ابن سلمان وصراع المركز

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2865
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

فؤاد إبراهيم
«نجد لمن سيفه أطول» مأثور شعبي يلخّص تاريخاً زاخراً بالصراعات القبلية في منطقة باتت اليوم مركز الدولة السعودية، وهي اليوم حلبة الصراع على السلطة التي يريد الحاكم الفعلي في المملكة محمد بن سلمان أن يحسمه بضربة خاطفة.
فقد شهدت هذه المنطقة ــ نجد وعلى مدى قرون أشرس المعارك بين القبائل المتنازعة على حكمها. في سيرة الدولة السعودية الأولى (1744 ـ 1818) نقرأ أن نجد كانت مسرحاً لحروب قبلية متعاقبة، وإن اكتست مبرّرات متعددة. ففي غضون عشرين عاماً، شنّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ثلاثمئة غزوة ضد من وصفهم «المشركين» في الجزيرة العربية، بمعدل خمس عشرة غزوة سنوياً، الغالبية منها كانت في منطقة نجد. في النتائج، سقط آلاف الضحايا، بفعل النزوع الاصطفائي لدى أنصار الدعوة الوهابية، وأُرغم ما يقرب من نصف سكان الجزيرة العربية على النزوح الى مناطق أخرى، بعدما جعل طرفا التحالف التاريخي (محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب) من نجد فالقاً عقدياً، فانقسم السكّان إلى مؤمنين وكفّار، ووقعت انقسامات اجتماعية حادّة في البلدان التي وطأتها خيول «الموحّدين». وعليه، لم يكن إخضاع نجد ممكناً إلا بتجريد الحملات، وقطع الرقاب، وإشاعة الذعر في قلوب المنافسين على الماء والكلأ.
وإذا كانت القوى الأجنبية قد زهدت في نجد لانعدام ما يغري لاحتلالها، فأصبحت جزءاً من التاريخ المنسي أو المهمل، حتى قيل بأن «نجد خرجت من التاريخ لعشرة قرون»، فإنها ما لبثت أن قلبت وجهة التاريخ البشري في لحظة تحوّل كوني بعد الحرب العالمية الأولى، حين نجح عبد العزيز، والد الملك الحالي، في تحويل نجد إلى منصّة لإطلاق مشروع دولة مترامية الأطراف، مستعيناً بجيش عقائدي «إخوان من طاع الله»، ودعم بريطاني لا محدود منذ تجهيز غزوة الرياض من الكويت عام 1902 وصولاً إلى فتح الحجاز في عامي (1924 ـ 1926)، واختتاماً بمعركة السبلة في 1929 ضد إخوان العقيدة لحساب الدولة.
لم تكن حروب «الفتح» محسومة النتائج لصالح ابن سعود، فيما لو بقيت نجد خارج السيطرة. فمنذ بدء التحالف التاريخي بين الشيخ والأمير في منتصف القرن الثامن عشر، كانت ثمة حاجة إلى تشكيل جماعة حاضنة مؤلّفة من قبائل متعدّدة مرتبّة بحسب مستوى ولاء كل قبيلة لأهل السلطة بشقّيها الديني والسياسي.

يسيطر مشايخ نجد على أكثر من مئة ألف مسجد ومصلى
تبعثر الجماعة في لحظة ما نتيجة معارك وتصفيات داخلية أفشل، لأكثر من مرة، محاولة إعادة استيلاد الكيان أو حتى بعد قيام المملكة سنة 1932، والتي يعود في جزء أساسي منها إلى الصراع بين العائلة المالكة وبعض المكوّنات النجدية، كما حصل في قضية تنظيم «نجد الفتاة» التي تأسست في أواخر الخمسينيات وكان يجمع عدداً من الليبراليين النجديين أمثال عبد الله بن معمر، وفيصل الحجيلان، وناصر المنقور، ومحمد أبا الخيل، وكان يطالب التنظيم بنصيب أكبر لنجد في السلطة، بالرغم من استئثاره بها، وطالب في إحدى مراحله بالحكم اللامركزي للضغط على الدولة كي يحتل بعض أفراده مناصب أعلى في الدولة.
وقد أثار اسم «نجد الفتاة» أسئلة حول دوافعه، لكونه يصدر عن نزوع مناطقي، إذ يتحدّر أفراد التنظيم من منطقة تحظى بامتيازات السلطة، ولها النصيب الأوفر في الجهاز البيروقراطي. ولكن الدمغة «النجدّية» هنا تعكس تجاذباً داخل مجتمع السلطة، أي المجتمع النجدي، حيث يسعى كل طرف للحصول على حصّة وازنة في الدولة، وعليه، فإن التنافس يبقى محصوراً داخل نجد (الإقليم والسكّان) على حساب بقية المناطق.
وعلى مستوى الكيان، أريد من المجتمع النجدي بكل تيّاراته أن يكون قوة حمائية للنظام السعودي، يشاركه في هواجسه، ومصالحه، والتهديدات المحدقة به. بعض وازن منه رفض الإصلاح على المستوى الوطني تماماً كما رفض النظام السعودي ذلك. وهو، أي بعض النجديين، على استعداد للنزول إلى الشارع، إن تطلّب الأمر، من أجل إجهاض أي حراك شعبي يطالب بالإصلاح والتغيير.
الصراع داخل نجد على تقاسم النفوذ بين القبائل والمناطق له قصة أخرى ذات خصوصية نجدية خالصة. فمنذ تولي الملك خالد العرش سنة 1975 وحتى وفاة الملك فهد عام 2005 كانت الغلبة لمنطقة القصيم، وفي عهد الملك عبد الله (2005 ـ 2015) أصبحت لمنطقتي سدير وشقرا الأفضلية بفضل الدور الذي لعبه خالد التويجري، مستشار الملك عبد الله. ومنذ تولي سلمان العرش في كانون الثاني 2015 استعادت منطقة القصيم مكانتها المتميّزة في الجهاز البيروقراطي للدولة...
كان الملوك السعوديون حريصين على إبقاء المجتمع النجدي متماسكاً، كي يحافظ على ولائه لهم، ويشكّل قاعدتهم الشعبية، ويدرأ عنهم الأخطار التي تتربّص بهم من المناطق الأخرى أو من خلف الحدود...
«انسجام الضرورة» بين آل سعود وقبائل نجد يصوغ من فكرة المصير المشترك لدى الطرفين تحالفاً حتمياً. الزيارات التي يقوم بها ملوك آل سعود، ولا سيما الملك الحالي سلمان، لزعماء القبائل، ورجال الدين، والبيوتات الكبيرة، والشخصيات النافذة في المجتمع النجدي تفوق بمئات الأضعاف زياراتهم لمناطق أخرى... وليس في ذلك سرٌ، فالدولة في وعي آل سعود والنجديين عموماً هي صناعة نجدية أولاً وأخيراً، ولا بد من الحفاظ على حيوية المركز ونشاطيته كي تبقى الأطراف خاضعة له.
نظام التقديمات الشهرية أو ما يعرف بـ«الشرهات» المعتمد منذ بداية تأسيس الدولة السعودية وضع في الأصل للقبائل النجدية من أجل كسب رضاهم وولائهم وصمتهم، وما زال النظام ساري المفعول. وما فتحت مجالس الأمراء أبوابها إلا لاستقبال زعماء قبائل نجد والاستماع لشكاواهم ومطالبهم.
في المقابل، ترى القبائل النجدّية، بعضها على الأقل، بأنها شريك في منجز الدولة، وقدّمت من أجله أغلى رجالها في حروب التأسيس تحت قيادة عبد العزيز، مثل: آل الثنيان، وآل جلوي، وآل الشيخ، والسديري، والتويجري، والزامل، والعنقري، والعطيشان، والراجحي، والفوزان وغيرهم كثير. وعليه فإن السلطة، كما تراها هذه القبائل، امتياز خاص بأهل نجد، ويجب ألا ينازعه فيه أحد من خارجها، فراحوا يستأثرون بالمناصب الحكومية (باستثناء السيادية منها المخصّصة لآل سعود مثل الملك وولاية العهد، والداخلية، والدفاع والى وقت قريب كانت الخارجية من بينها)، ولا سيما الوزارات الخدمية... وكان يتم ذلك على حساب بقية المكوّنات السكانية والمناطقية. وبصورة عامة، تصبح المفاضلة داخل نجد في شغل المناصب ذات طبيعة تراتبية بحسب قرب كل قبيلة وولائها للعائلة المالكة، وهناك وزارات باتت حكراً على بعض القبائل النجدية المتصاهرة أو المتحالفة مع آل سعود، وإن تقليص حصصها في الدولة ينعكس حكماً على ولاء القبائل للدولة وتحالفها مع العائلة المالكة. أكثر من ذلك، إن تحصين القبائل النجدية المتحالفة مع آل سعود إزاء أي شكل من أشكال التمرّد مكفول بالامتيازات المرصودة الثابتة والمستمرة لها.
وحتى في المجال الديني، فإن مشايخ نجد هم من يسيطرون على أكثر من مئة ألف مسجد ومصلى في أرجاء المملكة، ويمسكون بجهاز التوجيه الديني، خطابة وتعليماً. وهم في المدرسة، والمسجد، والجامعة، والمخيمات الصيفية، والمراكز الدعوية، والبعثات التبليغية... لا يخرج الدعاة من ذوي الصوت المرتفع، والصيت الواسع إلا من المجتمع النجدي، فيما ينال رجال الدين من المذاهب الأخرى فتاوى التكفير والتبديع من المؤسسة الدينية والقمع والتنكيل من المؤسسة السياسية/ الأمنية...
تأسيساً على ما سبق، يمكن النظر إلى حملة ابن سلمان ضد الأمراء والوزراء ووكلائهم تحت طائلة الحرب على الفساد، على أنها بمثابة معركة داخل المركز، ولا صلة لها بالأطراف، التي قد تكون مسرورة، وهي بالفعل كذلك، لأنها حرب بين أهل السلطة أنفسهم، وعليه فهي حرب فاسدين ضد فاسدين.
بيد أن ثمة ما هو أبعد من الحملة في نتائجها المباشرة، الماليّة على وجه الخصوص، إذ إن تحويل الحاضنة النجدية إلى ساحة مواجهة بين الحاكم الفعلي للمملكة، محمد بن سلمان، ومع الأمراء والوزراء الذين ينتمون إلى قبائل نجديّة متحالفة مع آل سعود من شأنه تهديد الوجود البيولوجي للدولة.
إن معركة ابن سلمان في الوقت الراهن وفي المستقبل هي مع نجد. وبالأرقام، عليه أن يخوض معركة مع 30 ألف أمير وأميرة من آل سعود، وإن نجح في استمالة البعض منهم، ومع جيش من رجال الدين يسيطر على مئة وعشرين ألف مسجد، وعشرة آلاف فرع من هيئة المعروف والنهي عن المنكر، ونحو مليونين من خريجي الجامعات والمعاهد الدينية، ومدارس تحفيظ القرآن، وآلاف من الدعاة المنبثين في داخل المملكة وخارجها، وبعض هؤلاء يعيش في الخارج بعد الحملة الأخيرة على تيار الصحوة، وقد يمارس فعلاً احتجاجياً من خلف الحدود.
في خارطة العوائل النجديّة المتصاهرة مع العائلة المالكة يظهر التنافس الحاد بين أربع عوائل رئيسية:
الأولى: آل فيصل (أحفاد الأمير فيصل بن تركي الأول بن عبد العزيز، أول وزير للداخلية توفي 1963)، وقد شكّل أكبر حاضنة للجناح السديري (السديريون السبعة: فهد، سلطان، نايف، سلمان، عبد الرحمن، تركي، أحمد) بكتلة بشرية تصل الى 4000 شخص. وقد سيطر آل فيصل، عبر عائلة السديري لجهة الأم، على مقدرات الدولة السعودية، باستثناء عهد الملك عبد الله (2005 ـ 2015)، حيث سعى فيها الى تفتيت العصبة السديرية وتجريدها من مواقع سيادية. يتغلغل آل فيصل/ السديريون في المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية، الأمر الذي يجعلهم القوة النافذة والمؤثرة الأكبر في صنع القرارات الكبرى في المملكة.
الثانية: آل الثنيان، من عنزة في نجد، وهم من أبناء والد عبد العزيز، عبد الرحمن، إلى جانب آل الفرحان وآل المشاري وآل جلوي. ويحتل هذا الفرع مكانة مهمة في المجال البيروقراطي المدني من السلطة، في مقابل السلطة السياسية والعسكرية التي يمسك بها آل فيصل. ويدين الثنيان في جزء كبير من نفوذهم لتداخلهم مع عائلة آل الشيخ. وتتألف قبيلة الثنيان من أكثر من ثلاثة آلاف عنصر، وهم منتشرون في أرجاء متفرقة من المملكة.
الثالث: آل جلوي، وهم فرع من آل سعود، ولعب دوراً محورياً في معارك عبد العزيز، وتولى إدارة المنطقة الشرقية لعقود من الزمن، ولا سيما في مرحلة انطلاق النهضة الصناعية/ النفطية وقدوم الشركات الاجنبية، الأميركية على وجه الخصوص. دخل آل جلوي في خلاف مع آل فيصل وآل الثنيان على خلفية الانقسامات التي حصلت في عهد الملك سعود، حيث انحاز بعض أفراد آل جلوي الى جانب الملك سعود. وبعد مقتل الملك فيصل عام 1975، سعى آل جلوي الى تحسين مواقعهم داخل السلطة في مقابل الجناح السديري الذي نجح في السيطرة على المراكز الرئيسة في الدولة. وبعد تولي الملك فهد مقاليد السلطة سنة 1982، عمل على تعزيز مواقع السديريين في الجهاز البيروقراطي، وفي عام 1985 أصدر أمراً ملكياً بإعفاء الأمير عبد المحسن بن عبد الله بن جلوي آل سعود، وعيّن ابنه محمد أميراً على المنطقة الشرقية، وبذلك أنهى احتكار آل جلوي إمارة هذه المنطقة، وأبقى لهم على محافظة الإحساء (أميرها الحالي: بدر بن محمد بن جلوي آل سعود). ولا يزال أبناء جلوي ينظرون الى أنفسهم شركاء في الدولة السعودية، ويتطلعون لاستعادة نفوذهم في المنطقة الشرقية.
الرابع: سعود الكبير بن عبد العزيز بن سعود آل سعود (ت 1959)، ابن عم عبدالعزيز، مؤسس الدولة السعودية. شارك الكبير مع الأخير في عدّة معارك، وزوّجه عبد العزيز شقيقته نورة، وبعد وفاتها زوّجه أختها حصة. وبرغم من أن أبناء هذا الفرع لا يطالبون بالخلافة بصورة علنية، ولكن يرون أن لهم حقاً تاريخياً في السلطة لدور والدهم في إقامة المملكة، وفي الوقت نفسه الانتماء لأسرة آل سعود.
بصورة إجمالية، فإن هذه الأفرع الأربعة من آل سعود تنظر بريبة الى تدابير محمد بن سلمان، ولا سيما السديريون منهم، ومن غير المستبعد لجوء المتضرّرين منهم إلى تشكيل تحالف انطلاقاً من مصلحة مشتركة أو خطر مشترك، وسوف يتعيّن على محمد بن سلمان التعامل مع شبكة معقدة من العوائل المندغمة في تركيبة آل سعود. إن التحدّي الأكبر سوف ينبع من داخل الفرع السديري نفسه، أو آل فيصل، لكون أفراده يمكسون بمفاصل حسّاسة في جهاز الدولة، وأيضاً لكون هذا الفرع منقسماً بشكل عميق في عهد سلمان، ونتيجة الإقصاء الشامل لأفراده واحتكار السلطة من قبل سلمان.
يضاف إلى هؤلاء قبائل نجدية خسرت مكاسب كبيرة في الآونة الأخيرة مثل التويجري، والنعيمي، والعواجي، وآخرين، وهناك من القبائل من يترقّب بحذر ما يخفيه ابن سلمان في خطة الملاحقة تحت طائلة الحرب على الفساد، والتي بات واضحاً أنها تتجاوز مجرد استعادة أموال مسروقة، أو مكتسبة بطرق غير مشروعة، وأن الأمر يتعلق بتعزيز قبضته على مقاليد السلطة.
هناك قبائل نجدية خسرت مكاسب كبيرة في الآونة الأخيرة
بصورة إجمالية، هناك جمهرة نجديّة على اللائحة السوداء لدى ابن سلمان تشمل: رجال دين، ومن بينهم أعضاء في هيئة كبار العلماء، وزعماء قبائل، ورجال أعمال، وحتى من النخبة الثقافية والإعلامية. ولا بد من إلفات الانتباه الى أن حملة مكافحة الفساد لم تقتصر على منطقة نجد، بل شملت المناطق كافة والمكوّنات السكانية عامة، وتمّ إيقاف شخصيات لم تكن بالضرورة ملوّثة بالفساد، ولكن لمجرد أنها ثريّة تصبح هدفاً للحملة، لأن المطلوب تمويل الصندوق الاستثماري.
يبقى السؤال العالق في حناجر كثير من المراقبين والمهتمين: كيف نجح محمد بن سلمان، بخبرته القليلة وتجربته القصيرة أن يطيح أركاناً في الدولة مثل محمد بن نايف، ومتعب بن عبد الله ومن ورائهما عشرات من الأمراء وكبار البيوتات في العائلة المالكة؟
جواب ذلك لا يكون صحيحاً في حال النظر إلى ما جرى كما هو في نتائجه المنظورة والمباشرة. منطق الأشياء يضعنا أمام مستحيلين:
ـ تشكيل تحالف بديل وبسرعة قياسية على أنقاض شبكة تحالف شديد التعقيد من داخل العائلة المالكة، ومن القبائل النجدية، ورجال الدين، والتجّار، والمثقفين..الخ. وعليه، فإن ما جرى ليس نتيجة خارق فوق بشري، بل كانت التوقعات تفيد بحصوله ذات يوم، وقبل موت سلمان لضمان النجاح أولاً وتحقيق نتائج أفضل ثانياً. يبقى الشق التالي من السؤال: من ساعد ابن سلمان في تنفيذ هذه «المهمة المستحيلة»؟. تتأكد يوماً بعد آخر حقيقة مشاركة شركات أمنية أجنبية في الحملة المتواصلة ضد الأمراء، والوزراء، نوّابهم، ورجال الأعمال... وقد لفت الأمير عبد العزيز، نجل الملك فهد، في آخر تغريدة له على حسابه في «تويتر» إلى وجود عناصر أجنبية من ضمن الفرقة التي جاءت لاعتقاله. وسوف تكشف الأيام ما خفي من حقيقة الشركات الأمنية (الأميركية منها على وجه الخصوص).
ـ استسلام المتضررين من أعضاء التحالف القديم بصورة نهائية. لأن ذلك يفترض أن المعركة انتهت، فيما الصحيح هو أن المعركة في بدايتها، ولن تحسم بسرعة وبصورة هادئة.
وكخلاصة، فإن معركة ابن سلمان مع المركز ـ نجد هي الأصعب في تاريخ الدولة السعودية، حيث تتهدّم أركانها، وإن المستقبل وإن حاول ابن سلمان استباقه بحسم نتائج صراعاته اليوم قبل الغد، فإنه يبدو شديد الغموض. وما يتغيّر الآن أكثر مما يثبت، وإن على القريب والبعيد توطين النفس على المفاجئات دائماً، ومن المؤسف أن تكون في الغالب غير سارة.

*باحث وناشط سياسي من السعودية