الإستباحة الصهيونية للأرض العربية قطعة قطعة ومواقف مخزية لأنظمة الإنبطاح والإستسلام
د. محمد أبو بكر
طيلة حياتي لم أشعر بقهر داخلي كما هو اليوم، إنّه القهر والغضب الذي ربما يخرجني عن طوري حين أعمد للكتابة، ولكنني أخشى قلم عبد الباري عطوان الأحمر، ولذلك سأكون مؤدّبا نوعا ما حين التطرّق لأنظمة لا تعرف غير الذلّ والمهانة والإستكانة، وهي تشهد الإستباحة الصهيونية للأرض العربية قطعة قطعة.
تكاد غزّة تغيب عن الخريطة، غير أنها ستعود، والمقاومة هي من ستقرر ذلك، وليس تلك المؤامرات الدنيئة التي تقودها الولايات المتحدة مع أنظمة النذالة، التي تستعد لما يسمّى اليوم التالي في غزة، فهذا اليوم هو قرار المقاومة الفلسطينية ولا أحد غيرها.. أغلقوا أفواهكم !
اليوم؛ لبنان يعيش نفس ظروف غزة، من الجنوب وصولا للبقاع وبيروت حيث الضاحية الجنوبية، اغتالوا الأمين العام السيد حسن نصرالله، ولكن هناك ألف حسن نصرالله، واليوم التالي سيكون وبالا بعون الله على الصهاينة والمتصهينين من أبناء جلدتنا، هؤلاء يعتقدون أنّهم في مأمن، فالأمريكان ( يطبطبون ) عليهم، وهؤلاء الأمريكان هم الأسرع في التخلّي عن حلفائهم أو عملائهم في المنطقة.
عربان الردّة المنبطحون المستسلمون يراقبون ويتابعون، ويعتقدون بأن راية المقاومة في فلسطين ولبنان قد هوت، سأقولها باللهجة الدارجة ( فشرتم )، هي البداية نحو التحرير رغم كل الآلام التي اعتدنا عيها طيلة عقود من الخيانات والمؤامرات بحق شعبنا في فلسطين ولبنان تحديدا.
لقد تحوّل العرب إلى مايشبه الهنود الحمر، الإستباحة مستمرة، وحرب الإبادة لاتنتهي، وهي حرب ربما ستطال الجميع حتى المنبطحين منهم، فهؤلاء باتوا تحت المقصلة إن تفوّهوا بحرف واحد، مسموح لهم فقط اختيار كل مصطلحات الإدانة والشجب، وغير ذلك، فاستباحتهم سهلة وبسيطة، في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع مصير المنطقة.
من سيقرر في النهاية مصير هذه المنطقة الحبلى بالحروب والدمار والإجرام الأمريكاني الصهيوني، مصير المنطقة ورغم كل الخسائر ستقرره المقاومة نفسها، وهي رسالة لأنظمة الخيانة في عالمنا العربي، بالتراجع عن مواقفهم وعهرهم قبل فوات الأوان، لأن مقصلة الشعوب العربية باتت جاهزة لقطف الرؤوس واحدا تلو الآخر.
وختاما.. سيّد الشهداء نال أخيرا الشهادة، بعد مسيرة جهاد وكفاح لأجل فلسطين وكرامة العرب، هو اليوم مع من سبقه على طريق القدس.. الرحمة لروحك أيّها السيّد الجليل الشهيد حسن نصرالله.
كاتب فلسطيني