بعد واشنطن.. الدول الغربية قد تقف الى جانب كندا في أزمتها مع السعودية لمحاصرة سياستها في ملفات عديدة اهمها معتقلي الرأي وحرب اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1776
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

باريس ـ “رأي اليوم”:
 تتطور العلاقات بين العربية السعودية وكندا نحو الأسوأ بسبب ردود الفعل العنيفة لدبلوماسية الرياض ضد ما تعتبره تدخلا كنديا في الشؤون الداخلية للسعودية بسبب ملف حقوق الإنسان، وقد يشكل تصرف السعودية بداية رد فعل قوية من أطراف في الغرب ترغب في محاصرة سياسة الرياض في ملفات ومنها اليمن.
ويعتبر ملف حقوق الإنسان وحرب اليمن من الملفات الحساسة للدبلوماسية السعودية، فقد ردت بعنف على السويد في الماضي عندما انتقدت أوضاع حقوق الإنسان، وحاولت الدخول في أزمة مع برلين، ولكنها تراجعت بسبب حجم المانيا السياسي والاقتصادي، وتخوفت من رد فعل أوروبي موحد، وتخوض الآن حربا دبلوماسية ضد كندا.
وكانت وزيرة الخارجية الكندية كريستا فريلاند قد طالبت الرياض منذ أيام بالإفراج عن نشطاء المجتمع المدني المعتقلين في السعودية بسبب مناداتهم بحرية التعبير والديمقراطية.، وجاء رد الرياض غاضبا، فقد أقدمت على طرد السفير الكندي وسحب الطلبة السعوديين من الجامعات الكندية ووقف رحلات الطيران بين البلدين.
ولم يسبق للرياض اتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد دولة غربية بما فيها إبان الأزمة مع السويد، بينما بقيت مع المانيا في إطار تبادل التصريحات العنيفة.
وتفسر أوساط غربية رد فعل الرياض العنيف ضد كندا اعتقادا منها بوقوف واشنطن الى جانبها (السعودية) بسبب الأزمة الحاصلة بين كندا والولايات المتحدة على خلفية تجارية، لكن الرياض تفاجأت برد فعل سريع وغير مباشر من دبلوماسية واشنطن التي طالبت الرياض بمعلومات عن اعتقال نشطاء.
ويشكل إعلان واشنطن ضربة قوية للعربية السعودية، فقد كانت تعتقد في صمت واشنطن وباقي دول الغرب، لكنها ستتفاجأ بمواقف تؤيد كندا.
ولا يمكن استبعاد تطور الأوضاع الى تبني مواقف مناهضة للسعودية في الحرب في اليمن وفي ملف المعتقلين على خلفية حرية التعبير، ولا تعتبر كندا الحلقة الأضعف بل الدولة التي لا تمتلك مصالح تجارية وسياسية كبرى في السعودية، ولهذا يمكنها بدء أزمة على خلفية حقوق الإنسان مع السعودية لتتطور الى موقف غربي شامل.
وكانت علاقات توتر قد وقعت بين روسيا وبعض الدول على حدة، مثل المانيا أو بريطانيا، ولكن الغرب تحرك في آخر المطاف ككتلة واحدة، كما فعل في ترحيل مئات من الجواسيس الروس من الغرب. وهذا السيناريو وراد إذا تجاوزت الرياض الخط الأحمر مع كندا.
ومنذ أكثر من سنتين، تعيش العلاقات بين كندا والعربية السعودية تطورات سلبية بسبب ضغط جماعات حقوقية على كندا لعدم بيع أسلحة الى السعودية بسبب حرب اليمن وبسبب استعمال أسلحة ضد مدنيين. وكانت السعودية قد وقعت منذ ثلاث سنوات صفقة ضخمة لشراء مدرعات كندية.