مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ: الدول العربيّة مُستعدّةٌ لتشكيل تحالفٍ مع إسرائيل ضدّ إيران وتدفع باتجاه التسريع بعملية التطبيع دون الالتفات للفلسطينيين الذين باتوا “أيتامًا”!

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1525
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
 يُعتبر يوني بن مناحيم، من أبرز المُستشرقين الإسرائيليين، الذي لا ينفّك عن التحريض على الشعب العربيّ الفلسطينيّ بشكلٍ خاصٍّ وعلى الأمّة العربيّة بشكل عامٍّ، علمًا أنّه خدم ولسنواتٍ طويلةٍ في قسم الاستخبارات الإسرائيليّة، على مُختلف مشاربها، وكان معروفًا بالضفّة الغربيّة المُحتلّة باسم “الكابتين يوني”، واليوم يُعّد بن مناحيم أحد أهّم الخبراء الإسرائيليين في الشؤون الفلسطينيّة.
وفي مقالٍ تحليليّ، لا يخلو من الفوقيّة والعنجهية الصهيونيّة، والذي نشره في المركز الأورشليميّ للشؤون العامّة، والذي يرأسه د. دوري غولد، المدير العّام السابِق لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، وأحد أقرب المُقرّبين من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قال بن مناحيم إنّ مؤتمر وارسو الذي عُقِد ضدّ إيران، شكّل يومًا عصيبًا على الفلسطينيين، وفي الوقت عينه اعتُبِر إنجازًا سياسيًا- تاريخيًا لإسرائيل، لافتًا إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة في رام الله اعتبرت المؤتمر مقدّمةً لتصفية القضية الفلسطينية، مُضيفًا أنّ الفلسطينيين شاهدوا بعيونٍ مكسورةٍ صور بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيليّ مع المشاركين العرب رفيعي المستوى، على حدّ تعبيره.
وأضاف المُستشرِق الإسرائيليّ أنّ المندوبين العرب في قمة وارسو تحدثوا عن المبادرة العربيّة للسلام، والتي كان قد أقرّها اجتماع القمّة العربيّة في بيروت في آذار (مارس) من العام 2002، لكنّهم في الوقت ذاته يدعمون خطّة السلام الأمريكيّة، التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، والتي باتت معروفةً إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، مُوضحًا أنّ صهر ترامب وكبير مُستشاريه، جاريد كوشنير، كان قد أعلن ذلك بصورةٍ واضحةٍ عندما أشاد بالمبادرة العربية، لكنّه استدرك قائلاً، أيْ كوشنير، بأنّها لم تحقق السلام في المنطقة، طبقًا لأقواله.
وأشار بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان” والشاباك الإسرائيليّ إلى أن معظم الدول العربيّة، باستثناء مصر والأردن والسلطة الفلسطينيّة، التي وقعت على اتفاقات سلام مع إسرائيل، اعترفت عمليا بها حين وافقوا على المبادرة السعودية للسلام في 2002 خلال القمة العربية في بيروت، وفقًا لتعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، أكّد المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّ الدول العربيّة ذاتها تُبدي استعدادها لتشكيل تحالفٍ مشتركٍ مع إسرائيل ضدّ إيران، وبذلك تدفع باتجاه التسريع بعملية التطبيع في علاقاتها مع إسرائيل، دون أيّ آثارٍ جانبيّةٍ سلبيّةٍ، على حدّ زعمه.
وأوضح بن مناحيم أيضًا أنّ الحكام العرب يسعون لتحقيق هذا التطبيع مع إسرائيل بعمليةٍ تدريجيّةٍ مع الشعوب العربية في الشرق الأوسط، من خلال تكرار التقاطهم صورًا مشتركةً تجمعهم مع المسؤولين الإسرائيليين، على اعتبار أنّ الدولة العبريّة باتت حقيقةً قائمةً في الشرق الأوسط، ويجب التسليم بها، وفقًا لأقوال المُستشرِق بن مناحيم.
عُلاوةً على ذلك، أكّد على أنّ الشعور السائد في السلطة الفلسطينيّة، يكمن في أنّه لا يمكن غضّ الطرف وصرف النظر عن مشاركة 10 دولٍ عربيّةٍ ضمن قمة وارسو، بجانب الممثلين الإسرائيليين، على اعتبار أنّ هذه القمّة عملت على تقريب وجهات النظر بين العرب وإسرائيل على حساب الفلسطينيين، بحسب قوله.
وأشار المُستشرِق الإسرائيليّ إلى أنّ الغضب الفلسطينيّ من قمة وارسو جاء شديدًا، وقاطعت السلطة الفلسطينية هذه القمة، وأدانتها، رغم أنّها شعرت بالعزلة، وباتت تجد نفسها في حصارٍ اقتصاديٍّ كبيرٍ من جانب الولايات المتحدة الأمريكيّة وإسرائيل، كما قال.
وأكّد أنّ الفلسطينيين انتابهم الشعور بأنّ الهدف الأوّل والأساسيّ من قمة وارسو هو تصفية القضية الفلسطينية، وإقامة تحالفٍ عسكريٍّ عربيٍّ إسرائيليٍّ ضدّ تنامي النفوذ الإيرانيّ في الشرق الأوسط، واعتبار القمّة مؤشرًا على بداية الجهود الأمريكية لوضع اللمسات الاقتصادية على صفقة القرن، كما قال.
وخلُص المُستشرِق الإسرائيليّ إلى القول إنّ قمّة وارسو أعقبت اتخاذ إدارة ترامب سلسلة خطواتٍ سياسيّةٍ، منها اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، والإعلان عن إزاحة موضوع القدس عن طاولة المفاوضات، على حدّ تعبيره.