الازمة السعودية الليبية تتفاقم، والصحف تتبادل الشتائم
طرابلس: ردت الصحف الليبية بعنف الجمعة على قرار المملكة العربية السعودية استدعاء سفيرها في طرابلس وابعاد السفير الليبي من الرياض واصفة السعودية بانها "مملكة للظلام" يحكمها "ابو جهل".
وكتبت صحيفة "الجماهيرية" الحكومية في افتتاحية بعنوان "مملكة الكوميديا السوداء" ان المملكة العربية السعودية "يمكن ان تكون افضل سفير لعصر ما قبل القرون الوسطى".
وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اعلن الاربعاء سحب سفير السعودية من ليبيا وتوجيه مذكرة الى السفير الليبي في الرياض لمغادرة المملكة.
واوضح الوزير "ان الموضوع يتعلق بالمؤامرة الليبية التي تعرضت لها المملكة" في اشارة الى اتهام ليبيا بالتورط في مؤامرة لاغتيال ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز الذي يتولى ادارة شؤون المملكة.
واضافت صحيفة "الجماهيرية" "ما زال ابو جهل (الاسرة الحاكمة) يصدر احكامه في شؤون الحياة في السعودية ويمنع المرأة حتى من قيادة المركبات".
اما صحيفة "الزحف الاخضر" فوصفت السعودية بانها "مملكة متورمة" ونشرت مقالا يصف الفارق بين حياة المواطن السعودي و"حياة الترف التي يعيشها افراد العائلة المالكة المارقة".
وكتبت الصحف السعودية الخميس ان قرار طرد السفير الليبي من الرياض لاتهام طرابلس بالتورط في محاولة اغتيال ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز، جاء متاخرا ووصفت النظام الليبي "بالارعن" وزعيمه "بالمجنون".
وكتبت صحيفة "عكاظ" في افتتاحيتها "يبدو اننا تاخرنا كثيرا في اتخاذ قرار كهذا".
واضافت "ان طلب مغادرة السفير الليبي كان يجب ان يتخذ منذ 21 عاما وبالتحديد منذ جريمة التفجيرات التي قدمتها الينا طائراته كهدية الى حجاج بيت الله الحرام" في اشارة الى اتهام النظام الليبي بالوقوف وراء تحميل قذائف على متن طائرة حكومية متجهة الى المملكة العربية السعودية عام 1983.
واضافت عكاظ "لكننا وبعد صبر طويل، وتحمل كل حماقات النظام الليبي الارعن اصبح من اوجب الواجبات علينا ان نقول له قف. لان تصرفاتك الخرقاء لم تعد تحتمل".
ومن جانبها وصفت صحيفة "الوطن" السعودية الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بانه "مجنون" وقالت "ان التسلط يظل العنوان الاكثر بروزا في مرحلة حكم القذافي لليبيا، غير ان ذلك لا ينفي وجود عناوين اخرى مكملة ابرزها القمع واهدار الموارد والتقلب السياسي والفكري الذي يصل-على ما ذهب اليه كثيرون- الى حد الجنون"،
واضافت "ولان احدا لم يهتم به وبافكاره طول 35 عاما ، لم يجد الرجل امامه سوى الشعب الليبي كي يمارس عليه دور المفكر والمنظر والفيلسوف والنتيجة كارثة لا اول لها ولا آخر".
وكانت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية اكدت في حزيران / يونيو الماضي ان ليبيا جندت اربعة سعوديين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة لاغتيال ولي العهد السعودي.
وقبلها اكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ان القذافي خطط عام 2003 لاغتيال ولي العهد السعودي واوضحت ان السعودية تعتقل العقيد محمد اسماعيل الذي قالت انه ضابط مخابرات ليبي اعترف بانه كان القائد العملي للمؤامرة.
وقد نفت طرابلس هذه الاتهامات مؤكدة انها من فعل "عناصر معادية لليبيا" تسعى الى تسميم العلاقات بينها وبين السعودية. واعربت وزارة الخارجية الليبية في بيان عن "استغرابها الشديد" لتصريحات الامير سعود الفيصل مؤكدة "لم يحدث شيء بين البلدين يستوجب ذلك".
يشار الى ان العلاقات السعودية الليبية كانت شهدت ازمة اخرى في اذار / مارس 2003 بعد مشادة وقعت بين القذافي والامير عبد الله خلال القمة العربية في شرم الشيخ قامت بعدها طرابلس بسحب سفيرها في الرياض.
ومنذ تولى القذافي السلطة في طرابلس عام 1969 شهدت العلاقات بين ليبيا والسعودية العديد من التقلبات الا انها تحسنت اثر وساطة سعودية جنوب افريقية اتاحت لليبيا الحصول في نيسان / ابريل 1999 على تعليق العقوبات الدولية التي فرضت عليها لدورها المفترض في حادث لوكربي.
من ناحيته اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه اجرى اتصالات مكثفة مع وزيري خارجية المملكة العربية السعودية وليبيا وعدد من الوزراء العرب للعمل على "احتواء" الازمة بين طرابلس والرياض.
ميدل ايست اونلاين 28 / 12 / 2004