«ذا هيل»: رحلة الملك «سلمان» القادمة إلى الصين رسالة قوية إلى الولايات المتحدة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2198
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير أسامة محمد - الخليج الجديد
يقود الملك «سلمان بن عبد العزيز» ملك السعودية وفدا يضم 25 من كبار الأمراء و 10 وزراء، إلى الصين في وقت لاحق من هذا الشهر، وهذه الزيارة هي جزء من جولة لمدة شهر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث أن المملكة تسعى للتحوط ضد سياسات البيت الأبيض التي لا يمكن التنبؤ بها.
في الوقت الذي تتطلع السعودية لدور الأميركي منسجم مع طموحاتها في الشرق الأوسط مع وجود تطمينات من الرئيس «ترامب» بأن الرياض لا تزال حليفة، فإن السعودية تواجه الآن فترة من عدم اليقين بسبب عدم القدرة على التنبؤ بموقف السياسة الخارجية لـ«ترامب». وهذا السبب وحده يمكن أن يفسر لماذا تم التخطيط لرحلة الملك إلى بكين قبل زيارته لواشنطن.
وعلى الرغم من جهودها الرامية إلى التنويع الاقتصادي، سوف تظل السعودية تعتمد على صادرات النفط لفترة طويلة، وتقدم الصين للمملكة سوقا مستقرة لصادرات الطاقة لعقود قادمة.
في عام 2016، وقعت المملكة 15 على اتفاقات مبدئية مع بكين، بدءا من بناء المساكن في السعودية ووصولا إلى مشاريع المياه وتخزين النفط، وذلك خلال الزيارة التي قام بها نجل الملك، ووزير الدفاع «محمد بن سلمان»، الذي يقود خطة الإصلاح الاقتصادي في المملكة، رؤية 2030. وينبغي للمرء أن يتوقع الاتفاقيات التي ستوقع خلال هذه الزيارة أيضا.
تهدف زيارة «سلمان» للصين إلى بناء العلاقات مع العملاق الآسيوي وتعزيز الفرص الاستثمارية، بما في ذلك احتمال بيع 5 في المائة من شركة أرامكو السعودية.
ونجحت السعودية في تعميق العلاقات الاقتصادية مع الصين دون الإضرار بعلاقاتها التجارية مع واشنطن، ويتوقع إبرام اتفاقية للتجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي قريبا.
تسعى المملكة الآن للحفاظ على هيمنتها في سوق الطاقة الصيني في مواجهة احتدام المنافسة من إيران وروسيا. وفي الشهر الماضي، تفوقت السعودية على روسيا واستعادت مكانتها كأكبر مورد للنفط الخام إلى الصين.

علاقات تتجاوز النقط
ولكن العلاقات بين البلدين تتجاوز مسألة النفط. ومن حيث الدبلوماسية، تحتاج الرياض صوت بكين في الأمم المتحدة وعلى الساحة العالمية. يوجد تحسن في التعاون بين السعودية والصين أيضا في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون الاستخباراتي ضد «الإسلام الراديكالي».
يمكن أن تستفيد الصين من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع المملكة. ففي الأسبوع الماضي، تعهدت مجموعات تابعة لتنظيم الدولة من أقلية الإيغور الصينية بالعودة إلى ديارهم و«سفك الدماء» وهذا هو التهديد الأول من نوعه ضد الصين.
أما في المجال العسكري، فقد بدأ السعوديون باستخدام الأجهزة الصينية بشكل متزايد. وتستخدم المملكة بالفعل طائرات بدون طيار صينية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. ويقال أن بكين باعت السعوديين صواريخ DF-21»» الباليستية في عام 2007، وربما أيضا صواريخ كروز.
واتفق الجانبان أيضا على التعاون في المجال النووي. وتم توقيع مذكرتي تفاهم بشأن التعاون النووي وفي مجال الفضاء. وفي الشهر الماضي، انتهت فرقة عمل تابعة للبحرية الصينية من زيارة نادرة الى السعودية بهدف توسيع وجودها في منطقة الخليج.
وقال وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» أن الصين سوف تأخذ دور أكبر في الشرق الأوسط وفي الخليج العربي على وجه الخصوص وأنه بحاجة إلى تعزيز التعاون في القضايا ذات الصلة بالأمن مع دول الخليج.
تدرك السعودية أنه لا يوجد حاليا أي بديل عن الوجود العسكري الأمريكي في الخليج للحد من الزحف الإيراني، إلا أنها لا ترغب في أن تجد نفسها مرة أخرى معتمدة على الولايات المتحدة بشكل كلي وخاصة بعد تضرر صورة واشنطن كركيزة أمنية خلال سنوات «أوباما».

تفاؤل وتخمينات
يسود شعور بالتفاؤل لدى السعوديون بأن العلاقات مع إدارة «ترامب» ستتحسن حتى في ظل حظر سفر المسلمين ومواقف الرئيس «ترامب» العكسية في الملفات التجارية. إنهم يعتقدون أن الرئيس «ترامب» بدأ العمل بشأن إحباط طموحات إيران في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، فإن السعوديين مثل الآخرين في جميع أنحاء العالم، ما زالوا لا يستطيعون التخمين كيف ستكون سياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد الرئيس «ترامب». ويمكن أن يستخدموا زيارتهم للصين لإرسال إشارة إلى الولايات المتحدة أن لديهم خيارات أخرى، و أن الظروف السياسية يجب أن تتغير.
من وجهة نظر السعودية، فإن الصين تعتبر شريكا مستقرا يكمل العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة. السعوديون يدركون الآن حتمية التكيف مع السياسة الأقل قابلية للتنبؤ من قبل الولايات المتحدة.
المصدر | يوئيل غوزانسكي - ذا هيل