بعد صمت 15 شهرا.. الإعلام السعودي ينطق: “النتن” ياهو

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 119
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

15 عشر شهرا متواصلا من حرب دموية على أهالي قطاع غزة لم تدفع ماكينة آل سعود الإعلامية من النطق بما نطقت به اليوم أمام تصريح رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أخذ دقائق معدودات فقط، قال بها نكتته السمجة عن تأسيس دولة للفلسطينيين على أراضي شبه الجزيرة العربية. لهجة حادّة ومُستغربة نطق بها الإعلام السعودي مؤخّراً في وصفه بنيامين نتنياهو، في سياق رد “السعودية” على تصريحات الأخير.وفي تفاصيل السياق الذي أتى به تصريح نتنياهو المثير للجدل، والذي خلق حالة “عداء” وهمية بين كيانه والكيان السعودي، أن مذيع القناة 14 العبرية قال خلال اللقاء مع نتنياهو، وعن طريق الخطأ: “لن يكون هناك تقدم في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل دون إقامة دولة سعودية”، ليصحح له نتنياهو “تقصد دولة فلسطينية”، ويتابع: “إلا إذا كنتم تريدون أن تكون الدولة الفلسطينية في السعودية، فلديهم الكثير من الأراضي”.وانطلقت من خلفها حملة الانتقام من نتنياهو، وعلى غير العادة، وُصف رئيس وزراء الاحتلال في الإعلام السعودي بـ”النتن” ياهو، وهو التوصيف الذي ساد بين أوساط مستخدمي وسائل التواصل أم الإعلام المعادي للكيان وتزايدت حدة استخدامه خلال العدوان على غزة، إلا أنه كان لـ”السعودية” أن تغاضت عن الإساءة لنتنياهو ستخدم التعبير في إعلامها بعد أن مُسّت شخصيا. كما حرّك كلام نتنياهو قناة “الإخبارية” التابعة للتلفزيون الرسمي السعودي، وقالت واصفة نتنياهو بأنه “صهيوني ابن صهيوني” و”صهيوني أبا عن جدّ”، و”ليس له وجه طيب وآخر قبي، للاحتلال وجه واح هو بنيامين نتنياهو”.وفي تقرير آخر لـ”الإخبارية” السعودية، قالت فيها أن صفات المختلين عقليا تنطبق على شخص نتنتياهو.وأما قناة “العربية” التي سبق وفتحت الهواء للمتحدث باسم جيش الاحتلال ولشخصيات صهيونية أخرى لتبرير الحروب على غزة ولبنان، استفاقت اليوم من غيبوبتها لتنتبه إلى أنها يجب أن تستضيف شخصيات لا تتكلم هوى صهيوني، فخلال برنامج حواري طرح فيه المذيع تساؤلات حول الحالة العقلية لنتنياهو، ليجيب الضيف “ربما كانت هلوسات”.من السذاجة فصل هذا الخطاب عن ما سبق لـ”المملكة” إبداءه تجاه القضية الفلسطينية، ويجب دائما التذكير بما قاله محمد بن سلمان قبل فترة وجيزة من “طوفان الاقصى” في السابع من أكتوبر 2023، خلال مقابلة على شبكة “فوكس نيوز”، عن “اقتراب الإعلان عن صفقة التطبيع” متجاهلا تماما الحديث عن دولة للفلسطينيين، بل وقف حينها عند حدّ “العمل على إصلاح ظروف حياة الفلسطينيين”.ولكن أن يكون “الهجوم” الإعلامي السعودي على شخص نتنياهو أمرا مثيرا للجدل ويستحقّ النظر به، هذا يعني أن محمد بن سلمان اتّبع سياسة إغراق الشعوب العربية بخيبات الأمل تجاه إنصاف القضية الفلسطينية، حتى بات هكذا حديث “يفش خلق” البعض. أما ما يجب أن يكون ثابتا أن هكذا “حروب كلامية”، وبهذه الحدة دفعة واحدة، هذا يعني أن نظام ابن سلمان اضطرّ لمجاراة الوقاحة الصهيو أميركية في التعبير عن الأفكار، قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن السعوديين لا يريدون دولة فلسطينية، ثم حديث ترامب عن دولة للفلسطينيين في السعودية، كان لا بد أن تواجهه “السعودية” بما يمكن أن يخفف من وطأة هذه التصريحات، فما كان لها إلا أن أعطت الضوء الأخضر لكتّابها وقنواتها أن ترفع النبرة عالياً على أمل اللّحاق بِرُكَب النبرة الغربية الخلاصة أن أي تأخّر في إعلان صفقة التطبيع لا يعني تراجعاً سعوديا، فالاندفاع السعودي لبيع آخر ما تبقّى من وهم “راعية مصالح الإسلام” ما زال قائما، إلا أن صفقة التطبيع غابت عن سلّم أولويات كيان الاحتلال، وعليه ما عاد مهتما بـ”أتيكيت” للتعامل مع بني سعود، والأكيد لديه أن لا اعتراف بدولة فلسيطينة، لأنه أمر بات من المحال اليوم، خاصة مع توسع نوايا الاستعمار سواء داخل الأراضي الفلسطينية أم داخل الأراضي السورية. أي رد فعل سعودي ومهما كان “مؤذيا” وحادا، لن يتخطى حدود كلام البيانات، وهو ما تدركاه جيدا “إسرائيل” وأميركا، وعليه كلام الإعلام السعودي لا يعدّ أكثر من كونه رد ماء الوجه عن الكلام المهين الذي صدر من الطرفين المقابلين، ولأن هذين الأخيرين يدركان حق الإدراك أن الحماس السعودي للتطبيع يفوق بكثير نظيره الإسرائيلي، نجدهما لا يأبهان بما يبوحان به.