ألمانيا تعلن استئناف تصدير الأسلحة إلى السعودية.. ما أسباب تغير موقف برلين؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 670
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، الأربعاء، إن برلين وافقت على تسليم 150 صاروخ جو-جو من طراز "إيريس-تي" إلى السعودية لتستأنف بذلك صادرات الأسلحة إلى المملكة والتي كانت محظورة منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.

وأجاز مجلس الأمن الاتحادي الألماني الصفقة في ديسمبر/كانون الأول، وفقا لوثيقة من وزارة الاقتصاد قالت وكالة "رويترز" إنها اطلعت عليها.

ما هي صواريخ "إيريس-تي"؟

وصاروخ "إيريس- تي" هو صاروخ جو-جو، قصير المدى، مجهز بمستشعر يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ومحرك محسّن للقتال الجوي، يمكنه الاشتباك مع أي هدف.

يتميز صاروخ IRIS-T بقدرة فائقة على المناورة وإطلاق النار، إذ أن نطاقه ودقة إصابته أعلى وفعالية الرأس الحربي لديه أكثر فعالية من سابقيه.

وأنتج الصاروخ "إيريس- تي" من قبل شركة Diehl Defense، وهو قادر على الاشتباك حتى مع الأهداف الموجودة خلف الآلية التي تحمله.

ويأتي التطور الجديد بعد أيام قليلة من إعلان وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك استعداد بلادها للسماح بمبيعات جديدة لمقاتلات من طراز "يوروفايتر" إلى السعودية.

وقالت بيربوك للصحافة، خلال زيارتها إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، الأحد الماضي، إن الحكومة الفدرالية الألمانية "لا تُعارض" بيع مزيد من مقاتلات يوروفايتر للسعودية، مشددة على دور الرياض البنّاء في الأزمة الأمنية التي تشهدها المنطقة منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وتابعت أن "السعودية تسهم بصورة حاسمة في أمن إسرائيل، حتى في هذه الأيام، وهي تساعد في احتواء خطر اندلاع" نزاع إقليمي، مشيرة إلى إسقاط المملكة صواريخ حوثية كانت متجهة لكيان الاحتلال خلال الأسابيع الماضية.

والإثنين، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار أولاف شولتس لن يقف في طريق تسليم المزيد من طائرات يوروفايتر إلى السعودية، مكررا تصريحات بيربوك.

ما سبب تجميد بيع الأسلحة الألمانية إلى السعودية لسنوات؟

عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، في قنصلية بلاده في إسطنبول، وهو الاغتيال الذي أشير بأصابع الاتهام فيه إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قررت ألمانيا وقف تصدير الأسلحة للسعودية.

وعرقل "الحظر" الألماني على السعودية طلبية كبيرة لشراء 48 طائرة يوروفايتر تايفون تم توقيعها في لندن خلال زيارة لولي العهد السعودي،  محمد بن سلمان، وهو ما يثير منذ سنوات عدة أعوام غضب شركائها البريطانيين والفرنسيين.

وتقود المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا برنامج "يوروفايتر" الذي يجمع شركات مُصنّعة هي "بي إيه إي سيستمز" و"إيرباص" و"ليوناردو".

كما جاءت حرب اليمن لتزيد الموقف الألماني تشددا، بعد تقاير عن جرائم حرب ارتكبتها القوات الجوية السعودية هناك، وتسبب تلك الحرب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ولكن التغير الذي حصل خلال الفترة المنصرمة في الصراع اليمني، وانسحاب السعودية التدريجي من الصراع، وصولا إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم تمديده أكثر من مرة، أزاح هذا السبب من قائمة أسباب رفض الصفقة، حيث ضغطت الحكومة البريطانية على برلين لتغيير موقفها.

التطبيع السعودي الإسرائيلي

ويقول مراقبون إن التقارب الأخير بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي قد دفعت صناع القرار في ألمانيا للنظر إلى السعودية على أنها عامل استقرار في المنطقة، وفقا لـ"دويتش فيله" الألمانية.

وقد أشارت وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك إلى أن السعودية وإسرائيل "لم تتخليا عن سياسة التطبيع"، بعد هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مضيفة "واقع أنّ السعودية باتت تعترض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على إسرائيل يؤكد هذا، ونحن ممتنون لذلك".

وتابعت أن استخدام القوات الجوية السعودية أيضا مقاتلات يوروفايتر في هذا الإطار هو أمر "لم يعد خافيا".

وقالت بيربوك "السعودية تسهم بصورة حاسمة في أمن إسرائيل، حتى في هذه الأيام، وهي تساعد في احتواء خطر اندلاع" نزاع إقليمي.

وأردفت أن "العالم، خصوصا هنا في الشرق الأوسط، أصبح مكانا مختلفا تماما منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

خلافات داخل حزب الخضر

وتقول "دويتش فيله" إنه لا تزال هناك خلافات حول هذا القرار  داخل حزب الخضر، الذي تنتمي إليه وزيرة الخارجية بيربوك؛ فقد أبدت الرئيسة المشتركة للخضر ريكاردا لانج، في تصريح، صباح الإثنين الماضي لراديو rbb2، اعتراضها على الصفقة، وقالت: "نعم إن الوضع تغير منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، لأن المملكة العربية السعودية تتولى دورا مختلفا عما كان يعتقده الكثيرون منذ سنوات، كما أنها تدعم إسرائيل".

بيد أن رئيسة حزب الخضر أضافت: "مع ذلك، يظل الأمر على حاله بالنسبة للخضر، في ضوء وضع حقوق الإنسان وكذلك الدستور الداخلي للسعودية، ما زلت أعتقد أن تسليم مقاتلات يوروفايتر أمر خاطئ. أعتقد أنه سيكون من الصواب أن نلتزم بالموقف القائل بأنه لن يتم تسليم طائرات يوروفايتر إلى السعودية".

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات