هل بيع الدبابات للمملكة العربية السعودية فكرة جيدة؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2330
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ذا ناشيونال انترست – التقرير
قامت واشنطن مؤخرًا ببيع كمية أسلحة كبيرة للمملكة العربية السعودية لاستبدال الدبابات التي دمرت في حرب اليمن، وهذا البيع يؤكد دور إدارة أوباما العميق في دعم قوات التحالف التي تقودها السعودية في قتال المتمردين الحوثيين على اعتبار أن الحرب في تصاعد.
وقامت وزارة الخارجية هذا الأسبوع بإخطار الكونجرس بعملية بيع وشيكة لـ153 دبابة إبرامز، وهي دبابات قتال رئيسية من طراز M1A2 وعشرين مركبة من الدبابات الثقيلة، إضافة إلى ذخائر متنوعة وأسلحة وعدد أخرى إلى الجيش السعودي، ولوحظ في طيات التفاصيل الدقيقة للإعلام أن العشرين دبابة إبرامز تهدف إلى استبدال الدبابات التي دمرت في القتال، والمكان الوحيد الذي توجد فيه الدبابات السعودية للقتال هو على طول الحدود السعودية اليمنية في جنوب غرب المملكة، حيث يتواجد المتمردون الحوثيون بشكل فعال ومفاجئ في ضرب أهداف داخل المملكة العربية السعودية منذ بداية الحرب قبل ستة عشر شهرًا، ومن المحتمل أن يكون تدمير عشرين دبابة سعودية وتعرضهم للتلف هو رهانًا جيدًا؛ فالمملكة لديها مخزون بحوالي 400 دبابة إبرامز.
ومنذ اندلاع الحرب، قام الحوثيون الزيديون الشيعة بإصدار فيديو يظهر فيه قيام قواتهم بتدمير الدبابات السعودية وغيرها من الأهداف بصواريخ، وقيامها أيضًا بقصف المدن داخل المملكة، وقد تم بالفعل إخلاء بعض منها، وقامت القوات اليمنية الموالية للحوثيين وحلفاء الرئيس السابق علي عبد الله صالح بإطلاق صواريخ سكود على القواعد الجوية السعودية وغيرها من الأهداف، وقد استخدم السعوديون صواريخ باتريوت لاعتراض ما لا يقل عن عشرة صواريخ سكود، وذكرت هذا الأسبوع أنه تم اعتراض أكثر من اثنبن من الصواريخ الباليستية عن طريق اتخاذ تدابير دفاعية سعودية.
وقد ظل الحوثيون شوكة في حلق السعوديين لأكثر من عقد من الزمان، قبل إطاحة الربيع العربي يصالح، خاض الحوثيون سلسلة من الاشتباكات الحدودية الصغيرة مع القوات السعودية على طول الحدود، وحصلوا علي أفضل صورة ممكنة للقتال، فالحوثيون لديهم معاقلهم الخاصة عبر الحدود في محافظة صعدة.
وظهر دليل آخر على تكلفة الحرب الشهر الماضي في الرياض عندما المفتي العام ورئيس كبار العلماء المسلمين عبد العزيز آل الرماد الشيخ، وكبار رجال الدين الوهابيين في المملكة، ودعوا الشركات والبنوك للتبرع بالمال الخاص للمساعدة في دعم عائلات الجنود الذين قتلوا في الحرب وطلبوا من الجامعات في البلاد منح أبناء “الشهيد” تعليمًا مجانيًا، وناشد أيضًا بجمع التبرعات لمساعدة البلدات الحدودية التي تتعرض للهجوم، وهذا النداء يؤكد على الثمن الباهظ للحرب والتحدي الذي تواجهه الحكومة في دفع هذا المسمي بالمستنقع المفتوح.
وصفقة الدبابات هذه ما هي إلا أحدث حلقة في سلسلة مبيعات الأسلحة إلى المملكة منذ أعلن السعوديون بداية عملية عاصفة الحسم العام الماضي، وقد تلقت القوات الجوية السعودية مليارات الدولارات في الذخائر وقطع الغيار للحفاظ على القصف الجوي لليمن، وبدون دعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والخدمات اللوجستية، لكان تقلص دور القوات الجوية كآلة الحرب في المملكة العربية السعودية.
وكان الرئيس أوباما هو الأكثر حماسًا في بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية في التاريخ الأمريكي، وبلغت قيمة جميع المبيعات 110 مليار دولار، ولم يظهر أحد أي رغبة في المنافسة على التل، وقام السناتور كريس ميرفي من ولاية كونيتيكت بالدعوة لمزيد من التدقيق في علاقة الأسلحة مع المملكة.
وكانت الرياض أول عاصمة عربية يزورها أوباما كرئيس، وقد زار المملكة العربية السعودية أكثر من أي بلد آخر في الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل، وكانت العلاقة معها وعرة لكن مربحة.
وقد انهارت عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة في اليمن تمامًا، ولكن تظهر أربعة أشهر من المحادثات أي اختراق، وتقول المملكة العربية السعودية إنها تدعم الحكومة الشرعية المنتخبة التي حلت محل صالح وأنها تحظى بدعم من مجلس الأمن الدولي، وتؤكد المملكة أن الحرب قد منعت استيلاء الإيرانيين على اليمن، واللعب بورقة إيران يحافظ على التأييد الشعبي للحرب، وتحشد الجزء الأكبر من العالم العربي وراء ذلك، وهم يبالغون كثيرًا حول دور الإيرانيين في اليمن، ولكن ليس هذا هو السؤال للملك سلمان، فيمكنه استخدام التهديد الإيراني تحديدًا لأن طهران سوف تشارك دائمًا بما يكفي من المتاعب لتبرير مخاوف السعودية والخليج.
والخاسرون في الحرب هم بالطبع الشعب اليمني، فأكثر من نصف الخمسة وعشرين مليون شخص يعانون من سوء التغذية، وهُجر الكثير، وكان الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، ولا تحظي الحرب تقريبًا بأي ذكر في وسائل الإعلام الأمريكية، لكنها في النهاية حربنا.