى مناقشة التحديات والظروف التي تواجه أمن وسلامة البلدين والمنطقة.
في الانفتاح السعودي المفاجىء على العراق، يرى مراقبون بأن قدرتها على إحداث اختراق حقيقي في العلاقات مع العراق، مرتبطة بقدرتها الرياض على تشكيل عوامل قوة في الداخل العراقي، تواجه الدور الإيراني، إلى جانب إستجابة الجهات الدولية للتحركات السعودية، خاصة أن العراق يقع حالياً تحت تأثيرات سياسية في ملفات عدة، في وقت سيشارك فيه وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، خلال وجوده في الرياض، في أول اجتماع للجنة التنسيق السعودية العراقية، الأمر الذي يكشف عن دورٍ أميركي مرافق لهذا الانفتاح.