وول ستريت: أردوغان يسعى لإضعاف بن سلمان وحمايته أولوية المملكة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 761
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
 تتجه الولايات المتحدة نحو اتخاذ إجراءات دبلوماسيا ضد 21 مسؤولا سعوديا يُعتقد أنهم على صلة بقتل الصحفي المعارض "جمال خاشقجي"، وهو تعبير علني عن الاستنكار، والذي جاء في الوقت الذي ظهر فيه ولي العهد السعودي القوي في مؤتمر استثماري افتتحه تحت سحابة من الانسحابات.
وتعرض النظام الملكي السعودي لانتقادات جديدة في تركيا وواشنطن يوم الثلاثاء.
وفي واشنطن، قال الرئيس "ترامب" إن المملكة العربية السعودية فشلت في التعامل مع مقتل "خاشقجي" من "البداية إلى النهاية"، رغم أنه أوضح أنه لا يريد إلغاء العقود الأمريكية المربحة مع المملكة في رد انتقامي.
وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" في المكتب البيضاوي، وجه "ترامب" كلاما قاسيا للمملكة في ضوء مقتل "خاشقجي"، قائلا إنه مقتنع بأن الملك "سلمان" لم يكن يعلم بالقتل مقدما.
وردا على سؤال حول التورط المحتمل لـ"محمد بن سلمان"، قال "ترامب": "حسنا، يدير الأمير الأمور هناك أكثر في هذه المرحلة، إنه يدير الأمور، وهكذا إذا كان أي شخص قد أمر بالأمر فسيكون هو".
وقال وزير الخارجية "مايك بومبيو" إن المسؤولين السعوديين الذين قد تقع عليهم العقوبات الأمريكية يشملون "رجال في أجهزة المخابرات، والديوان الملكي، ووزارة الخارجية، والوزارات السعودية الأخرى"، على الرغم من أنه لم يحدد أي اسم.
وسوف يخضعون لإلغاء التأشيرات وإجراءات تدقيقات خاصة تهدف إلى منعهم من الخروج من الولايات المتحدة، على الرغم من أن "بومبيو" قال إنه من الممكن اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد هؤلاء الأفراد وغيرهم إذا توصل المسؤولون الأمريكيون للمزيد.
وقال "بومبيو": "لن تكون هذه العقوبات الكلمة الأخيرة في هذا الشأن من الولايات المتحدة، وسنستمر في استكشاف تدابير إضافية لمحاسبة المسؤولين عن الأمر".
وجاء الإجراء الأمريكي في نفس اليوم الذي طعن فيه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في تفسير السعودية الذي قالت فيه الحكومة إن "خاشقجي" توفي في مشاجرة يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال "أردوغان" إن القتل في القنصلية السعودية في إسطنبول كان مع سبق الإصرار، وقام به 15 شخصا جاءوا من الرياض.
وقال "أردوغان"، في كلمة ألقاها أمام المشرعين من حزبه الحاكم: "يجب أن يتم الكشف عن جميع المسؤولين، من أدنى السلم إلى أعلاه، وأن يخضعوا للمساءلة أمام القانون"، مضيفا أنه ليس من المقبول "وضع اللوم على عدد قليل من مسؤولي الأمن والاستخبارات".
وفي تحدٍ للضغوط الدولية المتزايدة، حضر "بن سلمان" مؤتمر الاستثمار، في أول ظهور علني له منذ اندلاع الأزمة، وكان من المقرر أن يتحدث علنا ​​في المؤتمر صباح الأربعاء.
كما التقى "بن سلمان" والملك "سلمان" مع اثنين من أقارب "خاشقجي"، "وأعربا عن خالص تعازيهما"، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية يوم الثلاثاء.
وكان من بين هؤلاء نجل "خاشقجي"، "صلاح"، أحد الأبناء الأربعة الكبار للصحفي المغدور، والوحيد الذي يعيش في المملكة العربية السعودية.
وبعد أن غادر "خاشقجي" المملكة العام الماضي، منعت الحكومة السعودية ابنه من مغادرة البلاد، في محاولة واضحة للضغط على الصحفي، حسبما قال أشخاص مطلعون على المسألة.

عمل مروع
وقالت الحكومة السعودية، الثلاثاء، إن المملكة اتخذت إجراءات "لكشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين".
وفي الولايات المتحدة، قال "بومبيو" إن إدارات الدولة ووزارة الخزانة تقوم بمراجعة ما إذا كان سيتم تطبيق قانون "ماغنيستي الدولي" لحقوق الإنسان على أولئك المتورطين في وفاة "خاشقجي"، كما طالب بذلك العديد من المشرعين.
ويسمح القانون بفرض عقوبات مالية صارمة ضد منتهكي حقوق الإنسان.
وقال "بومبيو" إن تصرفات الإدارة ستظهر "أن الولايات المتحدة لا تتسامح مع مثل هذا النوع من العمل الوحشي لإسكات صحفي، من خلال العنف".
ومع ذلك، قال "بومبيو" إن الولايات المتحدة ترغب في الحفاظ على الشراكة القوية مع المملكة العربية السعودية، مضيفا أن الإدارة "ستستمر في النظر إلى ما يمكن تحقيقه لحماية قيم الولايات المتحدة ومحاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي".
وسوف تقبل الإدارة المعلومات من مصادر أخرى، بما في ذلك الأتراك والسعوديين، ولكنها "ستقيم هذه المعلومات وتشكل أحكامها الخاصة حول الحقائق"، بحسب ما قال "بومبيو".
وفي نهاية المطاف، سوف تحمل الولايات المتحدة "المسؤولية للمتورطين استنادا إلى الحقائق التي نقرر أنها مناسبة".
كما ترغب الولايات المتحدة في طمأنة الحلفاء في الخارج إلى أن الولايات المتحدة تعتبر مقتل خاشقجي "عملا مروعا".
ورفض "بومبيو" القول ما إذا كان قد وجد أن التفسير السعودي الأخير لمقتل "خاشقجي" جدير بالثقة، وقال إن الولايات المتحدة "تعلمت الكثير خلال الأيام القليلة الماضية، ونأمل أن نتعلم الكثير في الساعات الـ48 إلى 72 المقبلة".
وقال "ترامب" إن مسؤولي المخابرات الأمريكية، بما في ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية "جينا هاسبيل"، عادوا من زيارات إلى تركيا والسعودية بمعلومات عن عملية القتل.
وقال إنهم لم يرغبوا في نقل نتائجهم إليه عبر خطوط الهاتف، واختاروا الانتظار بدلا من ذلك حتى وصولهم إلى واشنطن.
وقال الرئيس إنه تحدث إلى "بن سلمان"، واستجوبه عن كثب حول وفاة "خاشقجي"، وطرح أسئلة عدة مرات "بأكثر من طريقة".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يؤمن بقصة الرياض، توقف "ترامب" لعدة ثوان ثم قال: "أريد أن أصدقهم، حقا أريد أن أصدقهم".
وحول اغتيال "خاشقجي"، قال "ترامب": "ما كان ينبغي فعل ذلك، ولكن بعد أن تم أقول أنه تم القيام به بشكل فظيع، ويبدو لي بالتأكيد أنه قد تم التستر عليه أيضا بشكل فظيع".
وعودة إلى الحديث عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول، قال "ترامب": "قلت سابقا إن العراق لم يهدم مركز التجارة العالمي، لقد خرجوا من السعودية، وذهبوا إلى أفغانستان".
واستجابة للضغوط، ضاعفت قيادة المملكة من الجهود المبذولة لإبعاد ولي العهد عن تداعيات الأزمة، وفي علامة واضحة أنه من غير المرجح أن يعاني الأمير من تداعيات مباشرة، فقد كلف الملك "سلمان"، السبت، ابنه البالغ من العمر 33 عاما، بإصلاح وكالة المخابرات السعودية.
وقال مسؤول غربي مطلع على تفكير الحكومة السعودية: "الأولوية القصوى هناك الآن هي حماية بن سلمان".
وفي تعليقه العلني الوحيد على القضية، كان "بن سلمان" قد أجرى مقابلة مع "بلومبرغ" في 3 أكتوبر/تشرين الأول، وقال إن "خاشقجي" قد غادر القنصلية على قيد الحياة.
ووصف وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير"، الأحد، استهداف "خاشقجي" بأنه "عملية مارقة"، وقال إن الأمير "محمد" لم يكن على علم بها.

إضعاف السعودية
وقد ينظر المسؤولون الأتراك إلى الفضيحة كفرصة لأنقرة لإضعاف مكانة المملكة ومكانة ولي العهد.
وكانت حدة التوتر بين تركيا والسعودية قد زادت منذ أن دعم "أردوغان" قطر في نزاعها مع الرياض العام الماضي.
كما غضب "أردوغان" من قرار "ترامب" بتشكيل تحالف عسكري أوثق مع السعودية تاركا تركيا، حليفة واشنطن في منظمة الناتو، معزولة.
ولم يوف خطاب "أردوغان" يوم الثلاثاء، والذي كان أول مرة ناقش فيها الرئيس التركي مسؤولية السعودية عن مقتل الصحفي، بتعهده في نهاية الأسبوع الماضي بالكشف عن "الحقائق العارية".
وعلى وجه الخصوص، لم يناقش الرئيس ما وصفه المسؤولون الأتراك بكونه جزءا أساسيا من المعلومات الاستخباراتية في تحقيقاتهم، وهو التسجيل الصوتي الذي يقولون إنه يثبت كيف تعرض "خاشقجي" للضرب، وكيف تم تخديره، وقتله، داخل القنصلية، قبل أن يتم تشويه جثته.
ومع ذلك، أشار إلى أدلة على أن مسؤولين سعوديين قد عبثوا بنظام كاميرات المراقبة الخاص بالقنصلية، وذهبوا إلى غابة في شمال إسطنبول قبل مقتل "خاشقجي"، ما يوحي بأن السلطات التركية قد يكون لديها المزيد من الاكتشافات.
وقال "أردوغان": "لدينا أدلة قوية على أن عملية القتل هذه كانت مخططا لها، ولقد قُتل بوحشية".
وقال "أردوغان" إن التحقيق الجنائي في وفاة الصحفي سيستمر، مضيفا أن النيابة ستسعى إلى تحديد شركاء محتملين في دول أجنبية، وقال إنه يريد 18 شخصا احتجزتهم السلطات السعودية فيما يتعلق بالقضية لتتم محاكمتهم في إسطنبول.
وأضاف "أردوغان": "ربما وقعت جريمة القتل هذه في مبنى القنصلية السعودية، لكن لا ينبغي أن ننسى أن هذا يقع ضمن حدود الجمهورية التركية".
وقال أشخاص مقربون من العائلة المالكة إن المملكة العربية السعودية لن تقبل بمطالب "أردوغان" بتسليم المشتبه بهم لمحاكمتهم في تركيا.
وفي مؤتمر الاستثمار، جلس "بن سلمان" وسط الحضور برفقة الملك "عبدالله الثاني" ملك الأردن، أحد أقرب الحلفاء الإقليميين للمملكة.
ومع انسحاب المديرين التنفيذيين والمسؤولين الغربيين من المؤتمر، الذي كان ولي العهد هو الراعي الرئيسي له، اعتمدت المملكة على القادة من الدول الحليفة لإظهار الدعم.
وقالت الحكومة الباكستانية إن "بن سلمان" دعا، شخصيا، الأسبوع الماضي، رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان"، الذي وصل يوم الثلاثاء مع تعهد سعودي بتقديم 6 مليارات دولار على الأقل كدعم مالي لمساعدة البلاد في أزمة ميزان المدفوعات.

المصدر | وول ستريت جورنال