صنعاء ترفع حالة الاستنفار | الحوثي للسعودية: لا تتورّطوا مع أميركا
صنعاء | رفعت قوات صنعاء، البرية والجوية والبحرية، حالة الاستنفار القصوى، استعداداً لتدشين مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، وفق ما أكّد مصدر عسكري مطّلع في العاصمة، لـ"الأخبار". وتأتي هذه الاستعدادات فيما تنتهي، مساء اليوم، المهلة التي حدّدها الناطق العسكري باسم تلك القوات، يحيى سريع، بثلاثة أيام، والتي يبدو أنها كانت موجّهة إلى السعودية، بعدما بدأت هذه الأخيرة التحلّل من التزاماتها بموجب الاتفاقات الموقّعة مع "أنصار الله" لتثبيت الهدنة. ولفت المصدر أيضاً إلى أن القوات اليمنية، مسنودة بأكثر من 300 ألف متطوّع متدرّب من أبناء القبائل، "باتت على أهبة الاستعداد لتنفيذ أيّ مهامّ عسكرية توكل إليها"، بينما يهدف هذا الاستنفار، وفق المصدر نفسه، إلى صدّ أيّ تحرّكات عسكرية موازية من جانب الأطراف الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، توازياً مع التجهيز لمعركة بحرية مكثّفة، وتفعيل الهجمات الجوية خلال الفترة المقبلة.من جهته، أكّد قائد حركة "أنصار الله "، عبد الملك الحوثي، أمس، استمرار العمليات العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، متّهماً الولايات المتحدة بمواصلة التصعيد الاقتصادي ضدّ اليمن. وحذّر الحوثي دولاً لم يسمّها من مغبة التماهي مع الجانب الأميركي في أيّ عدوان على صنعاء، إذ قال مخاطباً دولاً عربية وإسلامية تمّ رصد انطلاق طائرات أميركية معادية من قواعدها، إنه "من العار على أيّ نظام عربي أو مسلم في أيّ بلد، أن يفتح مجاله الجوّي للأميركي في ظلّ مواجهة مع العدو الإسرائيلي". وأضاف، في خطابه الأسبوعي المتلفز، أن "عمليات الإسناد هذا الأسبوع على جبهة اليمن، بلغت 12 عملية في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد، نُفّذت بـ20 صاروخاً باليستياً ومجنّحاً وطائرة مُسيّرة وزورقاً على طول مسرح العمليات البحرية"، موضحاً أنه تم استهداف ست سفن، ليصل إجمالي عدد السفن المستهدفة، منذ بداية عمليات الإسناد، إلى 162. كما أكّد الحوثي أن "جيشنا وشعبنا ثابتون، وتطوير القدرات مستمرّ لتجاوز تقنيات الأعداء للحدّ منها"، لافتاً أيضاً إلى أن الجانب "الأميركي يسعى إلى توريط الآخرين ليقاتلوا عنه (...) بفعل ما تعانيه حاملات طائراته... الأميركي يسعى إلى إقناع بعض الدول، ومنها عربية ومجاورة، بفتح مجالها الجوّي لتنفيذ غارات معادية ضدّ بلدنا". كذلك، أشار إلى أن "العدو الأميركي شنّ 19 غارة خلال الأسبوع الجاري" ضدّ اليمن. وسخر من المزاعم الأميركية التي تقلّل من فاعلية عمليات قوات صنعاء ضدّ بوارج الولايات المتحدة، إذ قال إن الذي تراجع هو حركة السفن الأميركية والبريطانية.
وفي وقت يدور فيه الحديث عن مساع إقليمية لتهدئة التصعيد الاقتصادي، تجنّب قائد "أنصار الله" تناول الدور السعودي - الأميركي في الحرب الاقتصادية. وفي هذا الإطار، كشفت وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الإصلاح"، عن إرسال رئيس "المجلس الرئاسي" في عدن، رشاد العليمي، قيادياً إلى صنعاء، هو نائب رئيس الفريق الاقتصادي عثمان الحدي، للتفاوض مع سلطاتها حول الملف الاقتصادي. ولفتت إلى أن العليمي لم يبلغ المجلس الذي يقوده بالتفاوض السرّي مع الحركة، تجنّباً لمزيد من الانقسامات التي تعصف به، في ظلّ تضاد المشاريع التي يحملها كل طرف ممثَّل فيه، ولا سيما "المجلس الانتقالي" الموالي للإمارات. وأتت مساعي التهدئة الأخيرة، بإيعاز سعودي، بعد تلميح صنعاء إلى مواجهة التصعيد الاقتصادي بالمثل، وفق معادلة "المطار بالمطار والميناء بالميناء"، وقبل انتهاء المهلة التي أعلنها سريع. ووفقاً لمصادر حكومية مطّلعة، تحدّثت إلى "الأخبار"، فإن "التهديد سيطاول المطارات والموانئ، وشركات النفط السعودية والإماراتية لن تكون في مأمن". كذلك، قدّمت الحكومة الموالية لـ"التحالف" في عدن، أمس، عرضاً جديداً لصنعاء، تزامناً مع تلويح الأخيرة بفرض "معادلة المطارات"، إذ أكد وزير النقل، عبد السلام حميد، احتجاز حكومته نحو 1300 حاج من صنعاء، مشترطاً عقد صفقة مع الأخيرة تتضمّن إعادتهم في مقابل إطلاق الأخيرة طائرات "اليمنية". وكان حميد يعلّق على التطوّرات في ملف شركة الناقل الرسمي لليمن، "اليمنية"، فيما جاءت تصريحاته غداة تلويح حكومة الإنقاذ بإغلاق مطار عدن.
وسبق لصنعاء أن حذّرت الرياض، مراراً، على لسان الحوثي، من التورّط في أيّ أعمال عدوانية ضدّها. كما أن قائد "أنصار الله" نصح المملكة بعدم التورّط مع الولايات المتحدة في الاعتداء على اليمن، وحذّر أيضاً من أيّ محاولات قد تقوم بها السعودية بقصد إضعاف دور صنعاء العسكري المساند للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة. أيضاً، توعّد رئيس "المجلس السياسي الأعلى" الحاكم، مهدي المشاط، الولايات المتحدة والسعودية بخيارات مناسبة لمواجهة التصعيد الاقتصادي الذي يستهدف القطاع المصرفي وقطاع الطيران ومنع صرف المرتّبات، ناصحاً النظام السعودي بأن لا يستجيب للضغوط الأميركية لتضييق الخناق على الشعب اليمني، داعياً إيّاه إلى المضيّ قدماً في تحقيق السلام.