متلازمة “البلاهة السعودية” أمام الإهانات الصهيوأمريكية!

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 880
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

‏ردًا على تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان حول رفض السعودية للإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال شمال غزة، قال الصحفي الصهيوني إيدي كوهين: “… عليك وعلى تنديداتك، صار لكم أكثر من عام تنددون بأشد العبارات، لا أحد يعبركم… مع كامل الاحترام”. ‏تعد هذه التغريدة، التي أهان بها كوهين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بمثابة تجسيد صارخ للعبودية التي تعيشها السعودية في علاقتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والأمريكيين. هذه التغريدة، التي نشرها كوهين على حسابه في منصةX، تعكس بوضوح الاستحقار الذي يعيشه آل سعود، لا سيما الملك سلمان وابنه محمد، واللذان غالبًا ما يتعرضان للإذلال العلني. ‏إن هذه الإهانات ليست جديدة، بل هي جزء من تاريخ طويل من التبعية، فلطالما أشار الساسة الأمريكيون إلى اعتماد آل سعود التام على الحماية الأمريكية، وأنهم بدون الدعم الأمريكي، سيكون حكمهم في خطر حقيقي. ‏تغريدة كوهين تذكرنا بعدد من مواقف دونالد ترامب المذلة للملك سلمان ونجله محمد. ففي سبتمبر 2018، وخلال تجمع انتخابي، قال ترامب بوضوح إن “ملك السعودية يمتلك تريليونات من الدولارات”، مهددًا بأن “الله وحده يعلم ماذا سيحدث للمملكة بدون الدعم الأمريكي”! ‏وخلال زيارة محمد بن سلمان إلى واشنطن في مارس 2018، حول ترامب ابن سلمان إلى لوحة إعلانات تجارية، حيث وضع عليه صورة تظهر حجم الأموال التي ستدفعها السعودية لأمريكا، في حين أن ابن سلمان تقبل تلك الإهانة وهو يضحك بكل بلاهة! ‏وفي أكتوبر 2020، علقت منظمة حقوقية ملصقًا رقميًا ضخمًا يظهر ترامب وهو يخاطب ابن سلمان: “لقد أنقذت مؤخرته”، في إشارة إلى إنقاذه لمحمد بن سلمان بعد أن ثبت ضلوعه في قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي. ويعود هذا الاقتباس “لقد أنقذت مؤخرته” إلى الكاتب والصحفي “بوب وودورد”، حيث أورده في كتابه “الغضب”Rage”، حين أشار لمقابلة أجراها مع دونالد ترامب، وخلال حديث ترامب عن علاقته بمحمد بن سلمان قال: “لقد أنقذت مؤخرته.. لقد تمكنت من جعل الكونغرس يتركه وشأنه”. وقد أصبحت هذه التصريحات مادة للتندر في الصحافة الأمريكية، ما يعكس مدى الاستهزاء الذي يتعرض له آل سعود. ‏وكالة “بلومبيرغ” أشارت في مايو 2020 إلى أن محمد بن سلمان وقع تحت ضغوط الإدارة الأمريكية، حيث استخدم ترامب أساليب قاسية لإذلاله، بما في ذلك التهديد بسحب القوات الأمريكية في حال لم تخفض الرياض إنتاج النفط. وفي مكالمة هاتفية، أدهش ترامب ابن سلمان بتهديداته، مؤكدًا أن عائلة آل سعود لن تبقى في الحكم دون الدعم العسكري الأمريكي. ‏هذا الصمت السعودي على الإهانات المتكررة شجع ترامب على تكرار مثل تلك الإهانات، حتى أصبحت سخريته من آل سعود هواية يمارسها أمام جمهوره لإضحاكهم. ومع كل تلك الإهانات المتكررة، غابت حملات الذباب السعودي العرمرمية، مع أن الذباب السعودي يعد من أكبر الجيوش الإلكترونية في العالم، إلا أن شيوخ الذباب السعودي ابتلعوا ألسنتهم أمام كل هذه الإهانات ولم يجرؤوا على الرد! ‏تعود بنا إهانة كوهين لفيصل بن فرحان إلى مؤتمر العقير عام 1922، حيث تعرض “ابن سعود” إلى توبيخ حاد من المندوب البريطاني السامي في العراق، بيرسي كوكس. حين اعترض ابن سعود على قرار كوكس بانتزاع أراضٍ من بادية السماوة لصالح العراق، وتعرض لتوبيخ قاسٍ من كوكس. في موقف مذل، أبدى عبد العزيز تذللًا كبيرًا، معبرًا عن استعداده للتنازل عن نصف مملكته أو حتى كلها إذا طلب منه ذلك. هذا الاجتماع، الذي تم توثيقه من قبل الكولونيل هارولد ديكسون، الذي كان مترجمًا لكوكس، أظهر مهانة ابن سعود أمام الإنجليز. لقد قال كوكس إن عبد العزيز تصرف مثل الأطفال، وصار يجهش أمامه بالبكاء! ‏لقد شهدنا كيف أقامت السعودية الدنيا ولم تقعدها لمجرد تصريح سابق لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حين وصف الحرب على اليمن بالحرب العبثية، لكنها تلوذ بالصمت المذل أمام إهانات وغطرسة الصهاينة والأمريكان. ‏ليس غريبًا إذن أن يصمت آل سعود أمام إهانة صدرت من مجرد صحفي صهيوني ضد وزير الخارجية بعد أن أشبع الأمريكان الملك وولي عهده بالإهانة والإذلال. ‏إن تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الكاذبة، التي تظاهر فيها بإدانة “العنف في غزة”، رد عليها كوهين بالسخرية والإهانة دون أي رد فعل رسمي أو غير رسمي، مما يؤكد أن آل سعود يُنظر إليهم كأدوات في لعبة تهيمن عليها المصالح الأمريكية والإسرائيلية. وهذا الاعتماد الأعمى على الدعم الخارجي يجعلهم مجرد تابعين، وليس فاعلين مستقلين. ‏ختامًا، إن صمت السعودية على هذه الإهانات يعكس أزمة الشرعية التي يعاني منها آل سعود، إذ تجعلهم يتقبلون الإهانات العلنية وغير العلنية منذ زمن بعيد. هذه الحالة من التبعية تجعلهم في موقف ضعيف على الدوام.