“مجزرة الفجر”: ما يعرفه نتنياهو في لغة التفاوض
في اليوم التاسع بعد الثلاثمائة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بحق المدنيين، مستهدفًا مدرسة “التابعين”، في حيّ الدرج وسط مدينة غزّة، والتي تؤوي نازحين. وأكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أنّ جيش الاحتلال ارتكب مذبحة داخل مدرسة “التابعين”، راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات، مشيرًا إلى أنها تأتي في “إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضدّ شعبنا الفلسطيني بشكل واضح”. وشدّد، في بيانٍ فجر السبت، أنّ جيش الاحتلال قصف النازحين بشكلٍ مباشر خلال تأديتهم صلاة الفجر، وهذا ما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع. وأضاف أنّه “من هول المذبحة وأعداد الشهداء الكبير لم تتمكّن الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال جثامين جميع الشهداء حتّى الآن”. وأدان المكتب الإعلامي الحكومي هذه المجزرة بأشد العبارات، داعيًا العالم إلى إدانتها، ومحمّلًا الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عنها. كما جدّد مطالبته المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضدّ المدنيين والنازحين في قطاع غزّة، و”وقف شلال الدم المتدفق”. من جهته، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزّة محمود بصل أنّ القصف الإسرائيلي، أدى إلى اشتعال النيران في أجساد الفلسطينيين، و”الطواقم تحاول السيطرة على الحريق لانتشال جثث الشهداء وإنقاذ الجرحى”. وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني أنّ الاحتلال استهدف المسجد داخل مدرسة “التابعين” أثناء أداء صلاة الفجر بثلاثة صواريخ، وأنّ طواقم الدفاع المدني أحصت أكثر من 90 شهيدًا حتّى اللحظة بعد استهداف المدرسة، وأنّ العدد قابل للارتفاع. كذلك، أكّد أنّ الكثير من جثامين الشهداء في حادثة قصف المسجد هم عبارة عن “أشلاء ممزقة ومحترقة”. وبيّن أنّه ما زالت هناك كميات كبيرة من الأشلاء والأجساد الممزقة متواجدة داخل مستشفى الأهلي العربي لم يتم التعرف على أصحابها وتواجه العوائل صعوبة في التعرف على أبنائها، بينما أغلب الإصابات التي تم نقلها إلى المستشفى هي حالتهم خطيرة جدًا. وقال الدفاع المدني في القطاع إن الاحتلال استهدف في المدرسة طابقين، الأول كان يؤوي النساء والأرضي كان مصلى للنازحين. وأشار إلى أن الاحتلال استهدف 13 مركزا لإيواء النازحين منذ بداية الشهر الحالي، وطالب العالم بالتدخل الفوري لوقف المجازر ضد المدنيين العزل في مراكز الإيواء. وقال الصحافي خالد الشطلي إنّ الاحتلال استخدم 3 صواريخ كلّ واحد منه يزن أكثر من ألفي رطل في قصفه مدرسة “التابعين” غرب مدينة غزّة. ادعاءات الاحتلال المتكررة على الضفة المقابلة، وقد أقر الجيش الإسرائيلي بقصفه مدرسة التابعين التي تؤوي نحو ألفي نازح، وكان يفترض أن تشكل ملاذا آمنا لهم بعد أن غادروا بيوتهم ومساكنهم. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة إكس، إنه بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك (جهاز الأمن العام) والقيادة الجنوبية للجيش أغارت طائرة على من وصفهم بـ”مخربين” عملوا بمقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين (بمدينة غزة) التي تستخدم مأوى لسكان المدينة. وزعم أدرعي أن عناصر حماس استخدموا مقر القيادة بالمدرسة للاختباء وللترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات جيش الدفاع وإسرائيل. ردود الفعل الفلسطينية حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وصفت، في بيانٍ، استهداف جيش الاحتلال لجموع المصلين في مدرسة “التابعين” بجريمة حرب مكتملة الأركان. ولفتت إلى أنّ اختيار توقيت موعد صلاة الفجر لتنفيذ هذه المجزرة الرهيبة يؤكد بأن الاحتلال كانت لديه النية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء في صفوف المدنيين، بمن فيهم الأطفال وكبار السن. وشدّدت الحركة على أنّ الذرائع التي يقدمها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” لتدمير المدارس هي ذاتها التي استخدمها لتدمير المستشفيات من قبل والتي ثبت كذبها. بدورها، أكّدت لجان المقاومة في فلسطين أنّ المجزرة “الإسرائيلية” المروعة التي ارتكبها الاحتلال خلال آداء النازحين لصلاة الفجر هي “حلقة وفصل من فصول جرائم الحرب التي ينفذها العدوّ المجرم وقادته النازيين في غزّة، والتي تهدف إلى إبادة وذبح المدنيين العزل لاقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم”. ولفتت إلى أنّ قتل عشرات النازحين خلال آداء صلاة الفجر في مدرسة “التابعين” تم عبر استخدام الأسلحة والصواريخ الأميركية، مضيفةً “ستظل دماء الشهداء من أبناء شعبنا الذين يقتلهم النفاق الدولي العالمي والتخاذل العربي والإسلامي والسلاح الأميركي وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء”. ووجّهت لجان المقاومة نداء لأهالي القدس والضفّة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 والشتات تحثهم فيه إلى النفير العام وتصعيد الثورة والمقاومة انتصارًا لدماء أهالي غزّة. هذا وأدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المجزرة “الإسرائيلية” البشعة، مؤكّدةً أنّ حكومة نتنياهو متعطشة لدماء الفلسطينيين وتواصل عدوانها وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضاربة عرض الحائط بكافة القرارات والقوانين الدولية. وبيّنت الجبهة الديمقراطية أنّ حكومة الاحتلال تواصل نشر الادّعاءات السخيفة والأباطيل التبريرية لارتكابها جرائم الإبادة الجماعية في القطاع. كما شدّدت على أنّ ما كان لحكومة اليمين الفاشي أن ترتكب مجزرة مدرسة “التابعين” لولا الدعم الأميركي. إدانات عربية وغربية على الساحة العربية، قالت الخارجية المصرية إن قتل الفلسطينيين عمدا دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى إسرائيل لإنهاء الحرب. كما قالت الخارجية الأردنية إنها تدين بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج في قطاع غزة. واعتبرت أن قصف إسرائيل المدرسة يمثل خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي واستهدافا ممنهجا للمدنيين. وزارة الخارجية في لبنان دانت بــ “أشد العبارات” استهداف قوات الاحتلال مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين فلسطينيين عزل في مدينة غزة. وأكّدت الخارجية اللبنانية أنّ تعمد إسقاط هذه الأعداد الهائلة من المدنيين يعطي الدليل القاطع لنية “إسرائيل” إطالة وتوسيع الحرب. في اليمن، استنكر رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، مجزرة مصلى مدرسة “التابعين”، في حي الدرج وسط مدينة غزّة، قائلاً: “ندين بشدة هذه الفاشية الصهيونية ونستنكر استمرار الولايات المتحدة في توفير كامل الدعم لإسرائيل لمواصلة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق أهالي غزّة”. وأشار رئيس وفد صنعاء المفاوض إلى أنّ هذه المجزرة الوحشية التي ارتكبها الكيان الإجرامي، هي بدعم أميركي كامل. وشدّد على أنّ العرب والمسلمين يتحمّلون مسؤولية كبرى تجاه غزّة، مع تأكيده أنّ “العار والنار سيلحقان كل من تخاذل عن واجبه الديني والإنساني، وأنّ هذا التخاذل يشجع العدو الإسرائيلي على مواصلة جرائم الإبادة الجماعية غير المسبوقة”. كذلك، دان المكتب السياسي لأنصار الله المذبحة الإسرائيلية الجديدة بحق المصلين، مشيراً إلى أنّ “الحكومات العربية والإسلامية تلوذ بالصمت والعجز وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم أمام مجازر الكيان الصهيوني”. وأكد المكتب السياسي لأنصار الله أنّ كيان الاحتلال الإسرائيلي يمعن في ارتكاب المذابح الدموية مجزرة بعد أخرى في استباحة غير مسبوقة للدم الفلسطيني. وجدّد العهد مع فلسطين وشعبها، والتأكيد أن “اليمن مستمر في الإسناد الشعبي والتصعيد العسكري” ولن يتوقف حتى يتوقف العدوان على غزّة. في العراق، أدان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني المجزرة، وكذلك فعلت الخارجية العراقية والتي أكدت أنّ هذه الاعتداءات المتكررة ضد المدنيين تُعَدُّ انتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية وتُظهر تجاهل الكيان الإسرائيلي للمبادرات الدولية الهادفة إلى وقف العدوان على غزة. وجددت تضامن العراق الكامل مع الشعب الفلسطيني، مؤكدة ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي والدول الإسلامية خاصة موقفاً حازماً وموحداً لإيقاف هذه الجرائم. ووصف مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني، جريمة الاحتلال التي استهدفت النازحين في غزّة بـأنّها “جريمة مروعة” تضاف إلى سلسلة جرائمه المتواصلة. وقال مكتب السيد السيستاني، إنّ جرائم الاحتلال الإسرائيلي اشتملت مؤخراً على عمليات اغتيال غادرة استهدفت قيادات بارزة في مقاومة الاحتلال، وأدّت إلى استشهاد عدد منهم، وقد خرق بها سيادة عدد من دول المنطقة، مؤكّداً أنّ هذه الجرائم زادت مخاطر وقوع صدامات كبرى ستتسبب لو حدثت في نتائج كارثية على مختلف دول المنطقة وشعوبها. بدورها، مارست وزارة الخارجية السعودية التزلف المعتاد ونددت باستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة “التابعين”، معربةً عن استنكارها تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة “إسرائيل” من جراء هذه الانتهاكات. وشدّدت الخارجية السعودية على ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزةّ الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. كذلك، أدانت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين شرقي مدينة غزّة ما أدى لاستشهاد وجرح العشرات، مؤكّدةً أنّ هذا القصف يعد مجزرة مروعة وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل. وطالبت بتحقيق دولي عاجل بعد القصف الإسرائيلي للمدرسة في غزة. في إيران، اعتبر مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون السياسية في إيران، علي شمخاني، أنّ الهدف الوحيد لكيان الاحتلال من قتل المصلين في مدرسة “التابعين” في غزّة، واغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، هو مواصلة الحرب وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار. من جهته، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، عن إدانته للعدوان الإسرائيلي على مدرسة “التابعين” في غزّة، واصفاً إياه بـ “الوحشي” وأنّه مصداق واضح لجرائم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد البشرية التي تُرتكب بشكلٍ متزامن. كذلك، أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنّ “استمرار هذه الهجمات الصهيونية يثبت مرة أخرى أن الاحتلال غير ملتزم بأي من المقررات الدولية والأصول الأخلاقية والإنسانية”. وشدّد كنعاني على أنّ الطريق الوحيد لمواجهة هذا الكيان السفّاح هو “اتخاذ إجراء حازم وحاسم من قبل الدول الإسلامية وأحرار العالم في دعم عملي للشعب الفلسطيني ونضال مقاومته”.