اعتقال رجل أمن سعودي تجرأ على فضح الفساد الحكومي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 95
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

في مقطع مصور لرجل أمن سعودي قال فيه أنه لا يرضى الهوان والتلاعب مشيرا إلى حالة الفساد والتلاعب الإداري المستشرية في البلاد، شاكيا الظلم الواقع عليه من قبل الجهات العليا والمؤسسات الحكومية بعد منعه من الدخول لمركز الدفاع المدني الذي يتبع له، مؤكدا أن هذا المركز ليس بمؤسسة خاصة . وزارة الداخلية، وكما جرت عليه العادة، قامت بإصدار بيان أكدت فيه التحقيق فيما وصفته بـ”المخالفة من أحد رجال الأمن للأنظمة المرعية والتعليمات المبلغة بخصوص كل ما يتعلق بالتظلم من الإجراءات التي اتخذها مرجعه بحقه من خلال نشر ادعاءات بعدم نظاميتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي”. سعد الجبري نموذج لا يمكن تعميمه ليست المرة الأولى التي يسجل رجال أمن سعوديوون اعتراضا على سياسات النظام، ولكنها غالبا ما يتم الإفصاح عنها بعج التمكن من الهرب خارج البلاد. وبعضهم، لم يكن موظف أمن عادي، فمثلا سعد الجبري وهو رئيس المخابرات السعودي السابق، فرّ من بلاده عام 2017، ومنع ولديه من السفر للضغط عليه وإعادته. في مارس 2020، تم القبض على نجل الجبري، عمر، وابنته سارة، في منزلهما بـ”الرياض”.الذين كان من المقرر أن يواصلا دراستهما في بوسطن بالولايات المتحدة، لكن تم منعهما من مغادرة االبلاد في عام 2017 في المطار، عندما كان عمر يبلغ من العمر 18 عامًا وسارة تبلغ من العمر 17 عامًا فقط، “لأسباب أمنية”، لكن لم يتم منعهما بشكل رسمي أو إبلاغهما بأسباب منع السفر. وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حكمت محكمة “سعودية” بعد ذلك على ابنه عمر بالسجن تسع سنوات، وعلى شقيقته بالسجن ست سنوات ونصف، دون منحهما فرصة الحضور أو استجواب الشهود. قد أُدينوا بتهم ارتكاب جرائم مالية والتآمر للهروب من البلد بشكل غير قانوني.  في عام 2022، دعا فريق الأمم المتحدة “السعودية” إلى إطلاق سراح أطفال الجبري المسجونين فورًا، وكذلك صهر الجبري، سالم المزيني، الذي تم احتجازه في دبي ثم نُقل جواً إلى “السعودية”.  وبحسب تقرير لـ”هيومن رايتس ووتش” فبموجب المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة، يعد الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي لفترات طويلة شكلاً من أشكال العقوبة أو المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة. كما تحظر اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، التي انضمت إليها “السعودية” في عام 1997، التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة. وتفند المنظمة الانتهاكات التي مارستها “السلطات السعودية” بحق ولدي الجبري، ففي آذار 2020، استدعى مسؤول رفيع المستوى في رئاسة أمن الدولة عمر وسارة الجابري إلى مكتبه، حيث ضغط عليهما لإقناع أسرتهما بالعودة إلى السعودية، على حد قول أحد أفراد الأسرة للمنظمة. وبعد أسبوع، قامت مجموعة من قوات الأمن السعودية، بقيادة نفس المسؤول، باعتقال الأشقاء في منزلهم بالرياض واحتجزتهم بمعزل عن العالم الخارجي لمدة 10 أشهر تقريبا. هذا وبين آذار 2020 وكانون الثاني 2021، لم يكن لدى عائلة الجبري أي معلومات عن مكان وجود الأشقاء أو ظروف احتجازهم. قال مصدر مطلع لـ “هيومن رايتس ووتش” إن السلطات تجاهلت مرارا طلبات الأسرة للحصول على معلومات، ومنعت الأشقاء من الوصول إلى مستشار قانوني أو زيارات أو مكالمات هاتفية. وتكشف الرسائل النصية بين المسؤول وأحد أفراد عائلة الجبري أن الأسرة سألت أيضاً بشكل مباشر عن أحوال الأطفال، لكن المسؤول لم يرد على هذه الأسئلة. التوترات بين محمد بن سلمان وعائلة الجبري ظهرت إلى الواجهة عندما رفع الجبري، في أغسطس 2019، دعوى قضائية من 106 صفحة في الولايات المتحدة، حيث قال أنه تم إرسال “فرقة اغتيال” لقتله في كندا في أكتوبر الماضي.  وفي مقابلة تلفزيونية سابقة، قال الجبري لشبكة “سي بي إس” إن فريقا سعوديا مكونا من ستة أشخاص هبط في مطار أوتاوا قال إنهم ضللوا الجمارك بشأن معرفة بعضهم البعض وكانوا يحملون معدات مشبوهة لتحليل الحمض النووي، في اشتابه لنوايا التخلص منه داخل كندا بعد أن فشلوا في محاولات استدراجه إلى “السعودية”، قبل أن يتم ترحيل الرجال الستة. ونقلت شبكة “سي بي إس” عن مسؤولين كنديين قولهم “نحن على علم بالحوادث التي حاولت فيها جهات فاعلة أجنبية تهديد أولئك الذين يعيشون في كندا”. ورفض محامو محمد بن سلمان حينها أقوال الجبري وقالوا إن محمد بن سلمان يتمتع بحصانة قانونية في الولايات المتحدة باعتباره رئيس دولة أجنبية في أي حال. المسؤول الإستخباراتي السابق المقرب من محمد بن نايف، تحدث أيضاً عن محاولات الإستدراج التي تعرض لها خلال السنوات القليلة الماضية من قبل ابن سلمان إذ حاول الأخير مراراً إعادته إلى “السعودية” حتى أنه وجه إليه رسائل شخصية تقول إحداها “بالتأكيد سنصل إليك”. وتشير الدعوى إلى أن “ابن سلمان في الواقع أرسل فريق القتلة إلى أمريكا الشمالية بهدف قتل الجبري”، كما تطالب بمحاكمة ولي العهد السعودي بمحاولة قتله خارج نطاق القانون في انتهاك للقانون الأمريكي الخاص بحماية ضحايا التعذيب وللقانون الدولي. والجبري كان لسنوات محمد بن نايف. كما شكّل حلقة ربط بين الإستخبارات السعودية وأجهزة الإستخبارات الأمريكية والبريطانية والكندية والاسترالية والنيوزيلاندية. سبب التحوّل في مكانة الجبري يعود لحملة الإعتقالات التي طالت مجموعة كبيرة من الأمراء والوزراء وذلك في سياق الإنقلاب البارد الذي قام به ابن سلمان بدعم مطلق من والده عام 2017، بحيث تمكن من تنحية ولي العهد محمد بن نايف للإستيلاء على منصبه وهكذا نصّب نفسه ولياً للعهد بدعم من الإدراة الأمريكية. وعليه وضع ابن نايف رهن الإعتقال كما تم مصادرة أملاكه. وأطيح بمن عملوا معه في وزارة الداخلية من مناصبهم، ما جعل سعد الجبري يفر على وجه السرعة إلى كندا. بطبيعة الحال، نجاح سعد الجبري بالفرار تم بفضل علاقاته، إلا أن الصغار من العاملين في “السعودية” ليسوا ذو حظوة كالجبري، ومصيرهم كمصير من سبقوهم ممن تجرأ بالاعتراض ومخالفة أوامر “طويل العمر”…إنها المهلكة