بين اتهامات “التقصير” واتباع أوامر القيادة: السعوديون “مُحبطون” من “إعلام” بلادهم..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2231
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

مُغرّدون يؤكدون أن دوره لا يتعدّى “نقل الصلوات” وآخرون يَصفوه بالفاشل.. الإسلاميون يُحمّلون “الإعلام الليبرالي” مَسؤولية “تَسخيف الشباب” والمُعتدلون يتّهمون قنوات “الالتزام” بالتعطّش للدماء.. السلطات تَستشعر خطر “نجوم التواصل” وانتقادات لاعتقالهم بين “المُجرمين”
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
تتفاوت أحكام السعوديين حول إعلامهم المحلي، الرسمي، منه أو الخاص، ويتّجه البعض منهم إلى اتهامه بالتقصير، واتباع أجندات خارجية، ويراه البعض الآخر مرآة عاكسة لما تُريده القيادة السعودية، وبين هذا، وذاك يتّجه قسمٌ ثالث من أبناء بلاد الحرمين إلى إعلام خارجي، لما يجدون فيه من الحياد، والمُوضوعية، والمِصداقية، الذين يَغيبون أو يُغيّبون على شاشات إعلامهم.
الشعب السعودي بسيطٌ في غالبيّته، ويتأثر كثيراً بما يدور حوله، كما أن جيل الشباب، لم يَعد يكترث بما يُقّدم على الشاشات “التابعة”، بل بدأ يتحوّل إلى الإعلام الجديد، ويتّخذ من رموزه، أو “نجومه” قدوة، هؤلاء الذين يَجدون فيهم حالة من الحُريّة تُعبّر عن مدى حالة “الكبت” التي يَشعر فيها شباب المملكة، وذلك ضمن إطار مجتمع مُحافظ، فُرضت عليه قيم الالتزام، ولم يترك له في هذا حُريّة الاختيار.
السعوديون كما رصدت “رأي اليوم”، عبّروا عن آرائهم حول إعلامهم بصراحة هذه المرّة، عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، ودشّنوا وسماً “هاشتاق” تحت عنوان “وش رأيك في الإعلام السعودي”، وكما العادة تحوّل الوسم إلى منصة جدلية، يحاول كل مُغرّد التأكيد فيها على صوابية رأيه، وتغريدته التي يُعززها بالصور، والفيديو.
نورة قالت أن دور إعلامها الرسمي لا يتعدّى نقل الصلوات من مكّة والمدينة، عبدالله بن زيد وصفه بالفاشل الذي يعمل ضد السعودية، “عابر سبيل” أكد أن إعلام بلاده “ميّت” في القضايا الخارجية، ومُستأسد في القضايا الداخلية، أما حيزوم تميم فقد هاجم وزير الإعلام السعودي ووصفه بالتافه، الذي يجلس بالاستراحة، “شموخ أنثى” قالت أنه إعلام مُهمّش، و”ضمير سعودي” عبّر عن إحباطه، ووصف إعلام الحرمين بمكب نفايات.
التيار الإسلامي في العربية السعودية بدوره، دائم الهجوم على “الإعلام الليبرالي” كما يَصفه، ويسعى دائماً لتشويه صورته، والتأكيد على أنه صورة بائسة عن الإعلام الغربي الذي يسعى لضرب جيل الشباب، وتسخيفهم، الليبراليون يُحاولون نفي تلك الاتهامات، ويؤكدون على دور القنوات “المُعتدلة” في تخليص الشباب من الفكر “المُتطرف”، الذي طالما وقفت خلفه قنوات “الإسلاميين”، وحوّلت الأجيال المُتعاقبة إلى أجيال مُتعطّشة لسفك الدماء.
السلطات السعودية بدأت تَستشعر مُوخراً، وتستعظم خطر الإعلام الجديد، وبدأت تدريجياً في الحد من سيطرة نجومه، وكما العادة، لجأت إلى اعتقالهم، ضمن بنود قانون الجرائم الإلكترونية، لكن ومع حرص السلطات على الذوق العام، والأخلاق وقيم المجتمع “المُحافظة” كما تقول، ينتقد بعض السعوديين، لجوء السلطات إلى السجن، كعقوبة لنجوم التواصل، الذين يتعرّضون هذه الأيام، إلى حملة اعتقالات أو حملة “تنظيفات” كما وصفها البعض مُتعمّدة، ويُطالب المُنتقدون سُلطات بلادهم، اختيار التوجيه والإرشاد لهؤلاء النجوم، قبل اعتقالهم، وزجّهم بين المُجرمين، وأصحاب الأسبقيات، وتُجّار المخدرات.
مراقبون، يرون أن الإعلام السعودي، بشقّيه الرسمي، والخاص لم يعد، ورغم قدراته المادية المهولة، لم يعد يستطيع توجيه الرأي العام الداخلي، والخارجي، والتأثير بمُجرياته، ويُعزي مراقبون أسباب ذلك، إلى سيطرة وقدرة الإعلام الجديد في التأثير والحضور، واختلاف أهدافه، وكذلك دخول قنوات مُنافسة تحمل توجّهات مُخالفة، بل ومُعادية للسعودية، وعلى الرغم من تواضع إمكاناتها، إلا أنها استطاعت أن تدخل بيوت المُشاهدين السعوديين، وسعي المملكة إلى “وقف” بث تلك القنوات، أكبر دليل على فُقدان سيطرتها، وإعلامها على المشهد العربي الإعلامي، يقول مراقبون.
مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في إحدى المؤسسات الدينية الدعوية في السعودية، قال لـ “رأي اليوم” أن سُلطات بلاده تعلم أن وعي شعبها اليوم بات يُدرك تماماً كل كبيرة، وصغيرة في سياساتها بإدارة البلاد رغم بساطة مُعظمه بفعل تعامله مع الإنترنت، والانفتاح الذي تؤمّنه له الشبكة.
وبالرغم من أيّ مخاطر قد تَعصف بإدارتها المُستقرّة نوعاً ما، والتي يعتبرها البعض فاشلة في بعض الملفات، وقد تُثير الرأي العام ضدها، تُراهن سلطات بلاد الحرمين إلى الآن يؤكد مدير إدارة الإعلام، وبالرغم من إمكانية فشل مُراهنتها في القريب العاجل، تُراهن السلطات على قُدرة إعلامها الإسلامي ورموزه، على تشكيل منظومة شعبية تقف إلى جانبها، بالاعتماد على “الإثارة” الدينية، والتي تقوم كما يُوضّح المدير في المؤسسة الدينية، على استفزاز المشاعر الدينية المُتعلّقة باقتراب الخطر على دين الإسلام ذاته، وتقديم القيادة والحكومة، وسلطاتها، على أنها “حامي حمى” الدين، وهذا مُرتبط ارتباطاً وثيقاً في التكوين الديني الذي نشأ عليه المُواطن السعودي، والذي تعلم أنه سيَقف إلى جانب نظام بلاده الحاكم، بدون تفكير.