لماذا تريد إسرائيل تطبيع السعودية؟.. هدفان لا يبشران بسلام

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 800
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لن يحقق اتفاق التطبيع المحتمل بين إسرائيل والسعودية، بوساطة أمريكية، السلام في الشرق الأوسط، بل سيزيد حدة الصراع، ولاسيما في الخليج، ولذلك على واشنطن أن تمارس نفوذا حقيقيا على تل أبيب.

تلك القراءة طرحها بول بيلار، وهو محلل استراتيجي وضابط سابق في المخابرات الأمريكية، في تحليل بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية (National Interest) ترجمه "الخليج الجديد".

وقال بيلار إن "هناك هدفان خلف سعي إسرائيل إلى إقامة علاقات رسمية كاملة مع الدول العربية، وخاصة السعودية، أولهما هو استخدام مثل هذه العلاقات كأساس إضافي لتحالف عسكري معزز ضد إيران".

وبيَّن أن هذا من شأنه "توسيع سياسة إسرائيل المتمثلة في تعزيز أقصى قدر من العداء والعزلة لإيران. وبدلا من جعل الشرق الأوسط أكثر سلاما، فإن مثل هذا التطور لن يؤدي إلا إلى زيادة حدة وتفاقم خطوط الصراع في الخليج".

وتابع: "أما الهدف الإسرائيلي الآخر، وهو الأقوى، فيتمثل في التمتع بعلاقات ودية مع الدول الإقليمية الأخرى، والإظهار لبقية العالم أنها قادر على إقامة مثل هذه العلاقات، على الرغم من استمرار احتلالها الأراضي الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير. باختصار، بالنسبة لإسرائيل، تحسين العلاقات مع العرب يدور حول عدم الاضطرار إلى صنع السلام، وخاصة مع الفلسطينيين".

عواقب سلبية

و"مؤخرا، أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات يرفض فيها بشدة إقامة دولة فلسطينية، وبالتالي، حتى لو حصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الصفقة السعودية الإسرائيلية التي طال انتظارها، فإن الاتفاق ستكون له عواقب سلبية متعددة"، بحسب بيلار.

ومقابل التطبيع، تأمل السعودية في توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول على أسلحة أكثر تطورا، ودعم برنامج نووي مدني، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية لا رجعة فيها نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

لكن بيلار قال إن "البطء الإسرائيلي اللاحق (بعد التطبيع) أو الإلغاء الصريح للأحكام الفلسطينية لمثل هذه الصفقة من شأنه أن يترك الدولة الفلسطينية بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى".

وأردف أن "أي أعمال عنف (مقاومة) فلسطينية ضد الإسرائيليين من شأنها أن تعطي نتنياهو ذريعة، كما هي الحال مع مذكرة واي ريفر، لإنهاء تنفيذ الجانب الفلسطيني في الصفقة. وسيحظى الفلسطينيون بمصدر آخر للإحباط والغضب".

نفوذ حقيقي

في الوقت نفسه، وفقا لبيلار، "ربما لن يتم التراجع عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية السعودية الإسرائيلية، بالنظر إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيرغب في الحفاظ على الخدمات التي حصل عليها من الولايات المتحدة".

ورجح أن "إسرائيل، بعد أن حصلت على هذه الجائزة الدبلوماسية (التطبيع مع السعودية) وهو شيء آخر سيحتاجه نتنياهو على أمل إنقاذ حياته المهنية (في ظل الحرب على قطاع غزة)، سيكون لديها حافز أقل من ذي قبل لتقديم تنازلات للفلسطينيين في المستقبل".

وحذر من أن "مساعدة البرنامج النووي السعودي من شأنها أن تزيد من حالة عدم اليقين في الخليج ومن خطر حدوث سباق تسلح نووي بين السعودية وإيران".

بيلار رأى أنه "بدلا من محاولة القيام بعملية معقدة تعتمد على طموحات ولي العهد السعودي، تحتاج الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في علاقتها الثنائية مع إسرائيل".

وأوضح أن "التقدم في وقف المعاناة بغزة وتحقيق السلام الدائم، سيتطلب من الولايات المتحدة أن تمارس نفوذا دبلوماسيا وعسكريا حقيقيا لدفع إسرائيل إلى اتجاه المصالح الأمريكية، وليس العكس".

 

المصدر | بول بيلار/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد