العاصمة السعودية الرياض ترتدي أبهى حُلّتها و”تحتضن” الأعلام الأمريكية لاستقبال “الفاتح ترامب”..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1605
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

النُّخب يتحدّثون عن مكانة بلادهم “الكبيرة” ومُعارضون يقولون أن “صفقات بالملايين” هي سر “الزيارة الترامبية”.. بلاد الحرمين لن “تُلزم” ميلانيا ارتداء “العباءة السوداء” والتيار الإسلامي يَعتبره “تنازلاً” عن الشريعة وإعلان الانفتاح
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
ساعات تَفصل السعوديين عن “لقاء” مَحبوبهم وناصرهم غداً السبت كما وَصفوه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وها هي العاصمة السعودية الرياض ترتدي أبهى حُلّتها، ورُفعت في شوارعها الرئيسية الأعلام الأمريكية “مُحتضنةً” علم التوحيد راية بلاد الحرمين الرسمية، حتى أن أبطال قِيادة الدراجات النارية قد توزّعوا على مداخل العاصمة لاستقبال “الفاتح ترامب” بحسب توصيف المُعارضين للنظام السعودي.
اللافت في زيارة ترامب الخارجية الأولى وفق مراقبين، أنه اختار السعودية كمحطّة أولى، وهذا ما دفع بنُخب المملكة إلى القول أن مكانة بلادهم كبيرة، ولها من التأثير القوي الذي يدفع ترامب لزيارتها، لكن نُشطاء مُعارضون يقولون أن الزيارة جاءت لقاء دفع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ما على بلاده، لقاء كل هذا الرضا الأمريكي، أو الترامبي، والدفع قُسّم وفق المُعارضين على قسمين، الأول دُفعة تحت عنوان خدمات استثمارية لدعم إدارة ترامب اقتصادياً، والثانية صفقات سلاح سيتم توقيعها فور وصول ترامب للرياض، وهي صفقات بمئات ملايين الدولارات.
أحد كُتّاب صحيفة محليّة مُقرّبة للسلطات، ينسب فضل تخلّي ترامب عن “تفعيل قانون “جاستا” لمُقاضاة السعودية لضلوعها في دعم المنفّذين لأحداث بُرجي التجارة العالمي11 سبتمبر، ويقول الكاتب أن الولايات المتحدّة الأمريكية لا يُمكنها التخلّي عن حليف كالمملكة ودلالة ذلك الزيارة التاريخية المُرتقبة لترامب، وهي قائدة العالم الإسلامي.
رواية الكاتب يعتبرها مُطّلعون مُضلّلة، لأن القيادة الشابّة دفعت ما عليها، مُقابل التخلّي عن الحديث عن عُقوبات “جاستا” ولو مُؤقّتاً في ظل إدارة ترامب، والمصالح الأمريكية قد تقتضي يوماً ما العودة لفتح ملف ضحايا البرجين، كما أن أهالي الضحايا لن يتخلّوا عن حقّهم، في ظل وجود قانون يسمح لهم مُقاضاة السعودية وأمثالها.
وزير خارجية العربية السعودية عادل الجبير مع توالي استعداد بلاده لاستقبال “الفاتح”، قال أن بلاده لن تُلزم زوجة الرئيس ميلانيا ترامب ارتداء الزي الإسلامي، وهو ما اعتبره التيار الإسلامي تنازلاً عن قيم المملكة، ودستورها المُستمد من الشريعة الإسلامية، وربّما إعلان رسمي لعصر الانفتاح والترفيه، حيث أن السلطات هناك تفرض على النساء بغض النظر عن دينهن، ارتداء العباءة السوداء، حتى لو كنّ زوجات مسؤولين، وملوك ورؤساء، وذلك تنازل يَصفه الإسلاميون بالمُهين، كُرمى عُيون ترامب.
مختصون في الشأن المحلّي يقولون أن السعودية تضع بيضها كُلّه مرّةً أخرى في السلّة الأمريكية، وذلك بالرغم من تعرّضها للخديعة على يد إدارة الرئيس أوباما فيما يخص خديعة الاتفاق النووي مع إيران، وتمرير قانون “جاستا” ضدها، وتعتقد القيادة بأن ترحيبها غير المَسبوق بالرئيس الأمريكي تحت عنوان “العزم يجمعنا”، سيُمكنها من الإمساك بكل خيوط اللعبة مُجدّداً بعد جفاء سعودي أمريكي، وربّما القضاء على كل خُصومها السياسيين، لكن وفق مختصين الأمر لا يعدو كَونه استغلالاً واضحاً للمملكة، وورقة ربّما تكون رابحة إلى حين حرقها تماماً، وتمرير جميع المشاريع التي تخدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
تأمل العربية السعودية يقول مراقبون، أن يتم تنصيبها قائدة للعالم الإسلامي، ولكن بمُباركة أمريكية هذه المرّة، يكون أساسها خطاب لترامب من عاصمتها، يُحدّد فيه من هم المسلمون الأخيار، ومن هم الأشرار، وليس هناك أفضل من بلاد الحرمين، حتى تقود العالم الإسلامي الذي تُريده اليوم أمريكا “وسطياً”، وما دعوة مجموعة قادة عرب ومسلمين لحضور قمّة إسلامية أمريكية، إلا لإعلان تنصيب السعودية على رأس “ناتو” عربي عسكري تقوم نواته على مُحاربة إرهاب الجماعات المتطرّفة أو ما تبقّى منها، والانتقال لاحقاً لإيران، وأذرعها في العراق، وسورية، واليمن، يُؤكّد مراقبون.