بعد اتصال بين اردوغان والملك سلمان.. السعودية تعترف للمرة الأولى إن الصحفي خاشقجي توفي بعد شجار واشتباك بالأيدي في القنصلية مع أشخاص قابلوه هناك

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1540
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

واعتقال 18 شخصا وأمر ملكي بإعفاء أحمد عسيري وسعود القحطاني وبتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة الاستخبارات
الرياض ـ (أ ف ب) : أكّدت الرياض، للمرة الأولى فجر السبت، أنّ الصحافي السعودي جمال خاشقجي قُتل في قنصليتها باسطنبول اثر وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها، رغم أن مسؤولين سعودييين أعلنوا في السابق أنّه غادر مبنى القنصلية.
وبالتزامن مع هذا الاعلان، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري ومسؤولين آخرين في جهاز الاستخبارات، من مناصبهم، في وقت ذكرت فيه الرياض أنّها أوقفت 18 سعوديا على ذمة القضية.
كما أمر الملك سلمان بإعفاء المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني من منصبه.
وتعرّضت الرياض لضغوط دولية إثر اختفاء الصحافي السعودي بعد زيارته قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر، في قضيّة دفعت بالعديد من المسؤولين ورجال الأعمال الغربيين إلى إلغاء مشاركتهم في مؤتمر اقتصادي مهمّ في الرياض الأسبوع المقبل.
وقال مسؤولون في الأجهزة الأمنية التركية إنّ خاشقجي تعرّض للتعذيب وقتل داخل القنصلية على أيدي فريق سعودي جاء خصيصاً الى تركيا لاغتياله، بينما نفت الرياض أن تكون قد أصدرت أوامر بقتله.
– “شجار” ثم “وفاة” –
وذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن بيان رسمي أنّ “التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة أظهرت قيام المشتبه به بالتوجّه إلى إسطنبول لمقابلة المواطن جمال خاشقجي وذلك لظهور مؤشّرات تدلّ على إمكانية عودته للبلاد”، من دون أن تفصح عن هوية المشتبه به.
وأضاف البيان “كشفت نتائج التحقيقات الأولية أنّ المناقشات التي تمّت مع المواطن جمال خاشقجي أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول من قبل المشتبه بهم لم تسر بالشكل المطلوب وتطوّرت بشكل سلبي أدّى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي بين بعضهم وبين المواطن جمال خاشقجي، وتفاقم الأمر ممّا أدى إلى وفاته”.
وذكر البيان أنّ هؤلاء حاولوا “التكتّم على ما حدث والتغطية على ذلك”، مشيراً الى أنّ “التحقيقات في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمّتها والبالغ عددهم 18 شخصاً من الجنسية السعودية”.
وكانت المملكة أكّدت بعد فقدان أثر الصحافي أنه غادر مبنى القنصلية بعيد وقت قصير من دخوله إيّاه، وقد سمحت لفريق تحقيق تركي بتفتيشه. كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع وكالة بلومبرغ “ما أعرفه هو أنه دخل وخرج بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة. أنا لست متأكّداً”.
ولم يتّضح من البيانات السعودية الرسمية التي حمّلت مسؤولية مقتل خاشقجي للمشتبه بهم وحدهم، مصير جثة الصحافي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة ويكتب مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ينتقد فيها سياسات ولي العهد.
وغادر خاشقجي السعودية في 2017 في خضمّ حملة توقيفات قادها ولي العهد الأمير محمد وشملت كتّاباً ورجال دين وحقوقيين وأمراء وسياسيين.
وإلى جانب عسيري والقحطاني، شمل قرار الملك سلمان بإعفاء مسؤولين من مناصبهم مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله بن خليفة الشايع، ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي.
وأصدر العاهل السعودي أيضاً قراراً بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات العامة وتحديد صلاحياته. وقالت وكالة الأنباء الرسمية “واس” إنّ القرار جاء بتوصية من ولي العهد الشاب (33 عاماً) على خلفية قضية خاشقجي.
ويذكر أن عسيري مقرّب من ولي العهد ويحضر اجتماعاته مع المسؤولين الزائرين للمملكة، وكان يتولّى منصب المتحدّث الرسمي باسم التحالف العسكري الذي تقوده المملكة في اليمن.
أما القحطاني فيعرف عنه هو أيضاً قربه من ولي العهد، وقد ظهر برفقته في صور مع ملوك ورؤساء نشرها على حسابه بتويتر حيث يكتب تغريدات غالباً ما تكون هجومية.
– الولايات المتحدة “حزينة” –
وقبيل تأكيد الرياض مقتل خاشقجي في قنصليتها، أعلنت الرئاسة التركية فجر السبت أنّ الرئيس رجب طيّب أردوغان اتّفق مع العاهل السعودي الملك سلمان خلال مكالمة هاتفية على مواصلة التعاون الثنائي في التحقيق، في ثاني اتصال هاتفي بين الزعيمين حول هذه القضية.
وقال مصدر في الرئاسة التركية طالباً عدم نشر اسمه إنّه خلال مكالمتهما الهاتفية التي جرت مساء الجمعة والتي أتت بعد مكالمة أولى بينهما جرت الأحد شدّد الرئيس أردوغان والملك سلمان على “أهمية مواصلة العمل سوياً في تعاون تامّ”.
وأضاف المصدر إنّ الزعيمين تبادلا المعلومات حول التحقيقات التي يجريها بلداهما في قضية خاشقجي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يقيم علاقات وطيدة مع ولي العهد السعودي، أقرّ الخميس للمرّة الأولى منذ فقدان أثر الصحافي السعودي أنه قد قُتل على الأرجح، متوعّدًا بردّ “قاس جدًا” على الرياض إذا ثبُتت مسؤوليتها في مقتله.
وتحدّث ترامب الإثنين عن أنّ “عناصر غير منضبطين” قد يكونون قتلوا الصحافي.
ونبّه وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الجمعة الى أنّ لدى الولايات المتحدة “مروحة واسعة من الردود” المحتملة على السعودية إذا تبيّن أنها ضالعة في اختفاء خاشقجي.
وكان الوزير الأميركي عاد إلى واشنطن بعدما قام هذا الاسبوع بزيارة للرياض التقى خلالها العاهل السعودي وولي العهد.
وتابع بومبيو في كلامه عن السعوديين “إنهم يتحمّلون المسؤولية ما دامت هذه المسألة حصلت في القنصلية. ويتحمّلون بالتالي مسؤولية إلقاء الضوء على هذه المسألة”.
وقالت الرياض إنّ أية عقوبات قد تتّخذ بحقّها ستواجَه “بردّ أكبر”.
وبعد ساعات قليلة من تحميل السلطات السعودية مسؤولية مقتل خاشقجي للعناصر التي قابلته في القنصلية، أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة “حزينة” لتأكيد مقتله.