السر الذي كشفته الحملات الإعلامية بين دول الخليج.. من خدع الرأي العام؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2342
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كمال خلف
كشفت الحملات الخليجية المتبادلة سرا لم يكن ليصرح به لولا أندلاع الحملات الإعلامية بين السعودية والإمارات من جهة وقطر في الجهة المقابلة خلال الأيام الماضية، وهو ما كنا نتحدث عنه خلال السنوات الست الدامية في عالمنا العربي ونشير له مرارا، والآن أصبح حقيقة بلسان من من قاموا به واستخدموه في غفلة عن الراي العام العربي والعالمي.
إنني أتحدث أيها السادة عن ظاهرة المعلقين والمغردين والمصوتين على مواقع التواصل الاجتماعي، هنا لا نتحدث عن الجميع بل نتحدث عن ماكينة مرتبطة بقرار سياسي، هؤلاء الموظفين والمستأجرين الذين يعملون بشكل مبرمج ولهم إشارة من جهة، تعطيهم الأمر لتشويه سمعة دول وسياسيين ومفكرين وقادة راي وكتاب، يدخلون على كل صاحب كلمة مخالفة للجهة أو الدولة التي يعملون بأمرتها ويكيلون له سيل من الشتائم، لإرهابه وتخويفه حتى يخال المرء أن ثمة راي عام في الشارع العربي رافض لموقفه وفكره.
هذه العملية المدبرة، اغتالت الرأي العام الحقيقي للشعوب العربية، وضللت الرأي العام العالمي إلى حد ما، وشوهت صورة قادة وسياسيين وأحزاب واخافت الكثير من الكتاب والصحفيين، وكانت رديفا لوسائل إعلام عربية استغفلت الكثير من الشعوب ونقلت له ما هو بعيد عن الوقائع والحقائق.
وحتى لا نتحدث بشكل مجرد احيلكم إلى جزء يسير من وقائع ما يحدث على صفحات المواقع الاكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، فقد كشف إعلاميون محسبون على قطر عن جيوش الكترونية تقاد بأوامر أجهزة استخبارات لتشويه سمعة هذه الدولة أو ذاك الكاتب وعن مغردين مزيفين ومعلقين مأجورين.
وللاسف هذا بالضبط ما كان يحدث خلال السنوات الماضية ضد كل من يحاول السباحه عكس التيار الذي خطته دول خليجية لمصير بلدان وشعوب بأكملها، بقوة السلاح والجماعات والإعلام وجيوش وسائل التواصل المستأجرين، والآن يرفع الستار عنه بعد أن أصبح يستخدم بين لاعبيه.
شاهد في هذا السياق، وهو ضيف قطري في مقابلة له على قناة (روسيا اليوم) بتاريخ 24 أيار مايو يقول إن ثمة تزامن بين اختراق موقع الوكالة القطرية ونشر تصريحات مفبركة وبين الحملة الإعلامية على القنوات السعودية والاماراتية، حيث انتقل الضيوف أنفسهم من قناة إلى أخرى، وهذا حسب الضيف القطري مؤامرة مدبرة معدة سلفا، ويضيف أن أجهزة مخابرات تستأجر (هكرز) لتنفيذ أغراضها، وتشويه سمعة قطر.
ثم أصل الشكوى القطرية أليس ثلاثة عشرة مقالا في الصحافة الأمريكية تتهمها بالإرهاب وتقول قطر إن خلفها مؤامرة؟ ماذا يعني هذا الكلام، إلا يدل أن هناك دول أو دولة تدفع أموالا في وسائل الاعلام الأمريكية لتوجيه تهمة الإرهاب إلى قطر، ومن يملك الأموال؟ إذا كان هذا الحال والسلوك في أمريكا، فمابالكبما يحدث على صفحات الصحف العربية ومقالاتها.
تحت عنوان من يقف وراء (غوبلز السعودي) كشف مصدر خليجي مطلع حسب موقع (الخليج الجديد) الأحد أن وزير الإعلام السعودي «عواد بن صالح العواد» هو من يدير بصفة مباشرة الحملة الإعلامية ضد دولة قطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد»، والتي بدأت الثلاثاء الماضي، وتشهد استخداماً مكثفاً لسياسات تتشابه مع تلك التي كان يستخدمها «جوزيف غوبلز»، وزير الدعاية السياسية في عهد الزعيم النازي الألماني «أدولف هتلر» حسب الموقع.
المصدر الذي تحدث لـ«الخليج الجديد»، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أوضح أن «العواد» يدير تلك الحملة بشكل مباشر؛ حيث يتواصل مع رؤساء التحرير في بعض الصحف والفضائيات السعودية، ويوجههم بالرسائل المطلوب ترديدها لـ«الإساءة» إلى قطر وأميرها.
بالمقابل أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم #القرامطة_الجدد ردا على الحملة الشرسة التي تحاك ضد أمير قطر من قبل وسائل الاعلام الخليجية. الحملة التي دخل مئات المغردين اليها للرد وكتبوا بكثافة عن شرور القرامطة الجدد التي لا حصر لها حسب التغريدات، من دعم حفتر، إلى تفتيت اليمن، إلى تمزيقالخليج، إلى عبادة الصهاينة، إلى السعي لعزل قطر، والانقلاب في تركيا. ردت عليها حملات أخرى كشفت أنها تدار عبر أجهزة استخبارات قطرية وإعلاميين يعملون في قطر.
هذا السلوك أيها السادة لم يبدأ في الأيام الماضية فحسب هو نهج بدأ منذ اليوم الأول لما سمي زورا بالربيع العربي، حيث تم شيطنة أشخاص، وأحزاب، وكتاب، وشتم صحفيين وإعلاميين، وتحريف وقائع، وقلب مفاهيم وقيم، الشيء المختلف اليوم أن الأمور تكشف بشكل واضح وفاضح.
الكشف عن طرق الفبركة واستأجار جيوش على مواقع التواصل، ودفع الأموال لتوجيه الصحافة، وفتح الاستديوهات لحملات التشويه، كلها أمور باتت بعد ما جرى بين يدي الشعوب العربية التي تتابع ما يقال وما يكتب، وعلى الرأي العام الآن مراجعة كل السنوات الماضية و الكف عن السير وراء سياسيات تظن أنها قادرة إلى الأبد أن تجر الشارع العربي وراءها، ووراء رغاباتها.