"دافوس الصحراء" بالسعودية.. دماء غزة تحدد مصير المشاركة الغربية
بينما يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن تل أبيب، الأربعاء، لتقديم الدعم لإسرائيل في حربها ضد المقاومة الفلسطينية، ويعمل الدبلوماسيون على تخفيف الكارثة الإنسانية المتزايدة في غزة، يواجه كبار الرؤساء التنفيذيين سؤالا صعبا بشأن في مؤتمر مرتقب في السعودية.
هذا السؤال هو: "هل سيحضرون المؤتمر رفيع المستوى في السعودية المعروف باسم "مبادرة مستقبل الاستثمار"، أو "دافوس الصحراء؟"، وفقا لتقرير في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times) ترجمه "الخليج الجديد".
الصحيفة تابعت أن "هذا الحدث السنوي، المقرر أن يبدأ في 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يهدف إلى الترويج للأجندة الاقتصادية الطموحة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وإظهار تأثيره على عمالقة الأعمال العالميين. لكن اتخاذ القرار بشأن الذهاب أو عدمه لا يبدو سهلا على الإطلاق".
ومن المقرر أن يضم المؤتمر أسماء بارزة من مؤمسسات عديدة، بينها لاري فينك من بلاك روك، وديفيد روبنشتاين من كارلايل، وديفيد سولومون من جولدمان ساكس، وجيمي ديمون من جي بي مورجان تشيس، وبيل وينترز من ستاندرد تشارترد.
وقالت متحدثة باسم وينترز إنهم سيحضرون المؤتمر، بينما رفض ممثلو ديمون وروبنشتاين وسولومون التعليق على الحضور من عدمه، ولم يستجب ممثل فينك لطلب التعليق من جانب الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أنه "بالنسبة لمَن يحضرون، لا يقتصر الأمر على التواصل فحسب، فالمؤتمر أيضا بمثابة تقبيل لخاتم الأمير محمد، إذ تعد السعودية عميلا رئيسيا لأكبر البنوك والتكتلات الصناعية في العالم، واستثمرت المليارات في التمويل العالي والإعلام والرياضة وغيرها".
دبلوماسية اقتصادية
ويشعر بعض المسؤولين التنفيذيين بالقلق، مشيرين إلى بيان أولي صدر من الرياض بشأن هجمات حركة "حماس"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي يبدو أنها يلقي باللوم على إسرائيل، كما يبدو أن محادثات التطبيع الدبلوماسي (السعودية) مع إسرائيل معلقة، ويقال إن ولي العهد بدأ محادثات مع إيران حول منع الصراع من الانتشار، وفقا للصحيفة.
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، تواصل "حماس" لليوم الثاني عشر على التوالي مواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي قتل نحو 4 آلاف فلسطيني في غزة، مقابل نحو 1400 إسرائيلي قتلتهم "حماس".
وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكون غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيل مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
الصحيفة تابعت أن "الرياض أبدت فتورا تجاه الجهود الأمريكية لاستعادة الهدوء والحفاظ على التقدم المحرز في المحادثات السعودية الإسرائيلية. وبحسب ما ورد، جعل الأمير محمد وزير الخارجية (الأمريكي) أنتوني بلينكن ينتظر ساعات قبل الاجتماع (الأحد الماضي)، ثم دعا إلى وقف "التصعيد الحالي" للصراع".
واستدركت: "لكن الحضور قد لا يكون محفوفا بالمخاطر كما كان في السنوات الماضية، ففي 2018 انسحب عدد كبير من كبار المسؤولين التنفيذيين من المؤتمر بعد مقتل الصحفي (السعودي) جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين".
وزادت بأن "وصمة العار تراجعت، وسط دعوات الأمير محمد العلنية لتحديث اقتصاد مملكته والحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل. كما تعد مبادرات الدبلوماسية الاقتصادية التي تنفذها المملكة، وتبلغ قيمتها مليار دولار، بمثابة عامل جذب كبير".
الخسائر البشرية
و"يخطط العديد من المديرين التنفيذيين لعدم حضور مؤتمر السعودية في الوقت الحالي، بينما يرى البعض أن الحضور سيساعد في تشجيع السعودية في حملتها للتحديث. وحتى الآن انسحب اثنان فقط من حوالي 5000 مشارك"، وفقا لرويترز.
وبحسب الصحيفة فإن "كل شيء قد يتغير إذا تزايدت الخسائر البشرية في غزة، مما سيفرض ضغوطا على الزعماء العرب لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل لاسترضاء سكانهم المؤيدين للفلسطينيين".
و"قد يكون ولي العهد (السعودي) قادرا على مقاومة ذلك بشكل أفضل من معظم الآخرين: فهو لا يبدو مهتما بالرأي العام"، كما قال جريجوري جوز من كلية بوش للحكم والخدمة العامة بجامعة تكساس الأمريكية.
الصحيفة اعتبرت أن "أي تحول عن النهج السعودي الحالي يمكن أن يزيد من المخاطر بالنسبة لقادة الشركات، خاصة بالنظر إلى مدى صراحة الكثيرين في الدفاع عن إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين".
و"في الوقت الحالي، يظل معظم المسؤولين التنفيذيين هادئين، ويأمل البعض أن يلغي ولي العهد هذا الحدث ببساطة"، كما ختمت الصحيفة.
المصدر | ذا نيويورك تايمز- ترجمه وتحرير الخليج الجديد