لقاء سري بين رئيس أركان الاحتلال ونظيره السعودي: صك براءة حضوري من بيانات الإدانة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 87
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

فيما المذبحة ما تزال دائرة في غزة، وفيما ملوك وأمراء البيانات يكتبون على مضض إدانات للمجازر التي تُتركب بحق أبرياء غزة، تستكمل الدول المطبعة علانية وخفاءً تقديم صكوك الولاء إلى أولياء “نعمتهم” من الأميركان والصهاينة، في آخر صيحات الخذلان اجتمعوا مع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي في القاعدة الأميركية الأكبر في المنطقة “البحرين” ليتباحثوا معه فرص الدعم والتذلل التي يمكنهم تقديمها كصك براءة من بطولات المقاومين في الجبهات من غزة إلى اليمن فلبنان والعراق، والبحرين مؤخرا. الاجتماع الذي حصل بين رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي مع نظرائه من “السعودية” والإمارات والبحرين والأردن ومصر، تحت رعاية قائد القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” الجنرال إريك كوريلا، “كشفه” موقع أكسيوس الأميركي من مصدرين مطلعين على حيثيات الاجتماع. أكسيوس قال أن الاجتماع جرى “بعيدا عن الأضواء ودون الإعلان عن اللقاء ​​بسبب الحساسيات السياسية الإقليمية المتعلقة بالحرب” على غزة، وقد نوقش خلال “التعاون الأمني ​​الإقليمي” لهذه الدول مع كيان الاحتلال الاسرائيلي وكأنها تبدو محاولة للتعويض عن اللهجة التي قد تُعدّ حادّة في بيانات هؤلاء التي يضطرون على تسطيرها حفاظا على الصورة الكبرى التي يعمولن على إقناع شعوبهم بها، أنهم ليسوا بالفعل ضد الصهاينة لكنهم في الوقت نفسه يقفون إلى جانب الحق الفلسطيني. الحضور السعودي كان يشكّل دخيلا بين الدول الأخرى التي حضر قادة جيشوها الاجتماع؛ نظرا لكونها الوحيدة التي لم تُعلن عن إقامة علاقات رسمية مع الاحتلال، لكنها في الواقع ذهبت بعيدا جدا به. في الوقت عينه كان سيكون مستغربا في حال غاب اسمها عن هكذا “سكوب” –سبق صحفي- لأن دورها فاعلا جدا في صد أي هجمات كانت تمر فوق محيطها الجوي في طريقها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء أكانت قادمة من اليمن أو إيران أو العراق. ذكر التقرير أن اللقاء يعتبر “إشارة للتاكيد على أن الحوار العسكري والتعاون بين إسرائيل وهذه الدول العربية مستمر تحت مظلة القيادة المركزية للجيش الأميركي، على الرغم من الانتقادات العلنية والإدانات شديدة اللهجة التي تصدر عن هذه الدول ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة”. مسؤولون أميركيون قالوا أن التعاون مع إسرائيل ودول عربية بالمنطقة مكّن من جمع معلومات استخباراتية حول الهجوم وتوفير إنذار مبكر من المسيرات والصواريخ. وأضافوا أن هذا التعاون يشمل أيضًا المشاركة الفعالة للأردن والسعودية في اعتراض الصواريخ والمسيرات التي تطلق من إيران والعراق واليمن باتجاه إسرائيل، وتمر عبر مجالهما الجوي. هذا الدور بالفعل كان قد شكّل أحد تجليّات المراحل المتقدمة من وقاحة الحكام العرب في استعراض “تعاونهم” مع كيان الاحتلال، خاصة في صدهم الصواريخ المتجهة من إيران إلى الكيان في النصف الثاني من شهر أبريل الفائت. ونقلت مصادر إعلامية حينها أن السعودية قامت بتزويد إسرائيل بمعلومات استخباراتية حيوية حول النوايا الإيرانية حتى تتمكن إسرائيل من الاستعداد للهجوم. كما نُقل عن مسؤولين سعوديين ومصريين أنه بعد عملية اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي ومسارعة طهران للتعهد بالرد، بدأ كبار المسؤولين الأمريكيين في الضغط على الحكومات العربية لتبادل المعلومات الاستخبارية بشأن خطط إيران لضرب إسرائيل والمساعدة في اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تطلق من إيران ودول أخرى باتجاه إسرائيل. بالطبع وكما جرت العادة ترى الدول المطبعة و”السعودية” أنها غير معنية بنفي هكذا أخبار، ولعل فضحها إنما يشي بمساعي أميركية لابتزاز محمد بن سلمان وإجباره على الإسراع في الصفقة مع تقليص الشروط المتعلقة بالجانب الفلسطيني أو حتى الداخلي السعودي. وهذا “الإجبار” ما كان ليكون لولا طوفان الأقصى والإحراج السعودي الذي تلاه من الرأي العام العربي والإسلامي، لأن هكذا إقبال على التطبيع في هكذا ظروف يُسال فيها الدم الفلسطيني قد يكون كفيلاً بجعل قصد مكة طلبا للحج القائمة تحت حكم أبناء سعود، كالحجّ إلى ديار الشيطان. ما يُقدم عليه “النظام” السعودي المنافي جملة وتفصيلا لواقع المشاعر العميقة لشعب الجزيرة العربية تجاه القضية العربية الأولى والإبادة الجماعية الدائرة في غزة، لا يعبّر إلا عن الإحباط والتخبط الذي يعيشه هذا “النظام”، عدم اليقين من الولاء الشعبي ليس بالحالة النادرة لكنها في “السعودية” اليوم تشكّل تحدّيا حقيقيا له. وهو القائم بين مقصلة الابتزاز الأميركي لتنفيذ مخططاته دون أي مواربة وبين سندان الشعب الذييكاد ينفجر في وجه سلطته؛ وهو مكبّل الفوه والقبضة عن رفض التذلل المفضوح لبلاده لكيانات الاحتلال طورا، وعن الكسر المتنامي للضوابط الدينية والاجتماعية التي يشرف عليها ابن سلمان وبوطقته، طورا آخر.

/