معهد “ايدسا” الهندي للأبحاث: حرب السعودية في اليمن أظهرت أنها ضعيفة داخلياً وخارجياً
نشر معهد “ايدسا” للدراسات والتحليلات الدفاعية بالهند، تقريراً (9 نوفمبر/تشرين الثاني 2016)، أشار فيه إلى أن السعودية لم تحقق أي أهداف أو مكاسب كبيرة، منذ شن الحرب على اليمن قبل عام ونصف.
وأشار المعهد إلى أن الحرب أثبتت أنها مُكلفة بالنسبة للاقتصاد السعودي، الذي يواجه أزمة مالية حقيقية جراء انخفاض أسعار النفط. معتبراً، أن إشكالية الحرب في اليمن تتمثل في أنها لم تحل الأزمة السياسية هناك، بل فاقمت الأزمة الإنسانية أكثر.
ولفت المعهد الهندي، أن السعودية، شنت الحرب في اليمن، لتحقيق هدفين على المدى القصير، وهما: إعادة حكومة هادي لصنعاء، وإجبار الحوثيين على العودة لطاولة المفاوضات، لكن القيادة الحوثية لم تنسحب من صنعاء.
واعتبر المعهد، أن غياب أي نجاح ملموس في حل الأزمة يكشف ضعف السعودية داخلياً وخارجياً، حيث تواجه سيلاً من الانتقادات الدولية جراء تسبب غارات طائرات التحالف، الذي تقوده المملكة، في مقتل المئات من المدنيين والأطفال الأبرياء.
مشيراً أن بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أيضاً، أثار مخاوفه، في عدة مناسبات، بشأن الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. وفي يونيو من هذا العام، أضافت الأمم المتحدة، المملكة العربية السعودية في قائمة الدول التي انتهكت بمنهجية حقوق الطفل، والتسبب في عدد كبير من القتلى من الأطفال اليمنيين. وفي وقت لاحق، أزيلت السعودية من القائمة تحت الضغط.
وتشير التقديرات إلى أن ضربات التحالف قتلت أكثر من 500 طفل وجرحت أكثر من 600 طفل.
وكشف المعهد الهندي، أن هناك حالة من عدم الارتياح في الداخل السعودي جراء استمرار العمل العسكري باليمن، فكثير من المواطنين السعوديين عبروا عن انتقادهم للمغامرة العسكرية، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع المملكة للبدء في حملة دعائية تروج لإنجازاتها في الحرب.
وأوضح المعهد، أنه على سبيل المثال، في 3 أكتوبر، سلطت صحيفة “الرياض”، الموالية للحكومة السعودية، الضوء على إنجازات الجيش السعودي. وجادلت الصحيفة، أن ضربات التحالف الذي تقوده السعودية لم تقوِ الحدود السعودية إلى جانب اليمن فقط، ولكن، أيضاً، تحمي الدولة اليمنية من التفكك.
وتعليقاً على ذلك يقول المعهد الهندي: “من المفارقات العجيبة، أن تدخل التحالف ساء من الوضع، حيث عدد الغارات عبر الحدود قد ازداد، بينما اليمن على أعتاب التقسيم الفعلي”.
وأضاف، أن الحرب مكنت الجماعات الإرهابية من تعزيز موقفها في الأجزاء الشرقية، وباتت تسيطر الآن على منطقة كبيرة.
واعتبر المعهد الهندي، أن المملكة تواجه مهمة صعبة جداً في اليمن، فهي لم تحقق أي نجاحات مهمة، كما أن تكلفة الحرب تزيد مالياً واستراتيجياً، فضلاً عن انسحاب الإمارات ومصر عسكرياً منها؛ بسبب زيادة تكلفتها.
وخلص المعهد البريطاني في تقريره إلى أن المملكة عليها أن تعثر على مخرج محترم من معضلة اليمن، لكن يبدو أن نهاية الصراع لا تلوح في الأفق.