محلل إسرائيلي: علاقات البحرين معنا بضوء أخضر من السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1737
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

محمد عبدالله
أقدمت البحرين مؤخراً على تكثيف اتصالاتها بأرفع المستويات الرسمية في (إسرائيل)، بهدف العمل على مأسسة التبادل التجاري والزيارات المتبادلة بين الجانبين.
ونقل «بن كاسبيت»، المعلق السياسي والأمني لموقع «يسرائيل بالس»، عن مصدر رسمي إسرائيلي قوله إن «البحرين تعبّر في الواقع عن مواقف السعودية الحقيقية تجاه إسرائيل»، مشدداً على أنه «لا يمكن الافتراض أن إقدام البحرين على هذه المواقف تجاه إسرائيل جاء من دون الحصول على الضوء الأخضر من الرياض».
وفي تحليل نشره أمس، شدّد «كاسبيت» على أن «الافتراض السائد في (إسرائيل) أن السعودية معنية بأن تفصح البحرين عن مواقفها تجاه إسرائيل، على اعتبار أن الرياض معنية بأن تكون كل الخيارات متاحة أمامها في كل ما يتعلق بعلاقاتها الإقليمية».
ونقل «كاسبيت» عن محافل رسمية في تل أبيب قولها إن «مواقف ملك البحرين المؤيدة لـ(إسرائيل)، لم تفاجئ أحداً في تل أبيب»، حيث عزت المحافل تطور هذه العلاقات إلى الدور الذي يلعبه معهد «شمعون فيزنتال»، والذي ينشط بشكل مكثف في المنامة.
ولفت إلى أن من مظاهر تطور العلاقات العلنية بين البحرين و(إسرائيل) مشاركة النائبة البحرينية اليهودية «نانسي كدوري» في الاجتماع الأخير للجنة الكونغرس اليهودي ولقاءها بوزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي «يسرائيل كاتس» أحد صقور الليكود، وتوثيق اللقاء بصور مشتركة.
واعتبر «كاسبيت» أن «سلسلة المواقف المؤيدة لـ(إسرائيل) التي عبّر عنها العاهل البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة، تعد انتصاراً كبيراً للسياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».
وأشار إلى أن «مواقف ملك البحرين تدلل على التطور الكبير الذي شهدته العلاقات السرية بين (إسرائيل) والدول العربية المنتمية للمحور السني المعتدل، وتعد تجسيداً واقعياً لإعلان نتنياهو الأخير، والذي كشف فيه عن تطور غير مسبوق على طابع العلاقات التي تربط إسرائيل بدور المحور السني المعتدل».
وشدد «كاسبيت» على أن «تصريحات ملك البحرين تعد مثالاً بسيطاً عما يجري خلف الكواليس بين (إسرائيل) ودول المحور العربي السني».
وأشار «كاسبيت»، والذي يعمل أيضاً معلقاً في صحيفة «معاريف»، إلى أن «حرص البحرين ودول المحور السني المعتدل على تطوير العلاقات بـ(إسرائيل) يعدّ"تحوطاً لتبعات توجه الولايات المتحدة للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، في أعقاب الإعلان المرتقب عن الانتصار على تنظيم داعش».
وبحسب «كاسبيت»، فإن «نظام الحكم في المنامة يرى نفسه الأكثر عرضة للتهديد بسبب وجود أغلبية شيعية، ما جعله يرى في العلاقة مع (إسرائيل) فرصة لضمان حمايته من إيران».

تطبيع شعبي
ولفت إلى أن «مجاهرة الملك البحريني بالتنديد بمقاطعة (إسرائيل) وكشفه عن سماح نظامه لمواطني البحرين بزيارة (إسرائيل)، إلى جانب شجبه للإرهاب، يعد تحولاً دراماتيكياً في التعاطي مع (إسرائيل) ».
وكشف «كاسبيت» أن «ملك البحرين منح الإذن للحاخامين ماريون هير وأبراهام كوفر، واللذين يقفان على رأس معهد شمعون فيزنتال، اليهودي الأميركي، ذي التوجهات اليمينية، بالكشف عن مواقفه التي أطلعهما عليها مطلع العام الجاري».
وأوضح أن معهد «فيزنتال يقوم سراً بتنظيم رحلات من البحرين لإسرائيل، مشيراً إلى أن كثيراً من البحرينيين قاموا فعلاً بزيارة إسرائيل سراً، بفعل الآلية التي اعتمدها القائمون على معهد فيزنتال».
وأشار إلى أن «النظام البحريني يحرص أيضاً على توثيق علاقاته بالمنظمات اليهودية الأميركية من أجل تعزيز مكانته في واشنطن».
وشدد على أن «دول المحور السني المعتدل، وضمنها السعودية والبحرين، تؤيّد بحماس مطالبة (إسرائيل) بعدم السماح بأن يكون لإيران موطئ قدم في سورية».
ولفت المعلق الإسرائيلي الأنظار إلى أن «ولي العهد البحريني ناصر بن حمد آل خليفة، يتبنّى مواقف لا تقل تعاطفاً تجاه (إسرائيل) »، مشيراً إلى أنه «ألقى خطاباً أمام المؤتمر السنوي الذي نظمه مؤخراً معهد شمعون فيزنتال، في لوس أنجليس».
واعتبر أن «ما يعكس بشكل أكبر الحرص البحريني على التقرب من (إسرائيل) هو تعمد ولي العهد البحريني اصطحاب الأوركسترا الوطنية البحرينية التي قامت بأداء النشيد الوطني الإسرائيلي هتكفا، معتبراً أن هذه الخطوة تعد تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء بالنسبة للمسلمين في جميع أرجاء العالم».
مؤسسات إسرائيلية
ويذكر أن معهد «شمعون فيزنتال» يعدّ من المؤسسات التي يسيطر عليها أتباع التيار الديني اليهودي المتشدد، إذ لعب المركز دوراً أساسياً في «شيطنة» ثورات الربيع العربي وجماعة «الإخوان المسلمين».
وفي دراسة صدرت عنه عام 2013 حول مظاهر «اللا سامية» في العالم، اعتبر المركز مرشد عام «الإخوان المسلمين» محمد بديع "الشخصية الأكثر خطراً على الشعب اليهودي.
ويشار إلى أن حركة «حباد» الدينية اليهودية المتطرفة، والتي تنشط بشكل كبير في الولايات المتحدة و(إسرائيل)، تقيم علاقات وثيقة بنظام الحكم البحريني، فقد أقام بعض قادتها قبل عام حفلاً دينياً في المنامة، حيث شاركت بعض الشخصيات البحرينية أعضاء الحركة الرقص خلال الحفل.
والعام الماضي، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن ملك البحرين، أكد أن «إسرائيل قادرة على الدفاع ليس عن نفسها فحسب بل عن أصوات الاعتدال والدول العربية المعتدلة في المنطقة».
وأوضحت الصحيفة أن ملك البحرين، شدد أيضا أمام رئيس مؤسسة التفاهم العرقي في نيويورك، الحاخام اليهودي «مارك شناير»، على أن «توازن القوى في الشرق الأوسط بين معتدلين ومتطرفين يستند إلى إسرائيل».
وأضاف أن «دول الخليج تدرك الآن أن إسرائيل هي حليف ضد إيران وقادرة على إرسال الاستقرار في المنطقة ودعم الدول المعتدلة».
وكان المحلل الإسرائيلي «إيلي نيسان» أشاد بمستوى العلاقات بين السعودية و(إسرائيل)، بعد تصديق الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» على انتقال جزيرتي «تيران وصنافير» للسيادة السعودية.
ويذكر أن المغرد السعودي الشهير «مجتهد» كشف عن أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» وجه بتنفيذ حملة إعلامية وتويترية لتهيئة الرأي العام لعلاقات معلنة مع «إسرائيل»، بل خصص مكافأة للإعلامي والمغرد الذي يبدع في هذه الحملة.
ويتزامن ذلك مع زخم متصاعد بشكل غير مسبوق في العلاقات السعودية  الإسرائيلية منذ زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى المملكة مايو/آيار الماضي، والتي بلغت ذروتها بدعوات صدرت عن وزراء إسرائيليين، للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع (إسرائيل)، ودعوة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» لزيارة السعودية، وإرسال ولي العهد «محمد بن سلمان» إلى «إسرائيل».
المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد