4 أسباب.. تقدير إسرائيلي: انفراجات الشرق الأوسط مصالحات باردة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 383
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لا تعدو الانفراجات بين دول عديدة في منطقة الشرق الأوسط كونها مجرد مصالحات "باردة" قائمة على "حسابات التكلفة والعائد"، ودفعت إليها أربعة أسباب يتصل بعضها بإسرائيل والولايات المتحدة.

ذلك ما خلص إليه كل من تامير هايمان، المدير العام لـ"معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي ولواء احتياط خدم في جيش الاحتلال لمدى 34 عاما، ويوئيل جوزانسكي وهو باحث أول في المعهد ومتخصص في سياسات وأمن الخليج.

وقال هايمان وجوزانسكي، في مقال نشره المعهد وترجمه "الخليج الجديد"، إن المفاوضات بين دول الشرق الأوسط الرئيسية بدأت قبل عدة سنوات لتحسين العلاقات، وأثمر بعضها في الآونة الأخيرة اتفاقيات جديدة، بينها الاتفاق على استئناف تجديد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وبالتدريج مع سوريا وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتابعا: وكذلك بين سوريا وتونس، وبين قطر وجيرانها (الأزمة الخليجية 2017-2021)، والتقارب التركي التدريجي مع دول الخليج ومصر، وقد تعود سوريا (عادت بالفعل الأحد) إلى جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية الدموية، وشهدت المحادثات بين السعودية والمتمردين الحوثيين (مدعومين من إيران) بهدف إنهاء الحرب في اليمن (الجار الجنوبي للمملكة) تقدما.

 

حسابات التكلفة والعائد

لكن "لا تشكل هذه المصالحة الإقليمية مصالحة أيديولوجية أو دينية عميقة، بين السنة والشيعة مثلا، بل هي نوع من الانفراج الناجم عن المصالح الباردة وحسابات التكلفة والعائد"، وفقا لهايمان وجوزانسكي اللذين حددا أربعة أسباب لتلك التغيرات:

أولا: تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة: أدى انخفاض اهتمام الولايات المتحدة بالمشاكل الأمنية لحلفائها العرب التقليديين إلى إجبارهم على محاولة تحسين أوضاعهم بأنفسهم.

وتحسين العلاقات بين دول الخليج وإيران، مثلا، هو جزء من محاولة مستمرة من دول الخليج للتحوط الاستراتيجي. والشيء نفسه ينطبق على الصين وروسيا اللتين تسعيان إلى توسيع نفوذهم في المنطقة وتقليل نفوذ الولايات المتحدة. وكانت بكين هي الوسيط في اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، بينما كانت روسيا هي الوسيط بين السعودية وسوريا.

ثانيا: تركيز الانتباه إلى الشؤون الداخلية: تهتم الدول العربية بتضييق الخلافات لتحسين الاستجابة للقضايا الداخلية الملحة. الدول الفقيرة، مثل تركيا، ترغب في إعادة إعمار اقتصادي، بينما الدول الغنية بالنفط تريد إكمال المشاريع التي يرى الحكام أنها مهمة لازدهارهم واستقرارهم على المدى الطويل.

ثالثا: قوة إيران المعززة وترسيخ مكانتها النووية: التهديدات من إيرات دفعت جيرانها إلى الاقتراب منها تدريجيا بناءً على فكرة "إبقاء أعدائك قريبين"، والاعتراف بقوتها. ووصل الجيران إلى قناعة بأن محاولة (القوى الكبرى) مواجهة إيران باستخدام الوسائل الدبلوماسية قد فشلت، ولو مؤقتا، ويسعون لتجنب تصعيد التوترات. كما يخشى البعض، وخاصة دول الخليج، من مواجهة محتملة بين إيران وإسرائيل (تعتبر كل منهما الأخرى العدو الأول لها). وعبر تحسين العلاقات مع إيران، يسعون إلى إبعاد أنفسهم قدر الإمكان عن صراع عسكري إقليمي محتمل.

رابعا: الوضع الداخلي في إسرائيل: ينظر أصدقاء إسرائيل وأعدائها إلى الوضع الداخلي في إسرائيل وما يصاحبه من عدم استقرار اجتماعي وسياسي (في ظل سياسات حكومة اليمين المتطرف برئاسة بنامين نتنياهو)، على أنه مصدر ضعف يجعلها شريكا أقل جاذبية للتعاون. كما يُفهم التوتر بين إسرائيل والإدارة الأمريكية على أنه علامة ضعف. هذا التصور لإسرائيل حاليا، والذي زادت من تفاقمه سياسة الحكومة بشأن القضية الفلسطينية، يجعل من الصعب على إسرائيل التطبيع مع مزيد من الدول العربية والإسلامية.

وشدد هايمان وجوزانسكي على أن "الديناميكيات الجديدة والعلاقات بين الدول في الشرق الأوسط تعمل على تغيير البيئة الاستراتيجية، مما يتتطلب من إسرائيل التفكير في كيفية منع تقدم إيران على أفضل وجه".

 

المصدر | تامير هايمان ويوئيل جوزانسكي/ معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد