الصدمات الاقتصادية العالمية تدفع السعودية لمراجعة أولويات "رؤية 2030"

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 330
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الرياض - قال محمد الجدعان وزير المالية السعودي اليوم الثلاثاء إنّ الصدمات الاقتصادية العالمية، من جائحة كوفيد - 19 وصولاً إلى الحرب في غزة، دفعت بلاده إلى مراجعة خططها الطموحة للإصلاح الاقتصادي التي انطلقت في العام 2016 وتهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة وتحويلها إلى قطب مالي عالمي جاذب للاستثمارات الأجنبية.

وقطعت السعودية، أكبر بلد مصدّر للنفط الخام في العالم، أكثر من نصف الطريق في برنامج "رؤية 2030" الذي يهدف إلى تدشين أسس مستقبل مزدهر في مرحلة ما بعد النفط.

ويتضمن البرنامج مشاريع كبرى، بما في ذلك مدينة 'نيوم' المستقبلية باهظة التكلفة والتي تُطرح منذ فترة طويلة تساؤلات حيال قابليتها على الاستمرار.

وخلال كلمة في منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة أشار الجدعان إلى أن 'رؤية 2030' أُطلقت عام 2016، قبل وقت طويل من تفشي الوباء والحروب في أوكرانيا وغزة ومشاكل مثل التضخم وتعطل سلاسل التوريد.

وقال إن "كل تلك الصدمات الجماعية التي تواجه العالم تدعونا أيضًا إلى إعادة ترتيب الأولويات، والنظر إلى ما نقوم به وكيف يمكننا تحسين ما نقوم به فعليًا، وتحسين خططنا".

وأوضح أنّ منح الإصلاحات "مزيداً من الوقت" يمكن أن يكون في نهاية المطاف أفضل للاقتصاد السعودي، ما يسمح للقطاع الخاص بالنمو جنباً إلى جنب مع المشاريع الضخمة.

وقال "إذا لم تسمح لاقتصادك بمواكبة مشروعاتك، فإن ما سيحدث في الأساس هو أنك ستستورد المزيد"، مردفا "وبالتالي، لن تسمح لاقتصادك وقطاعك الخاص باللحاق وبناء المصانع ومنشآت التصنيع ومقدمي الخدمات لدعم المشاريع التي نبنيها فعليا".

وهذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها الجدعان إلى تغيير في نهج "رؤية 2030"، التي يشرف عليها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ففي مؤتمر صحافي في ديسمبر/كانون الاول قال الجدعان إن المسؤولين قرروا تأجيل الإطار الزمني لبعض المشاريع الكبرى إلى ما بعد عام 2030، رغم إشارته أيضًا إلى أنه سيتم تسريع أخرى.

وفي اجتماع خاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض الشهر الماضي، قال الجدعان إن المسؤولين "ليس لديهم غرور ويمكنهم تغيير المسار والتكيُّف استجابة للظروف الاقتصادية"، إلا أنّه لم يكشف عن المشاريع التي قد تشهد تسريعاً أو تمديد جداولها الزمنية.

والمشروع الأكثر شهرة هو "نيوم" الذي تتضمن خططه منتجعًا مستقبليًا للتزلج وناطحات سحاب مزدوجة بامتداد 170 كيلومترًا، تُعرف باسم "ذا لاين".

وقال الأمير محمد بن سلمان أثناء كشف النقاب عن "ذا لاين" عام 2022، إن عدد سكانها سيتجاوز المليون بحلول العام 2030، قبل أن يرتفع إلى تسعة ملايين بحلول العام 2045.

ورغم ذلك، ذكرت وكالة "بلومبرغ" في أبريل/نيسان الماضي أنه في ظل التوقعات المعدلة، سيعيش 300 ألف شخص فقط في "ذا لاين" بحلول نهاية العقد، وسيتم الانتهاء من 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول ذلك الوقت. ولم يعلق مسؤولو نيوم على هذا التقرير بعد.

وقال المدير التنفيذي لنيوم طارق القدومي في حملة ترويجية للمستثمرين في هونغ كونغ الشهر الماضي إن الهدف السكاني البالغ تسعة ملايين نسمة سيتم تحقيقه "مع مرور الوقت".