في قمة العشرين.. 5 ملفات شائكة ومتشابكة بين بايدن وبن سلمان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 803
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

من المحتمل أن يبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حزمة قضايا مهمة على هامش قمة مجموعة العشرين بنيودلهي في سبتمبر/ أيلول المقبل، بحسب ليون هدار، وهو زميل أول في برنامج الشرق الأوسط بـ"معهد أبحاث السياسة الخارجية" الأمريكي (FPRI).

هدار تابع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "بعد عامين من المفاوضات، توجد دلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما تحقق أخيرا بعض النجاح في جهودها للحد من التوترات مع إيران، والتوصل إلى اتفاق لتأمين حرية الأمريكيين المسجونين هناك (مقابل الإفراج عن إيرانيين وأموال إيرانية مجمدة بالخارج)، وربما البدء في التحرك لاحتواء الأزمة النووية مع طهران".

وكثيرا ما اتهمت دول خليجية وأخرى إقليمية وغربية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد المهرباء.

وأضاف هدر أن "هذه الجهود تجري على خلفية الديناميكيات المتطورة لسياسة الشرق الأوسط، بما في ذلك الدبلوماسية النشطة التي ينتهجها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واستمرار عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، مما يؤثر على السياسة الخارجية لإدارة بايدن".

وأردف: "في المقابل، يسعى البيت الأبيض، وفقا للتقارير، إلى إمكانية حدوث عملية تطبيع بين الرياض وتل أبيب كجزء من صفقة مع واشنطن يمكن أن تعمل على تحسين العلاقات الدفاعية الأمريكية مع السعوديين".

ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية فإن الرياض عرضت على واشنطن إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل توقيع المملكة على اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على صفقات أسلحة أكثر تقدما ودعم برنامج نووي مدني في المملكة، بالإضافة إلى تحركات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ولا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، وترهن ذلك علنا بانسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

عودة ترامب

و"من الممكن أن يعود (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترامب (2017-2017) إلى المكتب البيضاوي بعد الانتخابات الرئاسية في 2024. ويعتبر كبار صناع السياسة السعوديين والإسرائيليين أن ترامب (جمهوري) أكثر تفهما لاحتياجاتهم الأمنية من بايدن (ديمقراطي)"، بحسب هدار.

وأضاف أنه "في عهد ترامب، انسحبت الولايات المتحدة في 2018 من جانب واحد من الاتفاق الذي وقَّعته إيران مع القوى العالمية في 2015، والذي فرض قيودا صارمة على البرنامج النووي الإيراني، وتضمن موافقة طهران على إجراء تفتيش دولي صارم لمواقعها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها".

وأردف أن "ترامب انسحب من الاتفاق، وأعاد فرض العقوبات على إيران بهدف إجبارها على إعادة التفاوض على الاتفاق بالشروط التي تفضلها إدارة ترامب والسعوديون والإسرائيليون، لكن توقعات إدارة ترامب لم تتحقق، وبدلا من ذلك قامت طهران بتسريع أنشطتها النووية".

ولفت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشفت، في يناير/كانون الثاني الماضي، أن اليورانيوم الموجود في الغبار المأخوذ من محطة فوردو النووية الإيرانية تم تخصيبه إلى درجة نقاء 83,7%، مما يشير إلى أن الإيرانيين أصبحوا أقرب من أي وقت مضى من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية.

 

سيناريو كابوس

وكان القلق الرئيسي في واشنطن، وفقا لهدار، هو أنه "إذا وصلت إيران إلى عتبة أن تصبح دولة نووية، فإن إسرائيل ستهاجم المواقع النووية الإيرانية، ما قد يشعل حربا إقليمية قد تنجر إليها الولايات المتحدة".

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب (حليفة واشنطن) ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية.

وتابع أنه إذا اندلعت الحرب "فسيكون ذلك بمثابة سيناريو كابوس بالنظر إلى دور واشنطن في الحرب في أوكرانيا والتوترات العسكرية المتزايدة مع الصين بشأن تايوان، فحرب جديدة في الشرق الأوسط هي آخر ما تحتاجه إدارة بايدن".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا في جارتها أوكرانيا تبررها بأن خطط الأخيرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

وبالنسبة لموقف السعودية، قال هدار إن "قرار بن سلمان الامتناع عن الانضمام إلى الغرب في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، والعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية المتنامية بين الرياض وبكين، كان مدفوعا باعتبارات المصلحة الوطنية السعودية".

وتابع: "لكن ليس هناك شك في أن الدافع وراء ذلك جزئيا هو القلق المتزايد من جانب بن سلمان بشأن مصداقية الضمانات الأمنية الأمريكية للمملكة لحمايتها من العدوان الإيراني المحتمل".

واستطرد: "يشعر كل من الإسرائيليين والسعوديين بالقلق من أن الصفقة التي تنطوي على تبادل الأسرى ستوفر لإيران إمكانية الوصول إلى أموال جديدة، ما قد يساعدها في دعم جهودها لزعزعة استقرار الشرق الأوسط من خلال وكلائها في لبنان والعراق واليمن".

و"احتمال التطبيع بين إسرائيل والسعودية، يمكن أن يساعد في إنشاء أساس للشراكة بين حليفتي الولايات المتحدة الرئيسيتين في المنطقة، من خلال المزاوجة بين موارد الطاقة في الخليج والتكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية، وهي قوة يمكن أن تحتوي بشكل فعال التهديدات من إيران ووكلائها"، كما أضاف هدار.

واعتبر أن "مثل هذه الصفقة، التي ستتضمن أيضا ضمانات أمنية أمريكية جديدة للسعودية (أكبر مصدّر للنفط في العالم)، يمكن أن تستجيب للمخاوف التي أعرب عنها بن سلمان وتزود الأمريكيين بالنفوذ للضغط على السعوديين لكبح مبادراتهم الدبلوماسية تجاه بكين، والنأي بأنفسهم عن روسيا، ولعب دور أكثر نشاطا في محاولة تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وهذه هي القضايا التي من المحتمل أن تثار خلال اجتماع بايدن وبن سلمان في قمة مجموعة العشرين بنيودلهي في سبتمبر/ أيلول المقبل".

 

المصدر | ليون هدار/ معهد أبحاث السياسة الخارجية- ترجمة وتحرير الخليج الجديد