خليج الأزمات الممتدة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2743
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ظافر محمد العجمي
 هل يبقى الحشد الأميركي أزمة ممتدة حتى تنضج شروط الحرب؟
الخليج موطن الأزمات الممتدة منذ أربعة عقود جراء رفض أطرافه تقارب المصالح مغ تباين وجهات النظر.
سيطيل ترمب الأزمة ليوطن في ذهن كتلة اليمين (ذخره الانتخابي الاستراتيجي) أنه سيسقط نظام الملالي نظير انتخابه 2020.
يخشى أن يسري بعروق الصراع سم أزمة ممتدة تصبح مراوحة خطرة بلا سلام وكلفة مادية وإرهاق لدول الخليج.
عقيدة الانخراط العسكري الأميركية: بدءأ المهمة قوية ودقيقة وواضحة؛ إنهاء الحرب محدد بدقة بدء الحرب؛ دعم شعبي لقرار الحرب..

* * *
يظهر الاحتقان الدولي جراء غياب السياسة الحكيمة وعدم الرشد في اتخاذ القرارات التي تتخذها دولة ما دون حساب إنها قد تتعارض مع المصالح الدولية. وقد وصلنا مبكراً إلى قناعة بأن ما يجري راهناً بين إيران وأميركا في الخليج العربي أكبر من التهديد، وأقل من الحرب؛ لكن ماذا بينهما!
وعند مساءلة اللغة وما تخفيه، نجد أن السؤال المشروع هو عن اسم ما يجري اليوم. فالمؤكد أن الطرفين ليسوا في حالة حرب؛ بل في حالة صراع، وبما أن كل مصطلح ومفردة تختصر مرحلة من مراحل الصراع فما هي المفردة التي يمكن أن يوصف بها هذا الصراع، وهل تجاوز صراع الإرادات بعد ما حدث للسفن ولحقول النفط، أم أن التفجيرات كانت أزمة عابرة، أم أزمة ممتدة؟
إن العالم العربي، والخليج خصوصاً، هو موطن الأزمات الممتدة منذ أربعة عقود؛ جراء رفض أطرافه تقارب المصالح، وجراء تباين وجهات النظر.
فمن الثورة الإيرانية، إلى الحرب العراقية الإيرانية، إلى الغزو العراقي لدولة الكويت، ثم حرب تحرير العراق، وبعدها الربيع العربي بالأزمات في مصر وسوريا وليبيا واليمن والآن الجزائر والسودان.
مروراً بالطبع بالأزمة الخليجية التي دخلت مرحلة الأزمة الممتدة، رغم استعانة الكويت باللغة لحجب واقع أنها أزمة ممتدة، حيث قالت «إنها تتطلب وقتاً لحلها» في إشارة إلى عدم استحالة إنجازها وإن طال الزمن.
وعما قريب سيكتمل شهر في مياه الخليج منذ قرع أول طبول الحرب، ولن تستطيع اللغة أن تحجب واقع علاقات دولية ساخنة، حيث لم يعد بالإمكان إخفاؤه إنها الأزمة الممتدة. ولعل مما يثير القلق أن طرفيها يريدانها أن تدخل في مرحلة هذا النوع من الأزمات، وكل له أسبابه:
- يراهن الإيرانيون في كل مرة على دبلوماسية حافية الهاوية عبر (اشتدي أزمة تنفرجي)، فبدون قلق العالم ستبقى طهران في عزلة من كل نوع ومقاطعة وإفلاس يقود لتحرك الشارع الإيراني ضدها.
- سيطيل ترمب الأزمة قدر الإمكان؛ ليوطن في ذهن كتلة اليمين وهم ذخره الانتخابي الاستراتيجي أنه سيسقط نظام الملالي نظير انتخابه 2020.
- بناء على عقيدة انخراط القوات المسلحة الأميركية في الحروب، كما وضعها الجنرال كاولن باول، يجب أن تتوفر ثلاثة شروط: أن تكون بداية المهمة قوية ودقيقة وواضحة التفاصيل. وأن يكون وقت وشكل الخروج وإنهاء الحرب محدد بنفس دقة بدء الحرب. وأن يتوفر الدعم الشعبي الأميركي لقرار الحرب.
لذا سيبقى الحشد الأميركي أزمة ممتدة حتى تنضج هذه الشروط.
إن الخطورة فيما بين طهران وواشنطن من صراع هو الخوف أن يسري في عروق الصراع سم الأزمة الممتدة protracted crisis بالتدريج، ودون أن نعي، لتتحول لمراوحة خطرة لا سلام فيها ولا استقرار، يرافقها كلفة مادية وإرهاق لدول الخليج، جراء وقفات الاستعداد الطويلة.

* د. ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة أمن الخليج.
المصدر | العرب القطرية