للخلف دُر .. لماذا تراجعت الإمارات عن سياستها العدائية مع إيران؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1644
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

عربي بوست
تم النشر : 01/08/2019


اعتبر موقع Middle East Eye البريطاني أن الإمارات العربية المتحدة اتخذت خطوات للخلف في علاقاتها مع إيران، وتراجعت عن التصعيد الكبير الذي كان يرغب فيه ولي العهد محمد بن زايد، لكن اختلاف الموقف الأمريكي دفع أبوظبي للعودة إلى المسار السياسي.

وقال أندرياس كريغ، أستاذ مساعد في قسم الدراسات الدفاعية في كلية كينجز كوليدج لندن، إن سياسة أبوظبي تجاه إيران تشهد تحولاً كبيراً في الأسابيع الأخيرة. فبينما كانت أبوظبي تضغط على واشنطن لاتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه طهران -على عكس مصالح دبي والإمارات الأخرى، ودعماً لسياسة الرياض الراديكالية المناهضة لإيران- أدى تصاعد التوترات بين البلدين مؤخراً إلى إعادة التفكير بقوة في الإستراتيجية المتبعة.

لقد أدركت الإمارات أن إيران أكثر إصراراً وعزماً على الرد بقوة أكبر مما كان متوقعاً في السابق.


القوة الناعمة

أوحى الرد الغامض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجمات الإيرانية الأخيرة على ناقلات النفط وإسقاط طائرة تجسس أمريكية مسيَّرة إلى أبوظبي بأنها قد تضطر إلى تحمل عبء الصراع إذا تصاعدت الأمور أكثر.

وتدل حقيقة أن الإمارات لم توجه أصابع الاتهام مباشرة إلى إيران في تحقيق الأمم المتحدة عن هجمات الفجيرة، قائلةً فقط إن إحدى الدول كانت مسؤولة عن الهجمات، على أن أبوظبي في طريقها لعدم التصعيد مع طهران. تحولت السياسة الإماراتية تجاه إيران من الضغط والتصعيد إلى الدبلوماسية والتفاوض، أي من القوة الغاشمة إلى القوة الناعمة، بحسب الموقع الأمريكي.

ومنذ يونيو/حزيران الماضي، توجه عدد قليل من الوفود رفيعة المستوى من الإمارات إلى إيران، دون تصريح رسمي من أبوظبي. وناقشت الوفود السياسة الإقليمية مع التركيز على اليمن وسوريا، وكذلك أمن الحدود البحرية وأمن المجال الجوي والتجارة.

الرسالة النهائية من أبوظبي إلى طهران هي: «نحن لسنا راغبين في الصراع»، إذ ستتفوق القوة الذكية على القوة الغاشمة. لم يتم هذا بالتنسيق مع واشنطن، إذ ترى دائرة السلطة الداخلية في أبوظبي أن هذه مسألة تتعلق بالأمن القومي يجب التعامل معها من جانب واحد.

واعتمدت الإمارات على حجة «الأمن القومي» في عدد من القضايا التي تتباين فيها السياسة الخارجية الإماراتية والأمريكية، مثل اليمن وليبيا وقطر. منذ عام 2014، حاولت الإمارات بشكل متزايد أن تكون مكتفية بذاتها في قضايا السياسات الخارجية والأمنية.


الوقوف على الخطوط الأمامية

أثار غموض موقف إدارة ترامب تجاه إيران قلق أبو ظبي، ويبدو أن هناك إجماعاً على أنه بينما قد تكون هذه بالنسبة للولايات المتحدة لعبة سياسية ذات عواقب مباشرة قليلة، فإن الإمارات -ودول الخليج الأخرى- ستكون في الخطوط الأمامية لأي حرب محتملة في المنطقة.

وبالمثل، لم تنسق الإمارات هذه الخطوة مع الرياض، إذ تشعر أبوظبي أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يفتقر إلى الاستراتيجية في تعامله مع اليمن وإيران.

وفي حين تتعاون أبوظبي والرياض بقوة منذ عام 2015 في ملفيّ اليمن وإيران، كانت دبي تتبع دائماً نهجاً عدائياً للغاية تجاه إيران باعتبارها تمثل مشكلة لها في التجارة، وهو الأمر الذي يشكل بُعداً آخر من الصراع. إذ تُعد الإمارات هي أهم شريك تجاري لإيران في منطقة الخليج؛ مما يجعل من الصعب للغاية على أبوظبي فرض عقوبات عليها.

تعاني دبي بالفعل أشد المعاناة بسبب العقوبات الأمريكية على إيران، وتشير الأدلة إلى أن الإمارات لم تكن صارمة في تنفيذ العقوبات على منتجات المعادن والصلب والمنتجات المالية، كما أرادت واشنطن.

وتتعارض العديد من أنشطة الإمارات بشكل مباشر مع نهج عدم التسامح المطلق الذي تتبعه السعودية مع إيران. وفي حين تتسع هذه الفجوة، فإنها لا تقوض التحالف الاستراتيجي بين البلدين.


خطر الصراع

في النهاية، تخشى أبوظبي من أن المواجهة مع إيران يمكن أن تقوض كل ما بنته دولة الإمارات على مر السنوات، من حيث التجارة والعلاقات التجارية والسياحة والنفوذ السياسي، إلى جانب أن جيشها -وإن كان قوياً مقارنةً بحجمها- أضعف بكثير من الجيش الإيراني.

تعلم أبوظبي أنها لا يمكنها مواجهة إيران إلا بمساعدة الجيش الأمريكي، لكن مع تردد ترامب في ذلك، يدرك الجميع أن أبوظبي -مع لهجتها العدائية تجاه إيران في السنوات الأخيرة- تواجه أكثر مما يمكنها تحمله.