الإعلام العبريّ يتندّر ويتهكّم على العرب والمُسلمين والسعوديّة لاستقبالهم ترامب وكأنّه الملك
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
الاستقبال الفاخر الذي حظي به الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب خلال زيارته للمملكة العربيّة السعوديّة شكلّ مصدر إلهام وإيحاء للمُحللين السياسيين في الإعلام الإسرائيليّ، الذين استغّلوا الحدث للتندر والتهكم على العرب والمُسلمين بشكلٍ عامٍ، وعلى السعوديين بشكلٍ خاصٍ، حيث أطلقوا العنان لأقلامهم الخبيثة التي تنفث سمًّا بدون ترياق لتكريس النظريّة القائلة إنّ العرب هم جماعة من المُنافقين والمُدّلسين، الذين يتهافتون من جميع أرجاء الوطن العربيّ لاستقبال الرئيس الذي أكّد أكثر من مرّةٍ على أنّه يكره الإسلام.
مُحلل الشؤون الخارجيّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، نداف إيال، على سبيل الذكر لا الحصر قال: خلال زيارة ترامب للسعوديّة وقعت حادثة غريبة-عجيبة، الرجل المعروف بغروره فوجئ من كمية النفاق التي تمّ استقباله بها في السعوديّة، وبدا خلال حفلات الاستقبال مُرتبكًا للغاية، على حدّ تعبيره. ولفت المُحلل إلى أنّ ذروة النفاق كانت عندما تحدّث الرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي للرئيس ترامب قائلاً: أنتَ شخصيّة غيرُ مسبوقة في التاريخ”، ترامب، زاد المُحلل، الذي أكبر مُصاب بجنون العظمة يقف إلى جانبه كالقزم، ابتسم وضحك وردّ على السيسي بالقول: أنا مُوافق.
وتابع المُحلل قائلاً إنّ هذا الحدث غير العارض كان واحدًا من أحداث نفاق كثيرة وكبيرة ميّزت الزيارة الأولى للرئيس الأمريكيّ إلى خارج الولايات المُتحدّة، وتابع قائلاً بلهجةٍ تكميّة للغاية: الصفقة التي تمّ التوقيع عليها بين ترامب وبين السعوديين تمّت على النحو التالي: نحن نرقص حولك بالسيوف، ونُعانقك برقصة ثقافتنا، ونُضيف على ذلك شيكًا سمينًا جدًا من أجل التوقيع على اتفاقيات الأسلحة، وأنتَ تُنشى حلفًا مُعاديًا للشيعة بشكلٍ عامٍّ، وللجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بشكلٍّ خاصٍ، على حدّ وصف المُحلل الإسرائيليّ.
وخلُص المُحلل إلى القول من الصعب لنا، كإسرائيليين، القبول بأنّ زيارة ترامب إلى البلاد هي تكملةً هامشيّة لزيارته للسعودية، ولكن ما العمال، الأموال موجودة هناك، وأيضًا المعضلات الكبيرة تتواجد في السعوديّة، كما يفهمها الرئيس الأمريكيّ، وبعد التطرّف يصل العنف، قال المُحلل ندّاف.
صحيفة (يديعوت أحرونوت)، التي منع السعوديون مراسلتها في واشنطن، أولي أزولاي، من مُرافقة ترامب في زيارته للرياض، على الرغم من أنّها تحمل جواز السفر الأمريكيّ، وعلى الرغم من أنّها كانت قد زارت السعوديّة برفقة الرئيس الأمريكيّ الأسبق، جورج بوش الابن، وتمّ استقبالها بحفاوةٍ بالغةٍ، كتبت أنّ الرئيس الأمريكيّ، وبسبب حفاوة الاستقبال شعر وكأنّه في البيت، ووصفت الخطاب الذي ألقاه بالتاريخيّ، وتحديدًا لأنّه قال: داعش هم جنود الظلام، وأرسل تهديداتٍ لإيران وقال سنعمل على عزلهم. وقالت مُحللة شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة إنّ ترامب الذي جلس على كرسيٍّ من الجلد شعر وكأنّه الملك.
علاوةً على ذلك، تندّرت الصحيفة على ما أسمته حجّ الزعماء العرب والمُسلمين للقاء ترامب، وأضافت أنّ اللقاء مع الرئيس المصريّ السيسي كان مثيرًا للغاية، فقد عبّر ترامب عن إعجابه الشديد بحذاء الرئيس المصريّ وقال له إنّه فاخر جدًا، على الرغم من عدم معرفة الشركة التي قامت بصناعته، وأضافت متهكمةً: ربمّا سيقوم ترامب بشراء حذاء من نفس النوع، على حدّ تعبيرها.
أيضًا صحيفة (يديعوت أحرونوت)، وهي من كبرى الصحف في الدولة العبريّة وأوسعها انتشارًا، أفردت الصفحة الأولى لصورةٍ للرئيس ترامب وزوجته، وكتبت باللغتين العبريّة والإنجليزيّة: أهلاً وسهلاً. وخصصت حيّزًا كبيرًا في الصفحة الأولى لكلمةٍ قصيرةٍ كتبها المُحلل المُخضرم إيتان هابر، الرئيس السابق لديوان رئيس الوزراء الأسبق يتسحاق رابين، حيث قال فيها: أهلاً وسهلاً بالرئيس دونالد ترامب، الرئيس الـ45 للولايات المُتحدّة الأمريكيّة… نحن في إسرائيل لا نملك قصورًا من ذهب، كما تمّ استقبالك فيها في المملكة العربيّة السعوديّة، أمس وأوّل من أمس، لا نملك الجمال وقوافل الجمال ليُقدّموا لك عروض استقبال مميّزة، لا يوجد ما نعرضه عليك، ولكن ما نملكه هو التمسّك بمبادئ حقوق الإنسان، الديمقراطيّة ومبادئها. وتابع قائلاً: الأموال التي بحوزتنا وفي بنوكنا لن تؤثّر على جيب المواطن الأمريكيّ.
وأقّر المُحلل الإسرائيليّ أنّه في المعركة على العلاقات العامّة مع السعوديّة بالنسبة للزيارة الرئاسيّة فإنّ إسرائيل تعترف مُسبقًا أنّها خسرت، وهي تُقّر بذلك. وخلُص إلى القول: أهلاً وسهلاً بك، نُريد أنْ تعلم، أننّا في أوقات الضيقة، نعرف كيف نتصرّف وكيف ننتصر، على حدّ تعبير المُحلل هابر.
بالإضافة إلى ذلك، تساءل الإعلام العبريّ: أحقًا هذا هو ترامب؟ هذا هو ترامب، الذي خلال المعركة الانتخابيّة هاجم المُسلمين وقال أعتقد أنّهم يكرهوننا؟ ماذا جرى، تابعت، هل تمّ تغيير التاريخ؟ وأين ترامب الذي بنى حياته السياسيّة على كره الإسلام. واختتمت قائلةً إنّ خطاب ترامب الـ”تاريخيّ” هو عمليًا تكملةً لخطاب سلفه، الرئيس السابق باراك أوباما في القاهرة، بُعيد انتخابه للمرّة الأولى في العام 2008.