بلومبرج: قصة 600 مليار دولار تبني مستقبل ما بعد النفط بالسعودية عبر صندوقها السيادي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 766
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

"في عالم أصبح من الصعب العثور فيه على المستثمرين الأثرياء، ينتشر صندوق الثروة السيادي السعودي بأصول ضخمة بلغت 600 مليار دولار ليعكس سخاء المملكة الغنية بالنفط بشكل لم يسبق له مثيل".

ما سبق كان خلاصة تحليل لـ"ماثيو مارتن"، نشرته وكالة "بلومبرج"، وترجمه "الخليج الجديد"، حول الصندوق الذي قالت إنه بات أهم ذراع لنفوذ ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية الأمير "محمد بن سلمان"، حيث يستهدف وصول أصوله إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2030.

وأضاف التحليل الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست": "استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على فرق رياضية وشركات صناعة سيارات كهربائية، ومول مدنًا جديدة في الصحراء، ويسعى للمزيد في طريق تحقيق هدفه الأكبر المتمثل في تنويع اقتصاد المملكة المعتمد على النفط وإبراز النفوذ السعودي في جميع أنحاء العالم".

 

كيف تغير الغرض من الصندوق؟

وتقول "واشنطن بوست" إنه ما كان ذات يوم شركة قابضة حكومية نائمة، أصبح الآن وسيلة لتحقيق الطموحات العالمية لحاكم البلاد الفعلي "محمد بن سلمان"، بموجب خطة تُعرف باسم "رؤية 2030"، والغرض الرئيسي منها هو تحفيز الاستثمار الداخلي، والوصول إلى التقنيات الجديدة، وتطوير الصناعات المحلية ومعالجة العمالة الناقصة المنتشرة في المملكة.

أحد مجالات تركيز الصندوق هو السياحة في بلد كان حتى وقت قريب مغلقًا إلى حد كبير أمام المصطافين الأجانب وكان الترفيه من المحرمات.

ومضى التقرير بالقول: "يستثمر صندوق الاستثمارات العامة في المنتجعات الفاخرة ودور السينما والمجمعات الترفيهية لجذب المزيد من السياح ومنع السعوديين من البحث عن المتعة في الخارج. كما أنها تقوم بصفقات فقط لكسب المال. يقوم الصندوق بتوسيع فريقه في نيويورك لإدارة محفظة متنامية من الأسهم الأمريكية".

ويقلل الصندوق تدريجيا من ممتلكاته القديمة في الشركات المحلية، مثل البنك الوطني السعودي، وشركة الاتصالات السعودية، لتحرير الأموال لاستثمارات أخرى.

وتشمل هذه المشاريع الوطنية مشروع "نيوم"، وهي مدينة بمثابة دولة تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار وتعمل بالكامل على الطاقة المتجددة وتصدير الطاقة الخضراء.

ومنذ عام 2016، عندما خصص الصندوق 45 مليار دولار للاستثمار في صندوق Vision Fund التابع لمجموعة SoftBank Group Corp، انتشرت أيضًا المصالح الأجنبية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث زادت قيمة الاستثمار في شركة "لوسيد موتورز" لصناعة السيارات الكهربائية إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار، وستقوم الشركة بافتتاح مصنع في السعودية.

يمتلك الصندوق أيضا حصصًا في شركات صناعة ألعاب الفيديو Activision Blizzard Inc، و Electronic Arts Inc، والخدمات الرقمية وشركات البيع بالتجزئة، لأغنى رجل في آسيا "موكيش أمباني".

 

عجز  الميزانية

وتقول الصحيفة إنه في حين أن الصناديق السيادية التقليدية تستثمر الثروة الوطنية الزائدة لتوليد أرباح في المستقبل، فقد أعيد توظيف صندوق الاستثمارات العامة كمستثمر عالمي بينما كانت الميزانية السعودية تعاني من عجز.

ونتيجة لذلك ، تحولت أيضًا إلى الاقتراض من أجل تحقيق أهداف النمو الخاصة بها، الأمر الذي سيتطلب منها الإنفاق بشكل كبير على مشاريع التنمية الوطنية.

وقد استعانت السعودية بالفعل بالبنوك العالمية للحصول على قروض بمليارات الدولارات، ففي عام 2022، جمعت 3 مليارات دولار من بيع السندات الخضراء لأول مرة.

وفي حين أنه قد يبدو من غير المناسب أن يقوم أحد الصناديق المدعومة من البترودولار بجمع الأموال من المستثمرين المهتمين بالمناخ، فإن صندوق الاستثمارات العامة هو الداعم الرئيسي لمعظم استثمارات المملكة في مجال الطاقة المتجددة، من خلال "نيوم"..

وتشير "واشنطن بوست" إلى أن أصول الصندوق السيادي السعودي تضاعفت 4 مرات تقريبًا منذ عام 2015، لتصل إلى أكثر من 600 مليار دولار، ويريد الأمير "محمد" أن يشرف على أصول تبلغ 2 تريليون دولار بحلول عام 2030، مما سيجعله أكبر من الصندوق السيادي النرويجي، والذي يعد حاليًا الأكبر في العالم بأصول تبلغ 1.4 تريليون دولار.

وسيشمل الطريق إلى 2 تريليون دولار تحويلات أكبر للأصول من الدولة.

 

الصندوق السيادي والرياضة

ويقول التقرير إنه بعد شراء الصندوق نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم المتعثر في عام 2021، قرر دعم LIV لرياضة الجولف، في محاولة لبناء بطولة منافسة لـ PGA، كما نظر في تقديم عرض لسباق الفورمولا 1 للسيارات في أواخر عام 2022.

واستمرت استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في الرياضة والألعاب التنافسية والتحركات لجلب الأحداث الرياضية الكبرى، ونجوم مثل "كريستيانو رونالدو"، إلى المملكة، والتي نظر إليها جزئيًا على أنها محاولة لتعزيز القوة الناعمة السعودية.

ويقول النقاد إن مثل هذه الصفقات هي "غسيل رياضي"، في محاولة لتحسين صورة المملكة وصرف الانتباه عن سجل حقوق الإنسان السيئ.

وربما تتبع السعودية قواعد اللعب المتبعة في دولة الإمارات المجاورة، حيث اشترى الشيخ "منصور بن زايد آل نهيان" ناديًا إنجليزيًا آخر، مانشستر سيتي، في عام 2008 واستخدمه كمنصة لتسويق الإمارة والشركات المملوكة للدولة في جميع أنحاء العالم.

 

دور "بن سلمان" في الصندوق

تقول الصحيفة إن الصندوق السيادي السعودي يديره "ياسر الرميان" وهو حليف مقرب للأمير "محمد بن سلمان"، ويترأس الأخير مجلس إدارة الصندوق ومشروعاته بالكامل، بما فيها "نيوم".

وتعلق "واشنطن بوست" على ذلك بالقول: إنه "جزء من تراكم أوسع للسلطة شهد أيضًا سيطرة الأمير على السياسة النفطية والأمن والشؤون الداخلية والخارجية في البلاد".

وأثار بعض المديرين التنفيذيين في الشركات السعودية مخاوفهم، قائلين إنهم شعروا بأن كيانًا ثريًا وقويا يزاحمهم، بحيث لا يستطيع سوى القليل منهم المنافسة.

ويمكن رؤية تأثير ولي العهد في بعض صفقات صندوق الاستثمارات العامة التي يبدو أنها ذات دوافع سياسية، مثل دعمه للشركة التي أنشأها وزير الخزانة الأمريكي السابق "ستيف منوشين" و"جاريد كوشنر"، صهر الرئيس السابق "دونالد ترامب"، والذي شغل منصب كبير مستشاري البيت الأبيض تحت إدارته.

وتوسط "كوشنر" لإتمام واحدة من أكبر الصفقات الخارجية لصندوق الاستثمارات العامة – وهو الاستثمار بقيمة 45 مليار دولار في صندوق Vision الأول لشركة SoftBank - بعد اجتماع قصير بين المدير التنفيذي "ماسايوشي سون" و "محمد بن سلمان".

 

المصدر | ماثيو مارتن - بلومبرج / ترجمة وتحرير الخليج الجديد