وزير الخارجيّة السعودي تأخّر عن المؤتمر الختامي للقمّة الخليجيّة فاعتذر ثم تصدّر للإجابات وبيان العلا تنقّل بين عُموميّات ولم يشرح تفاصيل ما وقّع عليه قادة الخليج للصّلح..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1585
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

كيف يُمكن التنسيق بين الخليجيين بوجود تركيا وإيران فهل سيُغنّي “المُصطلحون” على ليلاهم؟ وهل جرى طيّ الخلاف بالكامل ولماذا لم تتبادل البحرين والإمارات “العناق” مع قطر؟
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
تأخّر وزير الخارجيّة السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف عن المؤتمر الصحفي الذي كان بمثابة وضع ختاميّة لقمّة الخليجيّة، وجرى فيه إعلان بنود بيان قمّة العلا الذي جرى الاتفاق عليه بين قادة دول مجلس التعاون، اعتذر الوزير عن هذا التأخير، وقال إنه خارج إرادته.
ترّقّب الخليجيّون، ومن خلفهم المُراقبون، ما سيخرج عن هذا المؤتمر من إعلان، قد يشرح ما جرى التوقيع عليه خلال قمّة العلا صباحاً أمام الكاميرات، ومن قبل زعماء الدول الخليجيّة الحاضرين إلى جانب وزير خارجيّة مصر، لكن العموميّات فيما بدا طغت على ذلك الإعلان، والاتفاقيات ذهبت في اتجاه اتفاقات اقتصاديّة، وأخرى صحيّة، ولم يتضمّن أيّ بند حديثاً صريحاً عن المُصالحة، وما قدّم المُقاطعون، للمُقاطَعة قطر، والعكس صحيح من تنازلات أفضت إلى هذا الصّلح، بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات.
إعلان بيان العلا، كان بياناً تقليديّاً في بنوده، وكان أبرز ما جاء فيه، التأكيد على الأهداف السامية لدول مجلس التعاون الخليجي، تنفيذ رؤية الملك سلمان 2015، تفعيل المركز الخليجي لمكافحة الأوبئة، استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، ومنح المواطنين حرية التنقّل، والحركة، والطبابة.
كما وتحفيز الاقتصاد، وتمكين المرأة والشباب، وتفعيل الاقتصاد الرقمي، تطوير المناهج التعليميّة، وتعزيز أدوات الحوكمة من خلال العمل الخليجي المُشترك، وتعزيز التعاون في مُكافحة الفساد.
تعزيز التكامل العسكري كانت من البُنود البارزة التي جرى الإعلان عنها، وتحديدًا تحت إشراف المجلس العسكري الخليجي المُشترك، انطلاقًا من اتفاقيّة الدفاع المُشترك بين دول الخليج لمُواجهة التحدّيات، لكن تبقى التساؤلات مطروحةً حول كيفيّة تعزيز هذا التعاون، وتعريف هذه التحديات، وإذا كان من ضمنها التواجد التركي على الأراضي القطريّة، والذي لجأت له الدوحة، وبعد المُقاطعة، وافتراضها وجود نيّة إسقاط نظامها.
تنسيق المواقف السياسية من خلال تعزيز دور مجلس التعاون، بند لافت جرى إعلانه ضمن بيان العلا، لكن هذه المواقف تتباين من بلدٍ لآخر، وفي ظل تحالفات قطر مع كُل من إيران، وتركيا، والانفتاح على دعم حركة الإخوان، والأمير بن سلمان يعتبر الدور الإيراني تخريبيّاً، وبلاده تُصنّف الإخوان جماعةً إرهابيّةً.
جائحة كورونا، قد تكون فرضت على دول الخليج إعلان إنشاء المركز الخليجي للوقاية من الأمراض، وما تركه الفيروس القاتل من تأثيرات سلبيّة على اقتصاد الخليج.
التساؤلات لعلّها بقيت مطروحةً في أوساط الصحفيين الحاضرين للمُؤتمر، ويبدو أنه جرى اختيارها وتحضيرها بعنايةٍ، فالأسئلة لم تتطرّق أبدًا إلى شُروط المُصالحة التي نتج عنها المُقاطعة لقطر، سوى أنّ هذا الصلح نتج عنه فتح للحدود البريّة، والجويّة، وكان لقناتيّ “العربية”، و”الجزيرة” تركيز إعلامي خلال عودة معابر البلدين السعوديّة، وقطر للعمل بعد رفع الحواجز، وإن كانت القناة القطريّة ركّزت بالأكثر على مكاسب قطر، وذهبت العربية إلى التساؤل عن طيّ الخلاف بالكامل من عدمه.
الخلاف ووفقاً لوزير الخارجيّة السعودي فيصل بن فرحان جرى طيّه، أو بحسب توصيفه جرى طي كامل لنقاط الخلاف، وجاء ذلك خلال إجابته عن سؤال صحفي طرحه أحد الصحفيين الحاضرين للمُؤتمر الصحفي.
التساؤل الآخر الذي يجري تداوله بكثافة، إذا ما كان الصلح اقتصر على السعوديّة، وقطر، أو بحسب توصيف درج خلال الساعات الأخيرة أن كل دولة بعد الصلح ستُغنّي على ليلاها، خاصّةً أنّ فتح الأجواء اقتصر بين السعوديّة، وقطر، ولم يشمل البحرين، والإمارات، الأمير فيصل بن فرحان أكّد حول تلك التساؤلات أنّ جميع الأطراف راضية وسعيدة، وأنّ إعادة العلاقات الدبلوماسيّة، وفتح المطارات، والحدود، كل ذلك سيعود إلى ما كان عليه قبل الأزمة.
وبدا أنّ موقف دول الخليج التي اجتمعت بالعلا اليوم، لم يكن مُوحّدًا ضد إيران، فإعلان العلا الصادر عن جميع الدول الخليجيّة المُشاركة لم يتضمّن إشارةُ واضحةً على موقف مُشترك من طهران، والأمير بن فرحان قال في أحد إجاباته، مُهم جدًّا أن يكون هُناك موقف مُوحّد بالنسبة لدولنا الخليجيّة من إيران، كما ومُشاركتهم في المُفاوضات الدوليّة الغربيّة حول التهديد الايراني وتحديدًا برنامجها النووي، والتهديدات المُباشرة له لاستقرار المنطقة، وهو ما ترفضه طهران أساساً.
كيف سيجري تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في بيان العلا، يُؤكّد الأمير فيصل بن فرحان مُجيباً، بأنّ الإرادة السياسيّة “الضّمانة” لتنفيذ ما جرى إعلانه، وعبّر الرجل عن تفاؤله جدًّا، وبما يؤدّي إلى الاستقرار.
العربيّة السعوديّة، يبدو أنها أرادت إدارة وجهة المُؤتمر الصحفي الذي عُقِد على أراضيها، حيث كان لافتاً تكفّل وزير الخارجية السعودي بالإجابة عن جميع الأسئلة بالرغم أن بعض الأسئلة الصحفيّة كانت مُوجّهةً لأمين عام مجلس التعاون نايف الحجرف، حيث تصدّر الوزير بإعلان جُهوزيّة إجابته بدلاً عن الأمين، وليُجيب الأخير عن سُؤالين تقريباً فقط.
الاتحاد الخليجي الفكرة التي كان قد طرحها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، حول التحوّل من التعاون إلى الاتحاد، تبدو خطوة بعيدة التحقيق، فالآن يجري تحفيز خطوات كما أُعلن في بيان العلا لاستكمال الجُهود من أجل التكامل الاقتصادي بين دول الخليج وصولاً إلى الاتحاد، وتوحيد العُملة بالتالي، والتنقّل بين دول مجلس التعاون الخليجي بدون جوازات.
الحكومة السعوديّة، يبدو أنه لا تزال تحاول معرفة كيفيّة تعامل إدارة جو بايدن القادمة، ووجود بعض التخوّفات، الوزير الأمير بن فرحان أكّد مُطمئناً أنّ الإدارات الأمريكيّة واعية للخطر الإيراني بما فيها إدارة بايدن.
وحول ضم اليمن والعراق إلى مجلس التعاون الخليجي، أجاب أمين عام المجلس، بوجود خطوات تعزيز التعاون مع العراق لربطه بالشبكة الكهربائية الخليجيّة، وعودته إلى حضنه العربي، أمّا اليمن فالمسألة تتعلّق بإعادة إعماره أوّلاً، فيما لا يزال الاتفاق مع الحوثيين عالقاً، بعد الوصول لحُكومة مُناصفة بين الحكومة الشرعيّة في الرياض، والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن مدعوماً من أبو ظبي.
الأيّام القادمة، وطريقة تعامل إعلام دول الخليج مع بعضها، هي وحدها بكُل الأحوال، الكفيلة بالإجابة عن سُؤال السّاعة، هل تصالح الأشقّاء فعلاً، وعاد كل منهم إلى منزله مسرورًا، بعد مشاهد العناق والود، والمُصافحة، وحِرص الأمير بن سلمان على الترحيب الحار بالأمير تميم بن حمد، وماذا عن مشاهد ود أخرى لم تجمع البحرين الذي غاب عاهلها وحضر وليّ عهده مع أمير قطر، وأخرى مع حاكم دبي الذي حرص على الحُضور بوفدٍ رفيعٍ من بلاده إلى السعوديّة، فيما وكالة الأنباء السعوديّة “واس”، نقلت عن حُصول لقاء ثنائي بين تميم وبن سلمان، تساؤلات تبقى مطروحة.