ترامب.. بين توقعات عزله في 2019 وحظره بانتخابات 2020

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1756
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 أجمعت توقعات اثنين من المسؤولين الأمريكيين البارزين على أن العام 2019 سيكون حاسماً لرئاسة دونالد ترامب، الذي أربك العالم وبلاده بسياستها الخارجة عن المألوف، والتي كان لها انعكاسات على مختلف الجوانب.

يأتي ذلك بعد أن أنهى ترامب عامه بشكل سيئ على الصعيد الشعبي، ففي أواخر ديسمبر الماضي، كشف استطلاع للرأي أن معظم الأمريكيين يريدون عزل ترامب، أو إخضاعه رسمياً لمراقبة الكونغرس.

وأفاد الاستطلاع بأن 59% ممن شملهم الاستطلاع أبدوا رغبتهم في ذلك، بحسب ما أفادت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

كما تأتي نتائج الاستطلاع في وقت يواجه فيه ترامب اتهامات تتعلق بتواطؤ حملته الانتخابية مع روسيا في انتخابات 2016، التي أوصلته إلى البيت الأبيض.

واتهم الادعاء الفدرالي ترامب، أوائل ديسمبر الماضي، في قضية منفصلة تتعلق بتقديم مدفوعات سرية لامرأتين تتهمانه بإقامة علاقات معهما، مقابل شراء صمتهما.

- تنحٍّ مقابل حصانة
آيان ستينبرغ، مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، توقع إقدام ترامب على التنحي عن الحكم في 2019، مقابل المطالبة بالحصانة من الملاحقة القضائية له ولأسرته.

وأضاف ستينبرغ، في مقال بصحيفة "ستار ليدجر" الأمريكية، أن ذلك يأتي على خلفية التحقيقات التي يواجهها ترامب، سواء فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات أو ما يتعلق بدفع رِشى لشراء صمت امرأتين تتهمانه بإقامة علاقات معهما.

وأوضح أن تلك الاتهامات قد تفضي في النهاية إلى إقصائه من البيت الأبيض، مضيفاً: "أعتقد أن ترامب لن يُقصى عن الحكم بموجب إجراءات العزل الدستورية".

 

وتابع: "لكن بدلاً من ذلك أعتقد أن ترامب، البارع في إبرام الصفقات، سيستخدم رئاسته كورقة مساومة مع السلطات الفيدرالية في 2019، بأن يوافق على ترك منصبه مقابل عدم ملاحقته جنائياً وأبنائه ومؤسسة (ترامب أورغانيزيشين)".

وأردف: "بعيداً عن كل الكوابيس القانونية التي تواجه ترامب ورئاسته، يبدو على الأقل أنه من شبه المستحيل إعادة انتخابه في 2020".

ومضى قائلاً: "يبدو أن الاقتصاد يتجه إلى ركود حاد، كما يتضح من الهبوط الأخير في سوق الأسهم، التي شهدت أسوأ وتيرة في ديسمبر المنصرم، منذ الكساد الكبير (في 1929)".

واستطرد: "لم يبق سوى عامين فقط في فترة رئاسة ترامب. وتدني معدلات القبول الشعبي له، والركود الوشيك في الاقتصاد، فإن الأمر شبه مستحيل أن يتعافى ترامب سياسياً، ويبدو على الأرجح أنه سيستخدم استمرار رئاسته كورقة مساومة".

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن عزل الرئيس يحتاج إلى أغلبية الأصوات في مجلسي النواب والشيوخ.

- مسار ترامب الهبوطي
من جانبه يتفق عضو الكونغرس السابق، جول لي بوتيلير، مع ستينبرغ بأن رئاسة ترامب لن تستمر في 2019؛ وذلك أن كل جانب من جوانب فترة حكمه يشير إلى أنه يتجه نحو تحطم واحتراق سياسي مذهل وقريب جداً، بسبب سلوكه الشارد والغاضب بشكل متزايد، وعزلته الذاتية التي فرضها على نفسه، وعجزه ورفضه الاستماع إلى المستشارين الأذكياء الذين عينهم، وكل هذا سيقوده إلى الهاوية.

قانونياً- يقول بوتيلير- ترامب في خطر ليس فقط من تحقيق المحامي الخاص روبرت مولر، بل أيضاً من التحقيقات المنفصلة التي يجريها المحامي الأمريكي للمنطقة الجنوبية من نيويورك عن حياة وتعاملات ترامب التجارية.

في تحقيقات مولر سيُصدم الجميع، بحسب بوتيلير، بما اكتشفه، وستكون النتيجة أسوأ بكثير لترامب مما توقعه أي شخص، سيكشف التحقيق أدلة على بيع ترامب نفسه لأعلى مزايد مقابل مساعدة وتمويل حملته للروس والسعوديين والإماراتيين وغيرهم، وسيكون هناك دليل على أن ملايين الدولارات الأجنبية تدفقت بشكل غير قانوني في خزائن حملة ترامب عام 2016، وقد قالها من قبل: "أنا للبيع".

في هذه الأثناء تتراجع الاقتصادات العالمية بسبب الحرب التجارية غير الضرورية والخاطئة، التي شنها ترامب ضد كندا وحلفائنا الأوروبيين.

ويتساءل عضو الكونغرس السابق: "إذا أراد شن حرب تجارية مشروعة ضد الصين أفليس من الأفضل أن يكون لدينا حلفاء تجاريون مثل كندا وأوروبا معنا بدلاً من جعلهم خصوماً لنا؟"، مضيفاً: "بجانب أن ثقة المستهلك آخذة في الانخفاض، وسوف يتباطأ الاقتصاد الأمريكي بشكل ملحوظ في عام 2019".

كذلك فإن الركود قريب جداً وسيستمر في عام 2020، كما تشهد أسواق المال تذبذباً يهدد بإضعاف دعم ترامب بين طبقة المانحين في الحزب الجمهوري، وهو ما سيؤثر على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين يبتعدون عن ترامب بسرعة وفق بوتيلير.

وتابع قائلاً: "عندما يقيم قطب الصحافة والترفيه روبرت مردوخ وضع ترامب ويقرر أنه لا يريد أن تذهب شبكة فوكس التي يمتلكها هباء مع ترامب، يعني هذا أن الشروخ ستتسع إلى صدوع، في وقت بدأ فيه مقدمو شبكة فوكس الإخبارية يتساءلون عن تصرفات ترامب على الهواء، ويظهرون شروخاً وإن كانت صغيرة الآن بعد أن كانوا موالين له 100%".

ويرى المسؤول السابق أنه إذا أقال ترامب وزير دفاعه جيمس ماتيس فمن الممكن أن يفعل ما حاوله في 2018؛ وهو سحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، وهذا بالضبط ما يريده زعماء كوريا الشمالية والصين وروسيا، ولم يعد يمنعه أحد بعد إزاحة ماتيس ورئيس موظفيه السابق جون كيلي، اللذين جعلاه يعدل عن رأيه هذا في السابق، وسيثير هذا الأمر أزمة لم نشهد مثلها من قبل.

مجلس الشيوخ الجمهوري سيصاب بالجنون عندما يحدث هذا، وكذلك وزارة الدفاع (البنتاغون) واليابان، وقد يعجل هذا الإجراء بتفكيك كتلة العشرين عضواً في مجلس الشيوخ بالحزب الجمهوري المطلوبين لتنحية ترامب إذا ما اتهمه مجلس النواب، وهو ما سينهي رئاسته.

وفي يونيو المقبل سيبدأ السباق الرئاسي للحزب الديمقراطي في التبلور، عندما تبدأ المناظرات التلفزيونية الأولى بمشاركة ربما عشرات المرشحين.

وإذا ما أجبر ترامب على الخروج من المشهد عام 2019- يقول بوتيلير- فسيؤول الحزب الجمهوري بعده إلى إعادة تشكيل شاملة، وستكون معركة ترشيح الحزب الجمهوري في عام 2020 أكثر ضراوة من حرب الديمقراطيين، وسينتهز مرشح غير متوقع هذه الفرصة السياسية في عام 2020.