إزفستيا: استهتار استعراضي بالعدالة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1861
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر فيدروسوف، في “إزفستيا”، حول الأسباب التي تجعل السعودية لا تسمح للأمريكيين بمعاقبتها على قتل جمال خاشقجي الصحفي في واشنطن بوست.
وجاء في المقال: حقيقة أن المملكة العربية السعودية، على أقل تقدير، ليست نموذجاً لاحترام حقوق الإنسان، واضحة للعيان. ومع ذلك، فما وقع في القنصلية السعودية في اسطنبول، حتى وفق المعايير الأوسع والأكثر مرونة في المجتمع الدولي الحديث، أمر غير عادي.
بالطبع، تنكر السلطات السعودية بشكل قاطع تورطها في تصفية الصحافي الذي عارض علنا ​​ولي العهد محمد بن سلمان. على الرغم من أن وسائل الإعلام تشير بالفعل إلى أن الأسرة الحاكمة يمكن أن تعترف بذنبها بإحالة الحادث إلى “صدفة مأساوية”، إذا نجحت في الحصول على تأكيدات من الشركاء غربيين بأنهم لن يفرضوا أي عقوبات على البلاد. وإذا حكمنا من خلال البيانات المعتدلة والخجولة لمسؤولي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الرئيس ترامب، فإن هذا السيناريو يناسب الجميع تقريباً.
من أجل فهم أسباب ما حدث، ينبغي الرجوع قليلا إلى التاريخ.
قبل 45 سنة بالضبط، اندلعت أزمة الطاقة العالمية الأولى والفريدة من نوعها، وكشفت عن الاعتماد الشديد للبلدان الغربية على أسعار الطاقة. في الولايات المتحدة، بدأ نقص إمدادات البنزين، واصطفت طوابير طويلة في محطات الوقود.
لقد أخذوا العبرة من ذلك الدرس في الغرب والشرق الأوسط. الغربيون شعروا بالضعف، والشرق أوسطيون بالقوة والقدرة على إملاء الشروط. واليوم، حتى لأكثر تلميحات العقوبات حذراً، تستجيب الرياض بابتزاز مفتوح وعنيف. فالسعوديون، يجندون دعم العديد من الدول المنتجة للنفط في المنطقة، بشكل واضح لـ “إغلاق الصمام”، والعالم الرأسمالي الحديث سوف يسقط بسرعة شديدة في أزمة اقتصادية حادة. فبسبب عامل مضاربة نفسي واحد، يمكن أن يرتفع سعر النفط إلى ذرى غير مسبوقة.
من المهم أن نفهم أن الغرب مستعد للاستمرار في دفع أعلى الأثمان لاستقرار أسواق الخام العالمية. وهناك من يتحدث عن “الانتحار الأخلاقي” للغرب، أما في الواقع، فإن هذا الغرب يظهر لنا في النهاية وجهه الحقيقي. الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية الأخرى، تجّار في المقام الأول. وحقوق الإنسان والديمقراطية، بالنسبة لهم، مجرد سلعة. (روسيا اليوم)