البنتاغون نَبّه بلُغةٍ صارمة السعوديّة: مُهاجمة قطر عَسكريًّا هو إذلال للولايات المتحدة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 517
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

والتّشويش على مُكافحة الإرهاب في الشّرق الأوسط.. قاعدة “العيديد” هي الضّمانة.. ومَصيرها لم يتقرّر بَعد
باريس – “رأي اليوم”:
 تحدّث الإعلام الدولي وأمير الكويت صباح الأحمد عن احتمالِ وقوعِ اجتيازٍ عسكريٍّ سُعودي ضِد قطر عِند اندلاع الأزمة مُنذ شهور، وشاورت الرياض واشنطن، لكن الولايات المتحدة كانت صارمة “لا يُمكن الهُجوم على بلدٍ يَضم قاعدة عسكريّة أمريكيّة استرتيجيّة”.
ورَغم نَفيها، فقد خطّطت الدول الأربع المُشاركة في مُحاصرة قطر وهي العربية السعوديّة والإمارات والبحرين ومصر في غزو عسكري لقطر للإطاحة بنظام تميم، وكانت العمليّة من تنفيذ القوّات السعوديّة والإماراتيّة، وقوّاتٍ أجنبيّة مُرتزقة مُتواجدة في اليمن، وبدعمٍ خفيفٍ من مصر.
وقال أمير الكويت صباح الأحمد خلال سبتمبر الماضي في البيت الأبيض بعد لقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن وساطته نجحت في وقف التدخّل العَسكري للدّول الأربع ضِد قطر. واستغربت الدّول الأربع في بيانٍ لها تصريحات أمير الكويت.
ويبقى من المُستبعد إقدام أمير الكويت على إصدارِ تصريحاتٍ مُماثلة، إذا لم يكن قد بَحثها مع المسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم ترامب نفسه.
وتُرجّح معلومات حَصلت عليها “رأي اليوم” من مصادر غربيّة رفيعة المُستوى تراجع السعوديّة عن مُضايقة قطر عَسكريًّا إلى تنبيهٍ أمريكيٍّ صارم.
ونَقل البنتاغون إلى السعوديّة أن التدخّل العسكري في قطر في ظِل وجود قاعدة عسكريّة استراتيجيّة للجيش الأمريكي، وهي قاعدة العديد، هو إذلال للولايات المتحدة بأنّها لا تحمي أمن حُلفائها الذين قدّموا لها تسهيلاتٍ عسكريّة.
من جانبٍ آخر، أبلغ دبلوماسيون أمريكيون الرياض والإمارات بأن التدخّل العَسكري سيُعيد إلى الأذهان سيناريو تدخّل الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد الكويت، وهو ما سَيضع مِصداقيّة الولايات المتحدة على المِحك أمام أنظار العالم عندما تحرّكت لطَرد صدام من الكويت.
وكان وزير الدفاع الأمريكي جون ماتيس من أكبر المُستغربين من نوايا السعوديّة الهُجوم العَسكري على قطر، فالوزير الذي كان قائدًا للقيادة العسكريّة الوسطى حتى 2013 التي تشمل الشرق الأوسط، يُدرك مدى أهميّة قاعدة العديد القطريّة في تنفيذ هجماتٍ على الإرهاب في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان ومُراقبة الأجواء، وكل هُجوم على قطر سيدفع البنتاغون من باب الاحتراس إلى وَقف العمليّات العسكريّة في مجموع الشرق الأوسط، وهذا لن يسمح به القادة العسكريون الأمريكيون، وقد يتسبّب أي هُجوم عسكري بإلحاق أذى بقاعدة العديد لأنه لا يُمكن التحكّم في القذائف.
وتُعد قاعدة العديد رئيسية في المُخطّطات العسكريّة الأمريكيّة في الشرق الأوسط، ونظرًا لاحتضانها قاذفات ب 52، قد تَلعب دورًا مُساندًا في حالة اندلاع حرب مع كوريا الشماليّة، وبالتّالي لن تَسمح واشنطن بتشويشٍ عسكريٍّ سعودي.
وفي الوقت ذاته، نبّه الأمريكيون السعوديين إلى أن أيّ عمليّة عسكريّة ضد قطر ستَجد القوّات السعوديّة نفسها أمام قوّات إيران وتركية، ومن سَيضمن عدم قصف صاروخي إيراني للقوّات السعوديّة إذا دخلت الأراضي القطريّة.
واستغرب محللون أمريكيون من قرار السعوديّة الهُجوم على قطر، فالتحالف العربي لم يحسم الحرب مع اليمن، ويُريد الانتقال إلى حربٍ أُخرى ستَجعل قوّات الحوثيين تتقدّم في الأراضي السعوديّة.
وعليه، كان موقف البنتاغون واضحًا، الهُجوم على قطر هو تعريض مصالح الولايات المتحدة العسكريّة في الشّرق الأوسط إلى الخطر، ورَفع البنتاغون الفيتو عاليًا في وَجه الرّياض.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتّهم في مُقابلة مع برنامج 60 دقيقة في محطة “سي بي سي” المملكة العربيّة السعوديّة وحلفاءها بالسّعي إلى تغيير النّظام في الدوحة، وقال في البرنامج الذي أُذيع أمس “إنهم يُريدون تغيير النظام.. هذا واضح جدًّا”.
ونَفت السعوديّة والإمارات وجود أي خطط لتغيير النظام، وقال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن الهدف هو تغيير سياسات وليس تغيير النّظام.
وتردّدت أنباء في الفترةِ الأخيرة عن وجود تهديداتٍ أمريكيّة بنَقلها قاعدة “العيديد” من قطر إلى دولةٍ أُخرى في الخليج، وجَرى ترشيح الإمارات والسعوديّة، في ظِل انقسام في الإدارة الأمريكيّة حول الأزمة الخليجيّة، وانحياز الرئيس ترامب إلى المَوقف السّعودي، ولكن الأنباء في هذا الصّدد، أي نَقل القاعدة، خفّت حدّتها في الفَترة الأخيرة.