هآرتس: لعنة خاشقجي تطارد بن سلمان في كل مكان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 5727
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
 يواجه ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" أوقات عصيبة في الآونة الأخيرة، حيث يطارده شبح الصحفي السعودي المقتول "جمال خاشقجي" في كل زاوية.
وجاءت أحدث ضربة في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي كشفت فيه أن وكالة المواهب المرموقة "ويليام موريس إنديفور" قررت رد استثمار لولي العهد بمبلغ 400 مليون دولار. وكان من شأن التمويل أن يوسع نطاق الوكالة إلى حد كبير، وكان سيخلق أيضا مصدرا جديدا للدخل للمملكة العربية السعودية في جهودها لتنويع مصادر دخلها.
ولقد مر عام فقط منذ أن أقيمت حفلة في هوليوود نظمها الرئيس التنفيذي لشركة "إنديفور"، "آري إيمانويل"، على شرف "بن سلمان"، حيث ضمت قائمة الضيوف "جيف بيزوس" من أمازون، والرئيس التنفيذي لشركة ديزني "روبرت إيغر"، وهو الحدث الذي جذب عددا كبيرا من المشاهير الذين جاؤوا للترحيب بالأمير. و"إيمانويل" هو شقيق "رام إيمانويل"، رئيس موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس "باراك أوباما"، وهو أيضا رئيس بلدية شيكاغو المنتهية ولايته.
ويتميز "آري إيمانويل" بكونه مديرا تنفيذيا غير عاطفي، يعمل في جميع المجالات. وعندما يقرر رجل مثله رد مثل هذا الاستثمار الهائل، فمن المحتمل أن يكون لديه فهم شامل للضرر الذي قد يحدثه الارتباط بولي العهد السعودي. ولم يكن "إيمانويل"، الذي يمثل أشخاصا مثل "مايكل دوغلاس"، و"ساشا بارون كوهين"، و"كونان أوبراين"، و"مارك والبيرغ"، والعديد من المشاهير البارزين الآخرين، أول من يتنصل من ولي العهد كما تفعل حركة المقاطعة الألمانية (بي دي إس) مع (إسرائيل).
ويعود السبق في تجنب "بن سلمان" إلى "ريتشارد برانسون"، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة "فيرجن"، الذي علق خطته للاستثمار في مدينة "العلا" السعودية التاريخية، حيث كان ولي العهد يخطط لافتتاح متحف للحضارة العربية وعدد من المواقع الثقافية الأخرى. وفي الأسبوع الماضي، وقعت 36 دولة، من بينها 28 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي، إعلانا يدين المملكة لانتهاكاتها لحقوق الإنسان، واعتقالها للناشطات من النساء. ودعا البيان القيادة السعودية إلى التعاون مع لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في مقتل "خاشقجي".
وألغى مجلس إدارة أوبرا "لا سكالا" في ميلانو قرار رئيسه التنفيذي بتعيين وزير الثقافة السعودي الأمير "بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود" في مجلس الإدارة. وأوضح الرئيس التنفيذي، "ألكساندر بيريرا"، أنه كان قد دعا الوزير السعودي للانضمام إلى مجلس الإدارة لأن الأخير تعهد "بمساهمة" بقيمة 15 مليون دولار على مدى 5 أعوام. وقد وصفها "بيريرا" بأنها "فرصة عظيمة"، مضيفا أن هذه الفرص "لا تأتي كل يوم".
لكن التفسير لم يقنع المجلس. وكان وزير الثقافة نفسه هو الذي اشترى لوحة "سالفاتور موندي" المنسوبة لـ "ليوناردو دافنشي" مقابل مبلغ مذهل قدره 450 مليون دولار، في صفقة عمل فيها كوكيل لولي العهد السعودي، رغم أنه قيل علنا إن عملية الشراء تمت لصالح متحف اللوفر أبوظبي.

أبعد من الإهانة الشخصية
ولم تكن هذه الانسحابات مجرد إهانة لولي العهد، لكن وضعه الشخصي وظهوره بمظهر غير مرغوب يؤثر على بلاده، التي تواجه احتمال تمرير تشريع أمريكي فيدرالي قد يقيد مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية، بسبب استخدامها في قتل المدنيين في اليمن. ويأتي ذلك بعد إعلان ألمانيا عن تمديد حظرها على مبيعات الأسلحة إلى المملكة حتى نهاية الشهر.
ويُعتبر "بن سلمان" أيضا تهديدا داخليا في بلده، فوفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، هناك خلاف بينه وبين والده الملك "سلمان". ويثير الانقسام الشكوك بأن ولي العهد يخطط للإطاحة بوالده.
وقالت "الغارديان" إن الابن كان يعتزم التحرك ضد والده خلال زيارة الملك لمصر الشهر الماضي، والتي قيل إن الملك "سلمان" أصر خلالها على وجود قوة أمنية خاصة موالية له لمرافقته في الزيارة، وقام باستبدال الحراس الشخصيين المصريين. وعندما عاد "سلمان" إلى السعودية، لم يكن ابنه جزءا من حفل الترحيب، وهذا مؤشر آخر على أن العلاقات داخل البلاط الملكي ليست مثالية.
وغضب الملك من قرار ولي العهد بتعيين الأميرة "ريما بنت بندر بن سلطان" سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة، و"خالد بن سلمان"، الشقيق الأصغر لولي العهد، نائبا لوزير الدفاع. وكان "خالد" سفيرا لدى واشنطن عندما انفجرت قضية "خاشقجي"، ووفقا لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، فقد كان هو الذي نصح الصحفي المقتول بالذهاب إلى القنصلية في إسطنبول، مما يعني أنه لعب دورا في عملية القتل.
وبينما كان الملك بعيدا في القاهرة، قام "بن سلمان" بإعلان هذه التعيينات في غياب والده، الذي عرف عنها من خلال وسائل الإعلام، وفقا لـ"الغارديان"، ومن الناحية الرسمية، يتمتع ولي العهد بسلطة إجراء التعيينات بصفته نائبا للملك، لكن هذه التعيينات رفيعة المستوى تتم عادة عبر مرسوم ملكي، وبالتأكيد بعلم الملك.
ويواجه "بن سلمان" أيضا أفخاخا وضعها أعضاء الكونغرس للرئيس "دونالد ترامب"، الذي يواصل التهرب من المطالبة بإجراء تحقيق جدي في مقتل "خاشقجي". هذا على الرغم من أن السناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، "ماريو روبيو"، قال إن ولي العهد "يتصرف مثل زعماء العصابات".
وقد قرر "ترامب"، خضوعا للضغوط السياسية، في نوفمبر/تشرين الثاني أخيرا تعيين سفير في الرياض، وهو أول سفير أمريكي يخدم هناك منذ تولي "ترامب" منصبه. وأعلن الجنرال المتقاعد "جون أبي زيد"، وهو من قدامى المحاربين في حرب العراق الأولى، أن هدفه سيكون الحفاظ على العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ينجز مهمته عندما تكون السيطرة الفعلية على المملكة في يد أحد المشتبهين بالقتل.

المصدر | تسفي برئيل - هآرتس