سلطان الحرامية النـهّـاب الأكـبـر! (2)

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1929
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يوسف الحلواني: لم يعد سراً بأن دولة آل سعود تستعمل سلاح النفط سياسياً ولكن بأشكال أخرى، فهي بمداخيل النفط تشتري صفقات عسكرية تلبية لأجندة سياسية، وهي تبيع النفط بأسعار منخفضة لبعض الدول بما في ذلك الولايات المتحدة لاسترضائها أو تخفيف غلوها.. ولكن لن تُقدِم على استعمال النفط كسلاحٍ ضدي، بالرغم من أن جزءاً من هذا النفط يتحول إلى وقودٍ لطائرات العدو الإسرائيلي التي تقصف المدنيين، والأبرياء، ولو امتلكت هذه الحكومة الفاسدة ودولُ ُ نفطيةُ ُ أخرى الشجاعة الكافية بالتلويح بقطع إمدادات النفط للولايات المتحدة لمدة 48 ساعة فقط لتوقَّف إطلاق النار بصورة فورية.

نعلم تماماً بأن هذه الحكومة الفاسدة لن (تحلم) بالقيام بمبادرة شجاعة كهذه، فقد ارتضت لنفسها أن تكون تابعاً غير مؤثر في السياسة الدولية بل والإقليمية، وارتضى الأمراء أن يعيشوا نموراً من ورق، فقد سفّه رئيس فنزويلا شافيزا بموقفه البطولي أحلام آل سعود ومصر والأردن الذين ارتهنوا للموقف الأميركي، فقرر سحب سفيره من تل أبيب وهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي، فيما تسبب (ثالوث الشر) كما بات يعرف في الشارع العربي في إحداث شرخ عميق في الرسمية العربية، وهو ما ظهر واضحاً في اجتماعات الجامعة العربية على مستويات دنيا وعليا.

كما سفّه وزير الخارجية القطري أحلام خصمه اللدود رئيس الدبلوماسية في حكومة آل سعود الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت في السادس من أغسطس، حين أشار إلى أن بعض المبادرات العربية قد تؤدي إلى نشوب حرب أهلية في لبنان.

في نهاية الأمر وفي العدوان الصهيوني على لبنان تخرج حكومة آل سعود خاسرة سياسياً وشعبياً وأخلاقياً، وأن السياسة المزدوجة التي اعتنقتها منذ وصول عبد الله إلى العرش في الأول من أغسطس العام الماضي تفصح عن التجاذب داخل مركز السلطة. السلوك الرسمي للنظام كان متصدعاً، انفعالياً، وغير حكيم، وما عقد الصفقات العسكرية مع فرنسا والولايات المتحدة في ذروة العدوان الإسرائيلي الهمجي على لبنان والمغطّى أميركياً وأوروبياً سوى نكسة سياسية وشعبية، وهو ما انعكس في نبض الشارع العربي الذي عقد على نحو فوري مقارنة بين البيان الفضيحة الذي برّأ ضمنياً العدوان على لبنان وبين صفقة عسكرية يدرك الجميع بأنها ليست لأغراض عسكرية ولا دخل لها في التوازن العسكري.

صفقات الأسلحة الفلكية كانت وراء نضوب المال العام في العقدين الماضيين، وهي السبب في تكبيد المواطنين خسائر فادحة في أحوالهم المعيشية، حيث ارتفعت نسبة البطالة، وتدهورت الخدمات العامة، وانخفضت بصورة حادة مستويات التعليم والصحة، وبلغ الثراء الفاحش لدى الملك والأمراء حداً مسرفاً في خطورته وكارثيته.

بات معروفاً أن الأمير سلطان الذي جنى من صفقات الأسلحة الفلكية مليارات الدولارات، إلى جانب مليارات أخرى حصدها من الممتلكات العامة والخاصة عنوة وغصباً يطمح لصناعة ثروة تفوق ثروة شقيقه الملك فهد الذي بلغت ثروته ما يربو عن 400 مليار دولار، وسجّل اسمه في المرتبة السابعة في قائمة أكبر الأثرياء في تاريخ البشرية. مصادر مطلّعة على أحوال الأمير سلطان تفيد بأنه يحلم بأن يكسر رقم شقيقه الراحل .

الأمير سلطان، كما شقيقه الراحل، لا يعنيه ما يصيب المواطن من ويلات جراء صفقات عسكرية مليارية تكون غطاءً للنهب من المال العام، ويخشى أن تفتح زيادة المداخيل النفطية شهيّة النهّابين الكبار والصغار فيما ينتظر المواطن انعكاساً لهذه الزيادة في تخفيف المعاناة العامة.

دولة الحجاز 29/9/2006