قناة “العربية” ودرب التصهين: توجه مغيّب فضحه 7 أكتوبر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 118
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

بدراية تظهر للأعمى، تمضي قناتي “العربية” و”الحدث” على درب التطبيع والتصهين. تبنّت القنوات السعودية ومطبخها الإخباري منذ ما قبل السابع من أكتوبر، سياسة واضحة تقضي بتشويه صورة المقاومة الفلسطينية “حماس” وغيرها من فصائل المقاومة، إلا أن عملية “طوفان الأقصى”فتحت المجال واسعا أمام حملات التشويه والإدانة لفعل المقاومة واعتباره ضربا لمقومات الحياة الفلسطينية وإهدارا للدم الفلسطيني وكسرا لـ”مسار السلام” و”حلّ الدولتين”. ومع غياب أي أفق للمفاوضات الحالية، وتعنّت الجانب الإسرائيلي في مطالبه، والحملة العسكرية الشعواء على الضفة الغربية، لم تتراجع تغطية قناة “العربية” و”الحدث” قيد أُنملة عن سياسة التجييش ضد المقاومة وتبني رواية الاحتلال الصهيوني. لم تكن استضافة المتحدث باسم الجيش الصهيوني دانيال هاغاري، الاستقبال الأول للقناة السعودية لشخصية إسرائيلية، بل سبق وأن استضافت القناة أفيخاي أدرعي وهو رئيس وحدة قسم الإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي، وكذا أطلّ المتحدّث السابق باسم حكومة الكيان، إيلون ليفي، على شاشتها وعلّق على منصة “إكس” قبل المقابلة قائلاً: “أنا على وشك الظهور على التلفزيون السعودي، وتغطيتهم أكثر إنصافاً من عدد من وسائل الإعلام الغربية”. لم تكفِ هذه الشهادة الإسرائيلية لقناة “العربية” فقد نشرت صحيفة “هآرتس” مقالًا تحت عنوان “ثورة قناة العربية”. صفق المقال للـ”العربية”، واصفاً إيّاها بأنّها “بديلة للأصوات المناهضة لإسرائيل في وسائل الإعلام العربية”، و”ناطقة بلسان وليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان”. وأشار أيضًا إلى “تعاون إسرائيل في نقل الرسائل إلى القناة”. وأضاف: “هذا جزء من القصّة العظيمة لقناة “العربية”، التي تناضل من أجل تشكيل الوعي الجماعي في دول الخليج، ولا تتورّع عن عرض سياسات الجانب الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن القناة أجرت في شباط/فبراير مقابلة مع تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السابق، تناولت آفاق التطبيع في المنطقة، علاوة على ذلك، قامت باستضافة حادة لرئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، بعد عملية طوفان الأقصى، وطرحت عليه أسئلة لا تطرح في العالم العربي، ومنها التساؤل حول “إمكانية الاعتذار للمدنيين الإسرائيليين عن الهجوم”. وفي تصريح لـ”مرآة الجزيرة” اعتبر القيادي في حركة حماس محمود المرداوي أن “قناة العربية ناصبت المقاومة الفلسطينية، في الآونة الأخيرة، العداء. وتقاطع توجهها مع رواية ورؤية الاحتلال، فباتت تسابق وتتبنى موقف الاحتلال، وتبتعد عن موقف المقاومة، بل تشوهه”. ولفت إلى أن القناتين لطالما توجها ” إلى قيادة حماس بطلبات إجراء مقابلات وجرى رفض طلبهما، وفي الحالات التي وافق فيها عدد من القيادات بالظهور بشروط، اتضح لهم أنهم ارتكبوا خطأ بذلك”. وبرر المرداوي ذلك بالقول “إن مجرد الظهور على قناة “العربية” و”الحدث” تعطي القناتين شرعية، وتدخل آراءها المعادية للشعب الفلسطيني ومستقبله وحريته موضع المقارنة”. واعتبر السياسي الفلسطيني أن “العربية” والحدث” تستغل “ظهور القيادي الفلسطيني على شاشتها لتمرير العديد من المعلومات المشوّهة وغير الصحيحة لتبدو متناسقة مع الرواية الصهيونية ومواقف الناطق باسم الجيش الصهيوني”. ولفت إلى أن “كلّ التسميات التي تتبناها كمصدر للمعلومة كالقول بأن مصدر أمني أفاد بذلك أو مصدر سياسي قال ذلك، ليست إلّا مصادر إسرائيلية خاصة بالقناة”. وأردف المرداوي قائلا “إن قناة “العربية” و”الحدث”، قامت وستقوم بمعاداة الشعب الفلسطيني وبالوقوف بوجه آماله والتصدي لحريته.  ولا يمكن لأي متابع أن يفهم دور قناة العربية السعودية ومحدداتها الإعلامية إلّا في السياق الوارد”. وأكد أن محاولات القنوات السعودية للظهور “بغير هذا التوصيف والتصنيف تفشل وتسقط أمام المعطيات وحجم ساعات البث المعادي والمسمومة للقناتين والموجهة للرأي العام العربي والإسلامي والغربي”. وأوضح “تقوم “العربية” بزعزعة ثقة الجمهور الفلسطيني من خلال محاولات فاشلة بتبني وجهات نظر محدودة أو ردات فعل لحظية وفطرية من أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة ما يعيشونه ويكابدونه فتعممها على مجمل المشهد في قطاع غزة وتتبناها بوصفها “الرأي العام في القطاع”. وشدّد على أن تغطية قناتي “العربية” و”الحدث” للحرب على غزة هي تغطية “مجتزأة، انتقائية وهادفة لاستهداف المقاومة الفلسطينية وتبني الرواية الصهيونية للحرب بكل أسف”. يذكر أن القناة كانت قد سوّقت لكذبة، نهاية أبريل الماضي، أكدت فيها على خروج بعض قادة حماس من غزة إلى القاهرة، الأمر الذي نفاه حينها الناطق باسم الحركة جهاد طه. حرب إعلامية ضد قوى المقاومة إلى ذلك، أبدت القوى الوطنية والإسلامية في غزة استنكارها من السياسة التي تتبعها قناتَيْ “العربية” و”الحدث”، وهي السياسة التي حوّلت القناتين إلى ناطقتَين باسم الاحتلال الصهيوني. واكدت في بيان أن القناتَين تُمعنان ليس فقط في نقل السردية الصهيونية وتبرير جرائم الاحتلال، بل تُعلنان أيضاً حرباً إعلامية على جميع قوى المقاومة منذ بداية الحرب على غزة، لدرجة أن صحيفة هآرتس الصهيونية علّقت مراراً على “أهمية” قناة “العربية” بالنسبة للكيان. ودعا بيان القوى الوطنية والإسلامية في غزة “جميع المشاهدين الفلسطينيين والعرب في كل مكان؛ وكذلك الشخصيات السياسية والنشطاء والإعلاميين والمحللين السياسيين لمقاطعة هاتين القناتَين الساعيتَين لتشويه الوعي الجمعي العام في العالم العربي عبر بروباغندا نفسية يتم صياغتها بأيادي صهيونية.” “طوفان الأقصى”: مفصلٌ فضّ الاشتباهات يوم السابع من أكتوبر، كشف حقيقة موقف محمد بن سلمان من عملية حركة “حماس” عموما، ومن القضية الفلسطينية خصوصا. إذ لم تكشف “طوفان الأقصى” استعداد النظام السعودي للتطبيع مع الكيان وثقل القضية على خطابه السياسي ومتوالية مشاريعه، بل أجبرت عملية السابع من أكتوبر وما تلاها من حرب إبادة صهيونية على الشعب الفلسطيني، فئة واسعة من الشعوب العربية ومعها الفلسطينية على الإبصار، وإبعاد غباشة الأوهام التي ساقها آل سعود وماكينتهم الإعلامية طوال العقود الماضية . في هذه الحرب، لم تُنكِس “السعودية” أعلام المهرجانات الغنائية والراقصة، ولم تسمح برفع الدعاء نصرة لأهالي غزة، بل اعتقلت كل من تجرأ بفعل ذلك. في هذه الحرب، اتهمت “حماس” بـ”الإرهاب” وحمّلتها مسؤولية دماء المسلمين في القطاع . في هذا الحرب، تمادى النظام السعودي ومن ورائه ماكينته الإعلامية في الهوان والخذلان ولا رادع.