ظاهرة الأرهاب في السعودية...خلفيتها..أسبابها.. وطرق معالجتها!

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1333
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بقلم: سمير عبيد: (كل الأقلام، والعقول العربية مطالبة منذ اللحظة لكي تحلل، وتكتب، وتفكر في أيجاد طريقة لمعالجة ظاهرة الأرهاب في العربية السعودية، تكون بعيدة كل البعد عن المجاملات، والمداهنات، كون الخطر أصبح حقيقيا، وربما سينتشر في جميع الدول العربية المجاورة وما حدث في مدينة النجف العراقية قبل شهرين خير دليل، خصوصا وأن أعضاء المنظمات التي تُصنف أرهابية(حسب المنطق الأميركي) أصبحوا يشعرون بالحصار، وبالتالي ستكون عمليات الأنتحار مرشحة من قبل هؤلاء... والذين لديهم أيديلوجية هي (عدم الموت ببلاش) أي لايموتون ألا يُمِيتون...لهذا لزاما أن نفكر جميعا بأيجاد الحلول، بغض النظر عن حبنا للنظام في السعودية أو كرهنا له (فهذه قضية نسبية، يجب ان تُعلّق الآن)...نحن يجب أن نفكر بنجاة المجتمع السعودي والخليجي، والوطن العربي المتلاصق ، فالنظام في السعودية قادر أن يحمي نفسه، ولكن الناس بحاجة لنا جميعا كي نفكر بحلول منطقية وبكل جرأة ومن غير مجاملة ، ولا يهم أن زعل الأمير الفلاني أو المقاول الفلاني أو الشيخ الفلاني!)

نشأة الأرهاب في السعودية

هناك سؤال كبير يطرح نفسه بشكل دائم....لماذا أميركا سبب كل الحروب في منطقتنا.. ولماذا؟، أو لماذا تكون جزء من الحروب في منطقتنا وفي جميع أرجاء المعمورة؟ وهذا السؤال يكاد يكون راسخ في الذهنية العربية، لذا لا يجب أن نقفز عليه... والجواب : ليس أن هناك(لوبي) من رؤساء شركات أنتاج السلاح في أمريكا، تضغط على الأدارات الأمريكية كي تجد مناطق توتر في العالم ومن ثم الحروب وهذا ما تعرفه النخب الواعية في الوطن العربي فحسب... بل الجواب الحقيقي أن هناك قوة هائلة جدا جدا داخل رحم الولايات المتحدة الأمريكية تزداد وتكبر بشكل مستمر، من سلاح وتكنلوجيا، وأنتاج وتجديد، وأختبار، وتجميع، لهذا أن لم تجد أمريكا مناطق تفريغ لهذه القوة الهائلة في مناطق مختلفة من العالم، سوف تنفجر داخل الرحم الأمريكي نفسه وتدمره من الداخل، لهذا تتبنى الولايات المتحدة الأميركية ستراتيجية أرسال هذه القوة الى خارج أميركا، من خلال أيجاد بؤر لحروب أو توترات أو نزاعات وغيرها، وتحت مسميات وأسباب مختلفة!... وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية، وبعض الدول العربية( في الثمانينات) أيضاً، يوم تداولت وأتفقت أن تبعد الشباب المتدين ، والمتحمس للجهاد صوب أفغانستان بحجة الجهاد ضد المد الشيوعي (الكافر) بنظرهم، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في هذه الفكرة ومشجعة لها، كون أن المملكة والدول العربية كانت تعتقد أن هؤلاء عباره عن قنبلة كبيرة وهائلة في داخل الرحم السعودي والخليجي و العربي ، وداخل رحم منطقة المصالح الأمريكية ، فيجب ابعادها قبل أن تنفجر في داخل هذه الأرحام، وتم ذلك بالفعل!. فصرفت المملكة العربية السعودية ملايين الدولارات من خزائنها لكي تقوم بتسهيل سفر هؤلاء صوب ساحة الجهاد في افغانستان وهيأت ( الأموال، وجوازات السفر، ووسائل الراحة، والنقل، والدعم الأعلامي واللوجستي وغير ذلك)...وهذا ما جاء على لسان شخصية سعودية رفيعة المستوى أستلمت أخيرا موقعا دبلوماسيا رفيعا ، وكانت قريبة جدا من هذه العملية.

لكن بعد أنتهاء فترة الجهاد ، وانسحاب الجيش الأحمر ( الروسي) من أفغانستان، أصبح هؤلاء في فترة بطالة ( قتالية) خصوصا بعد أن تركتهم الولايات المتحدة الأمريكية( كعادتها) ، والأنظمة العربية ، فتجاذبتهم المدارس الدينية السلفية، والحركات السياسية المتطرفة من ( باكستان، أفغانستان، الشيشان)فأنغمسوا في هذه الأيديولوجيات التي تؤكد على مبدأ ( أن هناك عدو في كل الظروف والأحوال فيجب اليقظة والحذر والتدريب) وتأسست نتيجة ذلك الأندفاع والشعور بالكرامة، والندامة على أستخدامهم من قبل الأميركان ومن ثم تخلّت عنهم أميركا والأنظمة العربية( حركة طالبان + تنظيم القاعدة وأخواتهما) وفي صدور الجميع حقد دفين على من سهّل مجيئهم الى تلك البراري، والجبال، ومن ثم تنكر لهم وأصبحوا يشعرون أنهم أستدرجوا لهذا المكان كي يبقوا فيه للأبد خصوصا وأن الجوازات كانت لسفرة ذات وجهة واحدة، وكذلك لديهم الحقد على من أستخدمهم وتركهم في أرض المعركة وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى من أغلق بوجوههم الحدود والمطارات عندما فكروا في العودة الى أوطانهم. وحتى الذين عادوا الى أوطانهم بطرق شرعية أو غير شرعية ، لم يخضعوا لعمليات تنظيف دماغية، وفكرية،و لم يخضعوا لبرامج أعادة تأهيل أجتماعية من قبل دولهم ، بل بقوا يشتّرون الأفكار السلفية والأنعزالية والشعور بالندم، وبالتالي تناموا وتوالدوا في رحم الدول العربية ثانية ومنها الرحم السعودي...أما ما تبقى منهم في أفغانستان أنغمسوا برسم الأيديلوجيات والأحلام الكبرى وبدأوا في تحديد وتقسيم الأعداء ، يقابله تحديد المقاتلين أو العناصر الذين يتلائمون مع كل قسم من هذه الأقسام .... فقسّموا الأمر أو المهمة الى ثلاثة أقسام:

الأول: تقوية تنظيم (حركة طالبان) وتأسيس خطا فكريا وسياسيا وأيديولوجيا لها، ومن ثم أدخالها في القاموس السياسي العالمي، وأبقاء تنظيم القاعدة ظهيرا لها... وتوزعت المهام أن يكون لطالبان الساحة الأ فغانية والباكستانية، ولتنظيم القاعدة الدول العربية وفي مقدمتها ( السعودية) والعالم في مقدمته ( أمريكا).

ثانيا: خط تنظيم القاعدة والتي كانت مهمته ضرب المصالح الأمريكية في المملكة العربية السعودية، والدول المجاورة مثل اليمن والكويت والأردن، ومعظم أعضاء هذا الخط من حملة الشهادات الأولية والذين درسوا في حلقات دينية ومذهبية ومن الأميين.

ثالثا: خط تنظيم القاعدة الآخر، والتي كانت مهمتة ضرب المصالح الأمريكية داخل أمريكا، وفي العالم أجمع، ومعظم هؤلاء من حملة الشهادات العليا ، والذين يتكلمون اللغات الأجنبية، ولديهم قابليات جسمانية جيدة، وثقافة جيدة.

رجال الدين والمناهج كانت سببا...!

ومن الأمور التي نمّت الغلو، والتطرف، والشعور أنهم المختارون من قبل الله ليكونوا سكّان الجنّة.... والذي تطور مع الزمن ليصل الى حالة أو طور ( الأرهاب) هم قسم من رجال الدين في المملكة العربية السعودية، والذين تمادوا في شرح نظريات (الجهاد) وأفرغوها من محتواها الأسلامي المقدس والمحدد بأسس معينة وبظروف معينة ، وبطرق معينة، ليجعلوها حاملة صواريخ لمجرد الأختلاف في الرأي، وتتحمل الحكومة السعودية نتيجة الخطأ، عندما أعطت هؤلاء الناس أي ( قسم كبير من رجال الدين والمشايخ) دعما حكوميا، وأعلاميا، وماديا، وسياسيا رهيبا. وكانت تظن الحكومة السعودية أنها نجحت في توازن المجتمع السعودي والذي من توازناته المسألة ( الدينية)... وتناسوا المسؤولين فيها ، أن هؤلاء يعزلوا المجتمع السعودي رويدا رويدا عن عالمه العربي والاسلامي ومن ثم الدولي، وتكوين بؤر داخل المجتمع السعودي....ولكن بعد أنكشاف خطأ هذا الأسلوب هبّت سلطات المملكة ، وبضغط دولي لضرب القواعد التي تطرفت ، أو التي في طريقها للتطرف دون المرور على وسائل الوقاية أطلاقا... ولو أعطينا مثلا بسيطا يقارب الحالة بأمكان القاريء تكوين فكرة عن سوء التصرّف... (الأم المصابة بالتدرن، لا يمكن أن تفكر أو ترغب أن تعدي طفلها أو أطفالها بالمرض نفسه، ولكن عندما لا تتوقى ، وعندما تتناسى المرض، سوف تفاجىء بمرض أطفالها بالتدرن... والحل ليس بقتل الأطفال... بل بتطبيب هؤلاء الأطفال ومن ثم العناية بهم ليكونوا أصحاء، أو يعزلوا بأماكن معزّزة مكرّمه وغنية بوسائل العلاج ، وكذلك أبعادهم عن الأم لأنها خطرا عليهم وعلى الجميع)..... لهذا أن مسألة قتل هؤلاء السعوديين لأنهم متدينون ولهم مطالب ، ولأنهم ( أرهابيون) بنظر أميركا ، هو ( الخطأ القاتل) ، لأن الأسلوب الذي أنتهجته السلطات السعودية سيجعل بقية زملاء من قتلوا أو أعتقلوا سيتشدّدون أكثر لأن القضية أصبحت لهم حياة أو موت!، وبالتالي سيتولد هناك شرخاً أجتماعيا داخل المملكة العربية السعودية، كونه مجتمعا قبليا، يتبنى مبدأ الثأر، ومبدأ نظرية الدم الغالي، ونعتقد سوف تكون مشكلة كبيرة مع مرور الزمن أن لم تعالجها الحكومة السعودية بسرعة، لأن الأحتقان واضح ولا سبيل لأنكاره أطلاقا.. وأن هناك دم يغلي في العروق، وطبيعي ستتوجه البندقية نحو السعودي الذي يمثل الحكومة بعد أن بدأ الأميركان بالرحيل أو الأبتعاد عن مدى بنادق هؤلاء!!..... لذا لزاما على الحكومة السعودية وحتى الحكومات الخليجية التي لها خيوط من هذه المعضلة ... أن تنكفأ للداخل فترة من الزمن، لكي تعالج همومها ومشاكلها بروية وبحكمة، يصاحبها رفع الأصبع عن الزناد فورا من جانب الحكومات، مع أعطاء عفو فوري وبضمان قادة القبائل ، ورجال الدين الى هؤلاء المختبئين كي يسلموا أنفسهم الى رؤساء القبائل أو الى رجال الدين التقاة ومن ثم الى الدولة كي يتم أرسالهم الى مراكز للأصلاح ، والنقاهة، ودروس في الوطنية، والحرية والشفافية، مع تهيئة فرص عمل لهؤلاء ، وأعتذار من الدولة الأم لأنها تتحمل جزء من الخطيئة!، وياحبذا لو تتكرم الحكومة السعودية بتخصيص مجمعات سكنية جاهزة لغرض تزويجهم والعناية بهم، وهناك واجب كبير على رجال الدين أن يقوموا بدورهم في تشجيع هؤلاء على تكوين الأسرة السعيدة ، من خلال الدعم المادي والمعنوي.

المناهج المحشّوة..!!

الأمر الآخر الذي سبّب الغلو والذي تطور وتطور ليتحول الى أرهابا ،هي ( المناهج الدراسية السعودية) والتي أغلبها بحاجة الى نظرة تربوية سريعة ومن قبل خبراء متخصصين، وبحاجة الى تنقيح وترتيب لكي تتلائم هذه المناهج مع الواقع المعاش ، وتتماشى مع المتغيرات الأجتماعية والسياسية والفكرية التي حدثت وتحدث في العالم...وهنا نحن لا نقول (غيروا الآيات، والقرآن) معاذ الله، علماً أن مسألة حفظ القرآن الكريم أوكلها الله تعالى لنفسه ، ولا يحتاج الى شخص أو جماعة تحمي كتاب الله، لأن الباري عز وجّل كان يعرف جميع المتغيرات التي تحدث في المستقبل، ومنها ضعف أيماننا وفرقتنا التي نعيشها اليوم ،لهذا لم يوكل حماية القرآن لنا ، وهناك اشارة صريحة بذلك، لذا ليس هناك داع لحشر مسألة (القرآن المجيد) في قضية تنقيح وتنظيف المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية والدول الأخرى// لكن بشرط أن تتم من قبل لجان عربية ومسلمة ومعتدلة//. الغريبة السلطات السعودية لم تتقاعس أبدا في أستعمال المروحيات، والرشاشات، والكمائن، وخراطيم المياه، لكي تقتل ما يسمى بالأرهابيين ومن ثم تروع المواطنين الأبرياء الذين سوء حظهم ساق هؤلاء الهاربين أن يحتموا ببيوتهم وأحيائهم في الرياض وغير الرياض، ولكنها تتقاعس ، وتخجل من البت في عملية تنظيف المناهج الدراسية من مظاهر الغلو، والتطرف، والتمذهب الأعمى.....نعم على حكومة المملكة، ورجال الدين المتنورين ، وأصحاب الفكر والعلم أن يقوموا بمهمتهم فورا، لكي يحموا الأجيال الناشئة من الوقوع بنفس الخطأ ، وبالتالي يرفعوا فتيل بل فتائل كثيرة كامنة وراء هذا الموضوع.

الأرهاب جاء من تحت عباءة الدكتاتوريات

هناك منطق أصبح يتداول في معظم مراكز البحوث الأمريكية، والأوربية، على أن ظاهرة الأرهاب جاءت من تحت عباءة الأنظمة الديكتاتورية، والأنظمة ذات النمط السياسي الواحد والذي يرفض التجديد، أو يخاف التجديد، ويضربون مثلا على الأول بنظام صدام حسين، ونظام حكم الجنرالات في الجزائر وغيرها، ويضربون مثلا للثاني بنظام الحكم في العربية السعودية وبشكل علني ولا داعي أن نجامل في هذا، لهذا تبنت الولايات المتحدة الأمريكية ستراتيجية أزالة الأنظمة الديكتاتورية ، مع تقولب الأنظمة الخائفة من التغيير أو ترتيبها ، ولقد قال وزير الخارجية الأميركية في الأسبوع الأول من الحرب على العراق ( جئنا لنغير نظام صدام حسين ونرتب المنطقة من جديد!!)، وذلك من خلال أسلوب الترغيب والترهيب، والأتهام والتهويل، لهذا ترى الولايات المتحدة الأمريكية بدأت ستراتيجيتها في العراق، ليس من أجل النفط كما يشاع( لأن العراق عليه مديونية 420 مليار دولار/ و لو شُغّل النفط بجميع طاقته ولمدة ثمانية أعوام لم يستطع العراق فك هذه الديون)، ولو تريد أمريكا النفط لما سحبت جيوشها من المملكة العربية السعودية، ولكن القضية هي رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، تعتمد على ستراتيجية المكان قبل الأقتصاد هذه المرّه، مع وجود حارس أمين يمنع نزوات ( الجنرالات) هو الديموقراطية ، وتداول السلطة سلميا، وتعتقد أمريكا بذلك أنها تلامس مشاعر الشعوب العربية، وتعتقد أنها تلبي أماني الشعوب العربية، لهذا أرتأت أمريكا أن مصالحها تتحقق هذه المره مع الديموقراطية ، وأن ستراتيجية دعم الديكتاتوريات التي صاحبت الحرب البارده وبعيدها قد أنتهت.... وبهذا نرى أن السياسة الأمريكية تختلف عن السياسة العربية، كونها سياسة عملية وواقعية جدا، كونها تراعي المصالح دون خجل، ولو فسرنا هذا التكتيك أو هذا النمط سوف نراه تقرّه كل الاديان، والمدارس الأخلاقية، ويسمى في الأسلام سياسة ( سد باب الذرائع)...فلماذا المملكة أو غيرها لا تنتهج هذا المبدأ مع شعبها ، وعلاقاتها وتستند على قاعدة اسلامية ناضجه جدا وهي ( لا ضرر ولا ضرار في الأ سلام) وتقنع أمريكا، وغير أمريكا بهذا المبدأ، وتبتعد عن التهمة التي يكيلها المواطن السعودي لحكومته وهي ان الحكومة السعودية ( دائما تريد أرضاء أمريكا فقط دون سماعنا!).... أن سياسة الهروب من الحلول الوطنية والتي تتبعها أغلب الدول العربية هي السبب الحقيقي في أزدياد النقمة في النفوس العربية، والسبب الآخر هي ظاهرة التجامل مع الدول الكبرى على حساب مسميات وثوابت وطنية، وهنا نسوق مثلا بسيطا يعطي أعادة النظر بالقضاء السعودي، وبالعدل السعودي، وبالوطنية والحرص السعودين:

بالوقت الذي يُطارد قسم من المنحرفين السعوديين من قبل السلطات السعودية، كي تزجهم في السجن أو تقتلهم، يتم الأفراج عن مواطنيين ( بريطانيين) كانوا في السجن السعودي، معترفين بعمليات تفجير، وتخريب، وهناك محاضر مسجّلة بأعترافاتهم...ما معنى هذا؟.. هل هو الكيل بمكيالين؟ أم أنها أستهانة بالمواطن السعودي!؟... أن هكذا تصرف يجعل المواطن السعودي يعيد النظر بنزاهة القضاء السعودي، ومن ثم يقلل أحترامه الى حكومته، كون هذا الفعل يندرج تحت أن الحكومة السعودية خائفة، ولا تكترث لمواطنيها ،بل تفضل مواطنين غرباء على حساب أبناء الشعب السعودي... علما أن القانون الحقيقي يتيح للشعب السعودي أن يعترض على عملية أطلاق سراح المواطنين البريطانيين، كون هؤلاء قاموا بعمليات تفجير ومشاكل داخل بيت كل سعودي وهو وطنهم ( السعودية)، فلابد أذن أن ينهوا محكوميتهم والتي لابد من عدم تسييسها لأغراض قصيرة المدى. ومن جهة أخرى جاء توقيت أطلاق سراح هؤلاء في زمن خطير وسيء للغاية...يا ترى هل الحكومة السعودية في حالة تخبط؟...نحن لا نتمنى هذا....لهذا لزاما علينا جميعا أن نمسك الخيمه مع أخواننا السعوديين ونثبّت أوتادها، ونعيد من هام، ومن تشرد، ومن عصى ، ومن تمرض بالجريمة الى جادة الصواب، ومن ثم الى تلك الخيمة،دون التضحية بفرد من هؤلاء... وعندما يُعطى العفو يجب أن يُعطى للسعودي أيضا.

لا علاج غير الحوار....

فليبتعد كل صاحب قرار داخل الحكومة السعودية من نظرية ( عدم التنازل)، القضية ليس (قتيل وديّة) أو ( قطعة أرض متنازع عليها) ، أن القضية تهم وطن، وشعب، وتاريخ أجيال، و مستقبل لبلد وشعب... القضية سياسية واجتماعية وأخلاقية، لهذا يجب أن تُسمى الأشياء بأسمائها دون أبطاء ، أو تقاعس أو تهاون ، أو مجاملة.......، فبدلا أن يصل فتيل الحريق لجميع الخيام، يجب أن نعزله ونختصره على خيمة أو خيمتين، ولكن ليس بمبدأ قتل مافي الخيمتين، أو تضحية الجزء في سبيل الكل.... لا بل أنقاذ مافي الخيمتين جهد الأمكان مع القبول بالخسائر التي تكون خارج الأرادة، بهذا سيلتف حولنا جميع مافي الخيام الأخرى، ولكن لو قبلنا بمبدأ قتل مافي الخيمتين، سيكون ضدنا معظم من في الخيام الأخرى، ونعطي لهؤلاء الفرصة كي يقوموا بتأويلاتهم ضدنا، وأقلها تهمة الجبن وعدم الأكتراث لأرواح البشر. وهو مثل تقريبي لوضع المملكة المعقد جدا، والذي لا تحل معضلته الا بقرارات جريئة وليس خجولة هدفها الحوار الداخلي الداخلي، مع أشراك كل أطياف المملكة في هذا الحوار وفي مقدمتهم ( المرأة، والشباب)... كذلك يجب أن يكون هنالك أنتباه الى التنمية الداخلية والتي عنصر نجاحها البشر.... نعم هناك تقصير كبير أتجاه المواطن في العربية السعودية.... لقد صعق كثير من الناس يوم شاهدوا ومن خلال شاشة التلفاز بيوت طينية شبه مهدمة في الرياض، عندما قام ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز في زيارة لعائلات وأحياء سكنية قبل فترة من الزمن، وأني رأيت هناك بيوت في المملكة بنيت من الصفائح وشاهدتها بعيني.... هل هذا جائز؟...دولة رائده في المجال الأقتصادي، ورائده في ثقلها الدولي تغفل عن مواطنيها بهذه الدرجة... بأي حق يغرف (9000) آلاف أمير سعودي من الدرجة الأولى عدا الأمراء من الدرجة الثانية والذين يفوقون هذا العدد من خزينة الدولة وهناك أحياء طينية في العاصمة الرياض!!!!؟... لماذا لايقوم رجال الأعمال السعوديين بواجبهم الوطني والأخلاقي؟.. فبدلا من تخزين أموالهم في بنوك العالم،و في بنوك الولايات المتحدة الأمريكية...أن يقوموا بتشغيل المصانع، والمعامل، وبناء المجمعات السكنية في داخل المملكة، لكي يساعدوا الدولة ، ومن ثم المواطن السعودي...ما هذه الأنانية؟...مليارات الدولارات يتم الشراكه بها مع ( مايكل جاكسون ) وغيره، ومليارات حُجزت في أمريكا بحجة الشك بأصحابها، ومليارات تُشترى بها المنتجعات العالمية، والفنادق الخيالية، وأسهم في ديزني، والمشاركة مع مايكل جاكسون، وأدارة شركات هز البطن والأرداف ، والهشك بيشك،..... و قسم من الشعب السعودي يعيش في بيوت من الطين والصفيح!!!.... هؤلاء هم الذين يجب أن تُسحب منهم الجنسية السعودية فورا! وهؤلاء هم الذين شطروا المجتمع السعودي الى أشطار... وهؤلاء لابد وأن يحاسبون كونهم يزيدوا في الفجوة بين المواطن السعودي وحكومته، وهم سبب من أسباب تطرف المواطن السعودي عندما يشعر أنه من الدرجة العشرين ومجرد ( نملة) في ركن من أركان السعودية!!، لذا لزاما على هؤلاء والحكومة السعودية أن تقوم بأنشاء ورش الحوار والتجديد في جميع مدن المملكة، مع أنشاء وسائل الترفيه للشباب السعودي، ودراسة الخارطة السكانية للمجتمع السعودي وذلك للوقوف على المشاكل وايجاد الحلول لها فورا، وليعلم الجميع أن السعودية ما أن تنتهي من كماشة، حتى تأتي اليها الأخرى، فاليوم ظاهرة الأرهاب، وغدا المطالبة بالديموقراطية خصوصا وأن تداعيات العراق قادمه اليها لا محال... ومن يعرف التاريخ يفهم التأثير العراقي داخل المجتمع السعودي والخليجي...لذا لزاما النهوص بخطوات في هذا الأتجاه قبل أن تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، وبالقوة، وبسياسة ( البسطال) كما حاصل في العراق.... يجب الأبتعاد عن الأخطاء التي وقع بها( صدام حسين ونظامه) ( وهو ليس من باب التشبيه حتى لا يتحامل علينا السعوديون، ولكن من باب الأصرار على الخطأ، وأعتماد المبدأ القبلي، الذي أوصل العراق والوطن العربي لهذا الحال!). وهذه الدراسة البسيطة قد تشمل دول خليجية أخرى.... ونتمنى أن تتشجع صحافتنا وتنشر هكذا دراسات ليس الغاية منها التشهير أو نشر الغسيل ( لا ولله) بل الغاية منها التشخيص والتشجيع على الحل، ولتكن الصحافة جريئة في تقديم المشاكل وحلولها لتكون أمام المسؤول العربي والخليجي.... وهنا أن نجحت الصحافة فلها حسنتان وأن فشلت فلها حسنة.... ولكن أن أحجمت عن النشر فلاحسنة لها!.

                                                           خاص بعرب تايمز