لأول مرة بالشرق الأوسط.. مصنع للطائرات بدون طيار في السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3024
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ساوث تشاينا مورنينج بوست – التقرير

أكدت منظمة العلوم والتكنولوجيا الرئيسية في المملكة العربية السعودية أن إحدى الصفقات التي اختتمت خلال زيارة الملك السعودي سلمان إلى الصين هذا الشهر كانت اتفاقا لإنشاء أول مصنع في الشرق الأوسط للطائرات بدون طيار “هانتر-كيلر” الصينية.

مؤسسة “آي إتش إس جينز” للأبحاث الدفاعية ذكرت أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا وقعت اتفاقية شراكة يوم 16 مارس مع شركة الصين لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، المُصنّعة للطائرات الصينية بدون طيار “CH-4″، والتي تملك قدرات مشابهة لنظيرتها في سلاح الجو الأمريكي المفترسة “MQ-1”.

خلال زيارة الملك منتصف هذا الشهر، وقعت الصين والمملكة العربية السعودية صفقات بقيمة 65 مليار دولار في مجالات الطاقة والثقافة والتعليم والتكنولوجيا.

قال موقع عسكري صيني وخبراء عسكريون إن الشركة السعودية للتنمية التكنولوجية والاستثمار وقعت اتفاقية مع شركة الفضاء الصينية للتجارة الدولية طويلة الأجل “ALIT”؛ للاتفاق على انتاج الطائرات بدون طيار خلال معرض ومؤتمر الدفاع الدولي الذي يُقام كل عامين بأبو ظبي في فبراير.

تعد شركة “تقنية” إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة بالمملكة العربية السعودية، في حين أن الشركة الصينية “ALIT” هي شركة تصدير واستيراد متخصصة في تقنيات الطيران.

نتيجة بحث الصور عن ‪A drone on display at the military parade commemorating the 70th anniversary of victory over Japan in Beijing in September 2015. Photo: Simon Song‬‏

تشو تشنمينج الذي عَمِل سابقًا لشركة تنمية الطائرات بدون طيار التابعة للمركز، يقول إن مصنع “CH-4” بالسعودية، والثالث في العالم خارج الصين، بعد باكستان وميانمار، سيضم أيضًا المعدات الخاصة به، مما سيُحسن خدمات ما بعد البيع للعملاء في الشرق الأوسط. وأضاف أن هذه الصفقة ستساعد على تلبية رغبة السعودية في الحصول على المزيد من الطائرات بدون طيار.

لدى طائرات “CH-4” وظائف أخرى، كالاستطلاع والقتال. كما عززت الشركة المُصنّعة قدراتها لمكافحة الإرهاب عندما بدأ تسويقها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يُذكر أن الطائرة المُستخدمة بالفعل من قِبل مصر والسعودية والعراق والأردن، وبعض الدول الأخرى تستخدم صواريخ “AR-1″، التي يمكنها أن تصيب هدفًا بعيدًا بهامش خطأ يقل عن 1.5 متر.

في تقرير نشره معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام فبراير الماضي، ورد أن العراق استورد 56% من أسلحته من الولايات المتحدة على مدى الخمس سنوات الماضية. إلا أن وزارة الدفاع العراقية ذكرت في تقريرها أنها اختارت طائرة “CH-4” على المفترسة الأمريكية لأنها أرخص، حيث تكلف طائرة “CH-4” حوالي 4 ملايين دولار أمريكي. في حين أن موقع القوات الجوية الأمریکیة یقول إن حزمة تتضمن 4 مفترسات من طراز “MQ-1″، ومحطة للمراقبة الأرضية تُكلف 20 مليون دولار أمريكي.

ارتفعت واردات الأسلحة في دول الشرق الأوسط بنسبة 86% في الخمس سنوات الماضية –بحسب تقرير معهد ستوكهولم- أي حوالي 29% من الواردات العالمية، وتعد المملكة العربية السعودية ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم بعد الهند.

 

أنطوني وونج دونج، المراقب الداخلي في ماكاو، قال إنه من المحتمل أن يُعرض مشروع الطائرة بدون طيار من طراز “CH-4” كصفقة بديلة، بعد أن فشلت صفقة الصاروخ البالستي “DF-21D” القاتل الذى أرادت السعودية شراءه عام 2014.

أضاف دونج: “إن اتفاق “DF-21D” رُفض نتيجة للمعارضة القوية في المجتمع الدولي وسط الأزمة النووية الإيرانية في المنطقة. وقد ترغب بكين في استخدام “CH-4″ كمشروع بديل في محاولة لإرضاء حليف قديم”. وأكمل “لأن الصاروخ الذي صنعته الصين من طراز “DF-3″ والذي اشترته السعودية من بكين قبل ثلاثة عقود تقريبًا من المقرر أن يتوقف استخدامه، بالتالي يتعين على الصين ان تعطي أسلحة بديلة”.

باعت بكين للسعودية أكثر من ثلاثين من صواريخها الباليستية من طراز “DF-3A” ذات القدرة النووية المتوسطة المدى، عام 1988 بتكلفة بلغت 3.5 مليار دولار، أي أكثر من نصف ميزانية الدفاع الصينية ذلك العام. كما تسببت الاتفاقية في أن تقرر المملكة الغنية بالنفط وقف العلاقات الدبلوماسية مع تايوان ذات الحكم الذاتي والاعتراف ببكين رسميا عام 1990.

تشنمينج يقول إن الصين صدّرت للسعودية عام 2014 طائرة “وينج لونج”، وهي طائرة بدون طيار متوسطة الارتفاع وطويلة التحمل، إلا أن الطائرة لم تحقق أداءً جيدًا في الصحراء العربية.

يضيف: “إن “CH-4″ سجلت أداءً بارزًا في هجمات مكافحة الإرهاب في العراق واليمن، بجانب السودان وأفريقيا وباكستان المجاورة للصين. لذلك فإن أصدقائنا السعوديين مهتمون جدًا بمشروع الطائرات بدون طيار”.

نتيجة بحث الصور عن ‪A Wing Long II UAV at the Zhuhai air show last year. Photo: Dickson Lee‬‏

البروفيسور جوناثان هولسلاج رئيس البحوث في معهد بروكسل للدراسات الصينية المعاصرة يقول إن انخفاض أسعار النفط أدى إلى قيام بعض الدول المُصدرة للنفط -بما فيها السعودية والعراق- باستخدام أسلحة صينية أرخص.

يقول: “في حين أن التعاون العسكري مع الولايات المتحدة لا يزال هاما جدا، فالحكومة السعودية تنوّع تعاونها الأمني بنشاط؛ لتحقيق أقصى قدر من المرونة في الاستجابة للتهديدات. سوق الدفاع العالمي يعكس النظام العالمي المُتفتت بشكل متزايد”.

كما يقول هولسلاج إن الولايات المتحدة ما زالت مُهيمنة على مبيعات المعدات العسكرية، إلا أن تردد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بخصوص التدخل في الشرق الأوسط، بجانب انتخاب خليفته الانفصالي دونالد ترامب، أدى ذلك إلى تشكيك الكثير من دول المنطقة في مصداقية أمريكا كمصدر للأسلحة.

من جانبه، يقول تشنمينج إن صفقة مصنع الطائرات بدون طيار كانت مجرد “أعمال صغيرة” ضمن صفقات بقيمة 65 مليار دولار وُقعت خلال زيارة الملك. قائلًا: “الهدف الحقيقي من هذه الصفقات هو أن تكون الصين الجائعة للنفط قادرة على الحصول على المزيد منه من المملكة؛ للحفاظ على تنميتها الاقتصادية المحلية، فيما تُحسّن المملكة بنيتها التحتية بالمساعدات التكنولوجية الصينية”.

في يناير من العام الماضي، زار الرئيس شي جين بينج الرياض، وتعاهدت الدولتان على تشكيل شراكة استراتيجية شاملة وتعزيز التعاون الصناعي بما يتماشى مع خطة “حزام واحد وطريق واحد” في بكين وخطة البنية التحتية.