رهف لاجئة بكندا.. ترودو يسجل نقطة إضافية بمرمى بن سلمان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2035
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مروان رجب
 "سجّلوا نقطة إضافية ضد هؤلاء السعوديين الفظيعين الذين قطعوا (الصحفي جمال) خاشقجي"..
بهذه الكلمات اعتبر المحلل السياسي بجامعة أوتاوا "فيري دو كيرشكوف" منح مسؤولي الحكومة الكندية حق اللجوء للسعودية الهاربة من عائلتها "رهف محمد القانون" ضربة سياسية موفقة لرئيس الوزراء "جاستن ترودو".
واستقطب وصول "رهف"، البالغة 18 عاما، إلى مطار تورونتو، السبت، اهتمام وسائل الإعلام العالمية، حيث كانت في استقبالها وزيرة الخارجية الكندية "كريستيا فريلاند"، التي بدت سعيدة للغاية باستقبال الشابة السعودية.
وجاء لجوء "رهف" لكندا تحديدا بمثابة تسجيل ضربة مزدوجة لصالح "ترودو" الذي دعم مبادئ دولته ونظامها واصطفافها بجانب دعم حقوق الإنسان من جانب، وعزز موقفه قبل أشهر من الانتخابات التشريعية في كندا، من جانب آخر، حسبما يرى "كيرشكوف".
وأضاف أن "فريلاند" استغلت الفرصة للتذكير بمبادئ الدبلوماسية الكندية الكبيرة في عهد "ترودو"، والتي تقوم على أن حقوق الإنسان (خاصة حقوق النساء)، في السعودية أو في خارجها، ستبقى أولوية الحكومة.
وبذلك سجل "ترودو" ثاني نقاط دبلوماسيته في مرمى النظام السعودي، بزعامة ولي العهد "محمد بن سلمان"، بعدما وقفت حكومته بصف الجهود الدولية الداعية لمحاسبة المسؤولين عن اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس.

أزمة دبلوماسية
ويعزز من قيمة هذه الخطوة لرئيس الوزراء الكندي ما تمر به العلاقات السعودية - الكندية من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة منذ الصيف الماضي، إذ أعلنت المملكة، في أغسطس/آب، طرد السفير الكندي بالرياض واستدعت سفيرها لدى أوتاوا، وأرغمت آلاف الطلاب السعوديين على مغادرة كندا، وجمّدت كل تجارة جديدة أو استثمار لها هناك.
وجاءت هذه الخطوة بعد مطالبة أوتاوا بالإفراج الفوري عن ناشطين سعوديين حقوقيين تمّ احتجازهم قبل فترة وجيزة، من بينهم الناشطة المعروفة "سمر بدوي"، شقيقة المدون المسجون "رائف بدوي"، الذي تعيش زوجته وأبناؤه الثلاثة كلاجئين في كيبيك بكندا.
وعلى الرغم من أن "ترودو" في طليعة استطلاعات الرأي الكندية، لكن رئيس الوزراء الليبرالي يتعرض لانتقادات بشأن عقد مثير للجدل، وقعته حكومة كندا السابقة، يبيع الرياض آليات مصفحة بقيمة 15 مليار دولار.
ويؤكد رئيس الوزراء الكندي، الذي يتعرض لضغط جزء من الرأي العام والمدافعين عن حقوق الإنسان، أنه يبحث عن وسائل لعدم تنفيذ العقد، لكن سيكون ثمن ذلك باهظاً إذ سيترتب على أوتاوا دفع جزاءات تبلغ مليارات الدولارات وتحمل العواقب الانتخابية في أونتاريو حيث العديد من فرص العمل على المحك.

دبلوماسية موفقة
وأثارت الشابة السعودية، التي احتجزت نفسها لأيام عدة في غرفة فندق في عاصمة تايلاند بانكوك رافضة العودة إلى ذويها، تحركاً دولياً داعما لتعبئتها الرأي العام العالمي عبر تنديدها بـ"الضغوط النفسية والجسدية التي تمارسها عائلتها عليها"، عبر "تويتر".
وأكدت "رهف" أنها باتت معرضة للقتل في حال عودتها إلى بلادها؛ لأنها تعتزم التخلي عن الإسلام، ودارت مفاوضات بينها وبين مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، انتهت بمنح كندا لها حق اللجوء، لتبدأ حياتها الجديدة في تورونتو.
وأشار الأستاذ في جامعة تورونتو "أمير عطاران" إلى دلالة تزامن منح "رهف" حق اللجوء بكندا مع تشوه صورة السعودية في الخارج جراء قتل منتقدي النظام، قائلا: "لا يمكنني أن أتخيل أنه لم يكن هناك فرحة عارمة في الحكومة (الكندية) ممزوجة بشعور صادق وهو الرغبة في حماية لاجئة".
ولفت "عطاران" إلى أن السعوديين "لم يتركوا أي وسيلة تسمح لهم بالردّ بشكل فعّال على كندا بعدما قطعوا الروابط السياسية والتعليمية والمالية معها".

لا مجازفة
واعتبرت الأستاذة في جامعة ووترلو الكندية "بسمة مومني" أن كندا "وقفت في الجانب الجيد من القضية من دون القيام بمجازفات دبلوماسية كبيرة"، وفقا لما نقلته صحيفة "غلوب أند ميل".
وأوضحت "مومني": "علاقاتنا الثنائية مع السعودية هي أصلاً في أدنى مستوياتها التاريخية، وبالتالي من الصعب أن تصبح في مستوى أدنى".
وحتى مساء الأحد، لم تعلّق السلطات السعودية رسمياً على القضية، ويتوقع "كيرشكوف" أنها ستواصل التزام الصمت.
وأبدى المحلل السياسي الكندي قلقه من أن ينتقم مسؤولو النظام السعودي من "سمر بدوي"، قائلا: "سيكون ذلك سيئا جدا.. آمل أن تمنعهم قضية (خاشقجي) من ذلك".

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب