شهود: حرس الحدود السعوديون يغتصبون الأطفال اليمنيين مهربي القات

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2820
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مروان رجب
 كشف موقع بريطاني أن عشرات الأطفال اليمنيين، الذين يهرّبون نبتة القات المخدّرة إلى السعودية، يتعرضون لاعتداءات جسدية وجنسية على أيدي حرس حدود المملكة.
وفي مقال نشره الكاتب "ياسر الرايس" عبر "ميدل إيست آي"، عرض شهادات لأطفال مهرّبين تعرضوا لشتى أنواع الاعتداءات، بما فيها الاغتصاب، بعدما عرض حرس الحدود السعودي عليهم صفقة مقايضة مقابل إطلاق سراحهم.
من بين هؤلاء طفل يمني كان يبلغ من العمر 14 عاما حين أُلقي القبض عليه في آخر نقطة تفتيش حدودية بمحافظة صبيا السعودية بتهمة تهريب القات الذي يحظى بشعبية واسعة في اليمن، وجرى الاعتداء عليه جنسيا قبل ترحيله.
وأشار الكاتب إلى أن عدد الذين يصلون أسبوعيا إلى الحدود الشمالية اليمنية في منطقة الثابت بمحافظة صعدة، يُقدّر بنحو 50 طفلا، حيث يهربون القات وغيره من السلع الممنوعة إلى السعودية، مشيرا إلى أنه أجرى مقابلات مع 11 منهم، بينهم 5 صرحوا بأنهم تعرضوا للاغتصاب على أيدي حرس الحدود السعوديين.
ولفت إلى أن الموزعين يفضلون العمل مع المهربين الأطفال لأن حرس الحدود السعوديين "يتعاونون معهم" ولأنهم "لا يسجنون لفترات طويلة من الزمن، وسرعان ما يُطلق سراحهم".
بالإضافة إلى ذلك، تثير الحوافز المالية اهتمام الأطفال والمراهقين، على عكس الذين تتجاوز أعمارهم 20 عاما إذ يدركون مخاطر هذا العمل، كما يستطيع الأطفال التنقل بسهولة بين الحدود والتضاريس الوعرة.

صدمة نفسية
ودفع الوضع الاقتصادي المتردي أحد الأطفال إلى ترك المدرسة والانضمام إلى أقاربه في تهريب القات بمنطقة الثابت، إذ كان التهريب مصدر قوت عائلته.
ويوضح الطفل أنه تحمس كثيرا حين وجد بعضا من جيرانه في القرية يعملون في تجارة تهريب القات، ويحققون الكثير من الأرباح، ليدرك حينها أنه "ليس أمامه خيار سوى ترك المدرسة والذهاب إلى العمل"، حسب قوله.
لكن هذا الطفل أصيب بصدمة نفسية حادة بعد الاعتداء عليه جنسيا من حرس الحدود السعودي، ولم يتمكن من مواصلة تعليمه، وفشل في الاندماج مجددا في المجتمع جرّاء هذه الحادثة، بحسب رواية أبيه.
ولم يكن هذا الطفل الوحيد في التعرض للاعتداءات الجسدية والجنسية، فهناك طفل آخر يبلغ من العمر (13 عاما)، وكان أيضا أحد ضحايا اثنيْن من الحرس السعودي، الذين أُشيع عنهما أنهما وراء الاعتداء المتواصل على الأطفال اليمنيين الذين يعملون في تجارة تهريب القات على الحدود.
ويحمل المهربون، في المتوسط، 20 كيلوغراما من القات المجفف والمطحون إلى قرية التلدة السعودية التي لا تبعد سوى 3 كيلومترات عن آخر نقطة تفتيش يمنية في قرية الثابت، ولا تستغرق العملية أكثر من 5 ساعات.
ووفقا لما ذكره الأطفال، الذين يعملون في مجال التهريب، فإن المهرّب يجني أرباحا تصل إلى 1500 ريال سعودي (نحو 400 دولار).

غياب المراقبة
غير أن مراقبة مثل هذه الحالات توقّفت بسبب الحرب المستمرة باليمن، ولا توجد إحصائيات حول ضحايا الاعتداءات بسبب غياب القوانين التي تُجرّم الاتجار بالبشر هناك، بحسب رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر "نبيل فاضل".
وأضاف: "خلال الفترة التي سبقت الحرب، وصل عدد الأطفال الذين يقع الاتجار بهم عبر الحدود اليمنية السعودية إلى 50 طفلا أسبوعيا"، مؤكدا أن "عصابات التسول (داخل السعودية) تستغلّ هؤلاء الأطفال، كما يقع استغلالهم في تهريب القات والمخدرات وغيرها من الأعمال غير القانونية، فضلا عن استغلالهم جنسيًّا".
واعتبر "فاضل" استغلال الأطفال للقيام بهذا النوع من التهريب نوعا من الاتجار بالبشر؛ "لأن هؤلاء الأطفال يكونون عرضة للخطر والجوع والخوف" حسب قوله.

تبعات مستمرة
ولم يتلق الطفلان اللذان تعرضا لاعتداء جنسي أي مساعدة نفسية لتجاوز الصدمة التي عاشاها، بحسب الموقع البريطاني، الذي نقل عن الطبيبة النفسية "بشرى القدسي" تأكيدها على أن تبعات الحالة النفسية السيئة لهؤلاء الأطفال يمكن أن تتواصل لسنوات طويلة إذا لم يتلقوا العلاج المناسب لتجاوزها.
وأشارت إلى صعوبة التدخل العلاجي بمثل هذه الحالات بسبب الافتقار إلى مرافق الرعاية الصحية العقلية في اليمن.
وأكدت "بشرى" أن "ثقافة كل من الطفل والعائلة التي تشعر بالخزي وتتستر على هذه الحالات، تساهم في زيادة مثل هذه الحوادث بشكل كبير، وتحرم الأطفال من الحصول على الدعم النفسي والكشف عن هذه القضايا والسعي لتحقيق العدالة".
وأوردت الطبيبة، التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، أن "الإهمال والجهل بهذه الحالات من شأنهما أن يتسببا في تدهور حالة الضحية، وقد يصبح الشخص في النهاية غير مستقر أو ذا نزعة انتحارية"، حسب قولها.
كما أكد عالم النفس "جمال اليوسفي"، الذي قابل طفلا تعرض للاغتصاب على يد حارس سعودي، أن الأخير "كان غير قادر على الكلام بعد الحادثة، وظل على هذه الحال لأكثر من سنة".
ومع ذلك، لم يحضر الطفل سوى 4 جلسات، "ما يدل على أن ثقافة عدم الاهتمام بالعلاج النفسي تحرم الكثيرين من الاستفادة، وتؤثر سلبًا على عقلية الضحايا"، بحسب "اليوسفي".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات