نيويورك تايمز: السعوديون يجرون محادثات سرية مع الأتراك لحل مسألة خاشقجي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 424
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 بدأ المسؤولون السعوديون الاتصال بنظرائهم الأتراك لإجراء محادثات سرية حول حل مسألة الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وقال السعوديون لواشنطن إنهم يعتقدون أن بإمكانهم التغلب على هذه القضية.

تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها مسألة مصير الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي ونقلت عن مصادر أمنية تركية وأميركية أن المسؤولين السعوديين قد بدأوا اتصالات سرية بنظرائهم الأتراك لإيجاد حل لهذه القضية.

والآتي ترجمة نص التقرير:

نشرت صحيفة تركية قريبة من الحكومة قائمة تضم 15 رجلاً تقول إنها شكلت فرقة اغتيال من عملاء الحكومة السعودية يشتبه في تورطهم في قتل واثارة انتقادات بارزة داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.

وفي حين لم تقم تركيا بتوجيه الاتهامات علناً، أكد مسؤولان تركيان تحدثا شريطة عدم ذكر أسميهما أن الحكومة تعتبر الرجال عملاء سعوديين طاروا الأسبوع الماضي إلى اسطنبول سعيا وراء جمال خاشقجي، المنشق. ولم يشاهد السيد خاشقجي منذ دخوله القنصلية في الثاني من تشرين الأول – أكتوبر.

وأحد المسؤولين في القائمة التي نشرتها صحيفة “صباح” هو خبير في تشريح الجثة في وكالة الأمن الداخلي في المملكة العربية السعودية، وفقاً للمسؤولين الأتراك. ويبدو آخر أنه ملازم في سلاح الجو الملكي السعودي. وقال المسؤولان التركيان نقلاً عن معلومات استخباراتية سرية إن الجميع يعملون لحساب الحكومة السعودية.

وقال المسؤولان التركيان إن السيد خاشقجي قتل في القنصلية وإن جثته الممزقة تم اقتيادها – وهو ادعاء نفته الحكومة السعودية بشدة. وأصبح السيد خاشقجي، وهو معلق سعودي مخضرم، ومقيم في الولايات المتحدة، وصحافي في صحيفة واشنطن بوست، من أبرز منتقدي حكام المملكة.

وقال القادة السعوديون، بمن فيهم الأمير محمد بن سلمان نفسه، إن السيد خاشقجي غادر القنصلية بحرية، بعد وقت قصير من دخوله، وأنه ليس لديهم علم بمصيره.

وقد ذكر المسؤولان التركيان معلومات استخبارية سرية لدعم زعمهم بأن السيد خاشقجي قد مات، لكنهما رفضا الكشف عن تلك الأدلة.

وفي الأيام الأخيرة، سرب مسؤولون أتراك مجهولون دفقاً مستمراً من التفاصيل حول القتل المزعوم. ويقولون إنهم يعتقدون أن العملية قد صدرت بأمر من أعلى المستويات في الديوان الملكي السعودي، وذلك بسبب نطاقها وتعقيدها.

ويبدو أن الكشف عن 15 سعوديًا (متهمين بالمشاركة في العملية) هو جزء من حملة للحكومة التركية تهدف إلى ممارسة الضغط على الحكومة السعودية للاعتراف بأن السيد خاشقجي قد قُتل، ولإثارة غضب دولي أوسع.

ووجدت صحيفة “نيويورك تايمز” معلومات مؤكدة حول اثنين من الرجال – الملازم وخبير تشريح الجثة – من خلال مقارنة الأسماء والصور في جريدة صباح، مع وسائل الإعلام الاجتماعية وتقارير وسائل الإعلام السعودية.

وعن طريق تسريب أسماء الأفراد السعوديين، أضاف المسؤولون الأتراك تفاصيل أكثر فأكثر، وإن كانت غير مكتملة، لما حدث للسيد خاشقجي.

وشملت التسريبات السابقة معلومات عن الرحلات الجوية التي كانت تقل 15 رجلاً داخل وخارج إسطنبول. وكانت هناك أيضاً تقارير عن يوم عطلة غير متوقع منحته القنصلية للموظفين في اليوم الذي ذهب فيه السيد خاشقجي إلى القنصلية. وكانت هناك لقطات كاميرا أمنية للسيد خاشقجي وهو يدخل القنصلية.

ولا يزال على السعوديين إنتاج لقطات فيديو أو أدلة أخرى تدعم زعمهم بأن السيد خاشقجي قد غادر المبنى.

وقال مسؤولون أتراك، من دون تقديم أدلة، إن السيد خاشقجي قتل في غضون ساعتين من دخوله القنصلية وجرى تقطيعه بمنشار عظم جلب لهذا الغرض.

ورغم أن المزاعم التركية بشأن مقتل السيد خاشقجي اعتمدت حتى الآن إلى حد كبير على معلومات استخبارية سرية، فإن وكالات الاستخبارات الغربية اعتبرت عموماً نظراءهم الأتراك موثوقين في المسائل الداخلية.

وقال ثاد تروي، وهو مسؤول تنفيذي كبير في شركة كريمبتون غروب Crumpton Group وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) لديه خبرة في تركيا، “إن الأجهزة التركية مؤهلة للغاية، وخاصة فيما يتعلق بالتهديدات أو الحوادث الداخلية”.

وقال: “سيكون السعوديون ساذجين للغاية لاعتقادهم بأن بإمكانهم الإفلات من هذا”، مشيرًا إلى أن أجهزة الاستخبارات في كلا البلدين كانت تتمتع “بعلاقات وثيقة” سابقًا.

في يوم الثلاثاء، بدأ المسؤولون السعوديون الاتصال بنظرائهم الأتراك لإجراء محادثات سرية حول حل المسألة. وقال السعوديون لواشنطن إنهم يعتقدون أن بإمكانهم التغلب على هذه القضية، وفقاً لمسؤولين أتراك وأميركيين مطلعين على هامش المحادثات.

وقال مسؤولون أتراك إنهم أيضاً يأملون في تجنب مواجهة مع المملكة العربية السعودية، وهي قوة إقليمية كبرى أخرى.

لكن تسريبات الأسماء وغيرها من المعلومات قد تجعل من الصعب على الجانبين أن ينقذ ماء الوجه – على سبيل المثال، من خلال حل وسط يعترف فيه السعوديون بمقتل السيد خاشقجي لكن يرمون فيه اللوم على لاعبين مارقين.

فإذا كان الرجال الخمسة عشر قد قتلوا بالفعل السيد خاشقجي بناء على أوامر من الديوان الملكي السعودي، كما اتهم المسؤولون الأتراك، فإن السهولة التي تم بها التعرّف على هوياتهم تشير إلى أنهم لم يفعلوا شيئًا لتغطية مساراتهم. وهذا يشير إلى أنهم إما كانوا مهملين أو أرادوا اكتشاف أفعالهم – ربما لتخويف الآخرين.

ونشرت صحيفة “صباح” التركية صوراً للسعوديين الخمسة عشر. ويبدو أن أحد هؤلاء هو صلاح محمد الطبيقي، رئيس الأدلة الجنائية وخبير تشريح الجثة في مديرية الأمن العام في وزارة الداخلية السعودية. وتظهر صورة لرجل يدخل مطار أتاتورك تظهر في صحيفة “صباح” لتتطابق الصور المشتركة على الإنترنت للسيد الطبيقي.

ويبدو أن سعوديًا آخر ظهر اسمه في “صباح” هو مشعل سعد البستاني وهو ملازم في سلاح الجو السعودي ولد عام 1987. ويبدو أن صورة لرجل في المطار تتطابق مع الصور الموجودة على صفحته على الفيسبوك لرجل يحمل نفس الاسم يقول إنه درس في جامعة لويزفيل الأميركية.

ولم يتضح بعد الأثر المباشر الذي قد تحدثه الإفصاحات في المناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية وتركيا وربما واشنطن حول حلول للنزاع.

وقال مسؤولون سعوديون إنهم على استعداد لفتح القنصلية في اسطنبول لتفتيش الشرطة. وأفيد أن السلطات التركية مستعدة لإحضار فرق الطب الشرعي للبحث عن أدلة. ولكن بعد مرور أكثر من أسبوع على اختفاء السيد خاشقجي، قال المسؤولون الأتراك إن أملهم ضعيف في الحصول على أدلة جديدة مهمة. وكانت هناك أيضا تقارير متضاربة يوم الأربعاء حول موعد إجراء التفتيش الموعود. (ترجمة الميادين)