بانوراما سياسة الأردن الخارجية في 2019 من محاضر الاجتماعات الملكية: تركيا حليف استراتيجي بمعيقات بيروقراطية..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2034
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وسوريا للحضن العربي قبل نهاية العام.. عمّان تتذمر علناً من محور “الرياض- واشنطن- تل أبيب”.. غياب لمفردات “الهلال الشيعي والخطر الإيراني” والتفاتة نحو “المغرب العربي” دون مصر..
برلين – “رأي اليوم” – فرح مرقه:
 تسير عمّان العاصمة الأردنية بخطى واضحة إذن على طريق السياسة الخارجية التي تحدث عنها عاهل البلاد مع محللين سياسيين وأكاديميين وعسكريين قبل نحو أسبوعين، هذا ما جاء واضحاً في شكل التصدع بالمواقف بين عمان والرياض تحديداً في اجتماع البرلمان العربي.
في الاجتماع المذكور، ووفق المحاضر المتطابقة التي حصلت عليها “رأي اليوم”، فإن الملك عبد الله الثاني تحدث علناً عن قلق ردني مما أسماه محور “الرياض- واشنطن- تل أبيب” على قاعدة الحفاظ على القدس، بينما تحدث عن “علاقة استراتيجية” مع العراق وتركيا وتونس.
الدول الثلاث الأخيرة هي التي زارها الملك عبد الله الثاني عملياً منذ بداية العام، ونُقل عنه في محضر الاجتماع انه تحدث عن بناء توازنات على أساس التحالف الاستراتيجي مع تركيا تحديداً، والتي من ضمنها إعادة العمل على اتفاقية تجارة جديدة مع تركيا، إلا أنه لاحقاً أبدى تذمره من أداء الحكومة في متابعة بعض التفاصيل في الاتفاقيات والمنح.
تأكيد العلاقة الاستراتيجية مع تركيا قد يتضح أكثر ما تنبه المراقبون لجلوس وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على يسار نظيره الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر لندن، بينما يلقي الملك كلمته.
عاهل الأردن، بدا متحمساً للعلاقة التركية في لقاء المحللين، بينما يشكو من زيادة جرعة “التطبيع” في العالم العربي مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين، وهو الأمر الذي جعله لاحقاً يقلل من منسوب الخطر الإيراني المزعوم في ذات الجلسة، التي لاحظ فيها الحضور غياب مفردة “الهلال الشيعي” وتوابعها التي يستخدمها الملك بالعادة. هنا يتأكد تحليل سابق لـ “رأي اليوم” عن كون عمان تعدّل خطابها اليوم وتترك القلق من الهلال الشيعي لصالح الهلال الخصيب الذي يمثّل امتدادها الطبيعي.
في الجلسة ذاتها، وفي النقاش حول العراق، فضّل الملك استخدام مفردة “الخطر الفارسي” على استخدام “الشيعي” او حتى الإيراني كدلالة على الدولة، الامر الذي استخدمه المحللون كدليل على رغبة اردنية في تهدئة الأجواء مع طهران، خصوصاً بعد جملة ملكية عنوانها “نحن كأردنيين أقرب لدمشق”، مضيفا أنه ورغم الصعوبات التي يضعها بعض الاخوة العرب في وجه عودة سوريا إلى الحضن العربي، إلا ان “دمشق ستعود في أبعد تقدير قبل نهاية عام 2019”.
بالبقاء في ملف إيران، فقد تحدث الملك في الاجتماع الذي انعقد لمدة ساعة وخمسين دقيقة (من 12 ظهراً وحتى 1:50 مساءً) قبل اجتماع وارسو (أي قبل مبادرة لندن بالضرورة)، بوضوح عن أولوية الأردن في القضية الفلسطينية متجنباً وضع ايران ضمن أولويات عمان في المواجهة.
عمان بهذا المعنى تعرف ان استراتيجية العلاقة مع تركيا والعراق تمر من طهران، وكذلك بالضرورة العلاقة مع سوريا ولبنان، وهو الامر الذي يشي باحتمالات كثيرة قد تظهر على السطح في العلاقة مع العاصمة الإيرانية، سيكون أهمها إعادة الجسور الدبلوماسية. في هذا الملف يبدو الوقت ملائما تماما لعمان لخطوة من هذا القبيل، فأوروبا الداعمة في مؤتمر لندن تقوم على ترسيخ العلاقات، ورئيس الدبلوماسية الإيرانية جواد ظريف استعرض قوته حتى في مواجهة المحافظين في بلاده على مستوى العالم وهو ما يجعل التقارب مع محوره تحديداً في إيران اكثر فائدة لعمان.
الدولة الأخيرة التي تحدث عن استراتيجية العلاقة معها كانت تونس، الامر الذي قد يعني دولة تشبه في البنية السياسية ما لدى عمان، حيث الاخوان المسلمون (حزب النهضة) في تونس جزء من الحياة السياسية بخلاف ما يحصل مع الرياض ومحورها، كما ان العاصمة التونسية تقرّب الأردن لعمقٍ عربي مرتبط بتركيا وعلاقات إيجابية معها من جهة، ويعيدها لمعادلة شمال افريقيا من بوابة غير المصرية، التي تبدو علاقة عمان معها فاترة جداً.
فتور عمان مع القاهرة، بدا واضحا من مؤتمر شرم الشيخ الذي عقدت فيه قمة أوروبية عربية خفض فيها الأردن تمثيله، كما في حديث الملك عن القضية الفلسطينية التي لم تذكر فيها مصر كداعم ولا كحليف وفق حضور الاجتماعات الأخيرة، الا ان مصر لم تكن حاضرة كمصدر قلق للاردن بكل الأحوال، وهو ما رأى المحللون في أحاديثهم لـ “رأي اليوم” ان عمان لن تستطيع اتخاذ أي موقف من القاهرة أكثر من الفتور باعتبار العاصمة الأردنية تدرك أهمية مصر في القضية الفلسطينية تحديداً.
التفاتة عمان لشمال افريقيا، قد تؤكدها حفاوة كبيرة حظي بها رئيس مجلس النواب المغربي حبيب المالكي حيث التقى وزير الخارجية الأردني ورئيس الوزراء على هامش اجتماعات البرلمان العربي، رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز التقى أيضا رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور علي عبد العال.
الدولة الحاضرة دوماً كحليفة دائمة في كل الاجتماعات كانت الكويت، الامر الذي اطلعت في سياقه “رأي اليوم” على تأكيدات بريطانية بأنها لعبت الدور الأبرز مع العاصمة البريطانية في تنظيم مؤتمر مبادرة لندن بعد الخيبة الأردنية من مخرجات مؤتمر مكة. الدولة الثانية مع الكويت كانت قطر التي يزورها اليوم وزير الدولة لشؤون الاستثمار مهند شحادة لافتتاح معرض الصناعات الأردنية في الدوحة.
محاضر الاجتماعات الملكية حوت الكثير من التفاصيل المثيرة عن السياسة الداخلية، التي تنشرها “رأي اليوم” بمادة منفصلة لاحقاً.