هَل “داعش” خَلف هُجوم “قَصْر السّلام” في غَرب السعوديّة؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1987
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وهَل جاء ردًّا على مُداهمات خَلاياها في الرّياض؟ ولماذا حَذّرت السفارة الأمريكيّة رعاياها قَبل صُدور البيان الرّسمي؟ وما هي تَبِعات هذا الهُجوم الدّموي ومَعانيه؟
 انهالت الإدانات وبيانات التّضامن مع المملكة العربيّة السعوديّة بعد الإعلان عن “الهُجوم الإرهابي” الذي استهدفَ قَصْر السّلام في مدينة جدّة، وأسفر عن مَقتل جُنديين من حُرّاسه وإصابة ثلاثة آخرين إلى جانب المَنفذ.
خُطورة هذا الهُجوم تَكمن في كَونه استهدف هذا القَصْر الحُكومي الذي يُشكّل مَقرًّا للديوان المَلكي السّعودي، ومكانًا لجَلسات انعقاد مجلس الوزراء في مدينة جدّة، واستقبال الوفود الأجنبيّة الزائرة للبلاد، وترأسَ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آخرَ جلسةٍ لمجلس الوزراء انعقدت فيه الثلاثاء الماضي، أي قَبل يومين من مُغادرته إلى موسكو في زيارةٍ رسميّة.
صحيح أن “القَصر” كان خاليًا من مُوظّفيه لأن الهُجوم وَقع يوم السبت أثناء العُطلة الأسبوعيّة الرسميّة، وأنّه استهدفَ البوابّة الغربيّة المُطلّة على الشّارع العام، ولكنّها المَرّة الأولى التي يُستهدف فيها قَصْرًا رَسميًّا يُعتبر الثّاني من حيث الأهميّة بعد قصر اليمامة في الرياض.
السفارة الأمريكية في الرّياض أصدرت بيانًا رسميًّا طالبت فيه رعاياها بالتزام الحيطة والحَذر عند تنقّلهم في المَنطقة، خَوفًا من حُدوث هَجماتٍ أُخرى، الأمر الذي أثار حالةً من البلبلةِ والخَوف، خاصّةً أن بيان القُنصليّة صَدر “قبل الإعلان رَسميًّا عن حُدوث هذا الهُجوم من قِبل رئاسة أمن الدّولة السعوديّة”.
تَعدّدت التفسيرات لهذا الهُجوم على وسائل التّواصل الاجتماعي الأكثر جديّة في تناول مِثل هذهِ المَواضيع الحسّاسة، ولَعلّ أبرزها الرّبط بينه وبين عَمليّات الدّهم الخَمس لمَخابِئ “خلايا إرهابيّة” مُرتبطة بتنظيم “الدولة الإسلاميّة” في مدينة الرياض يوم الخميس مِثلما جاءَ في بيانٍ رسمي، حيث جَرى العُثور على مَعامل لتصنيع الأحزمة النّاسفة، والعُبوّات المُتفجّرة، ومُخطّطات لمُهاجمة مَقرّين تابعين لوزارة الدّفاع، وجَرى تبادل لإطلاق النّار بين عناصر هذهِ الخليّة وقوّات الأمن، أدّى إلى مَقتل اثنين من هذهِ العناصر واعتقال أربعةٍ من بَينهم سُعوديان ويَمنيان.
كَون عمليات الدّهم هذهِ حَصلت يوم الخميس، أي قبل يومين من الهُجوم على قَصْر السّلام، في جدّة، جَرى تصوير الهُجوم الأخير على أنّه عملٌ انتقاميٌّ نَفّذه أحد عناصر “الدولة الإسلاميّة” لتِلك المُداهمات، وهي روايةٌ غير مُستبعدة، وإن كانت رئاسة أمن الدّولة لم تُؤكّدها ربّما لأن التحقيقات ما زالت في بدايتها، واكتفت الرئاسة بالقَول أن المُنفّذ واسمه منصور بن حسين بن علي آل فهيد العامري، سُعودي التابعية وعُمره 27 عامًا، وكان في حَوزتهِ بُندقيّة آليّة (كلاشنكوف) وثلاثُ قنابلَ حارقةٍ (مولوتوف).
تَبِعات هذا الهُجوم في قَلب مدينة جدّة العاصمة الاقتصاديّة للمملكة، وبعد يومين من مُداهمات لمقرّاتٍ تابعةٍ لتنظيم “الدولة الإسلاميّة” في العاصمة الرّياض، تَنطوي على درجةٍ كبيرةٍ من الخُطورة، وتُوحي بأنّ هذا التّنظيم ربّما يَتبنّى استراتيجيّةً لتَفعيل خلاياه في المملكة، وبِدء حَملةِ تفجيراتٍ، أُسوةً بتلك التي حَدثت بكثافة في الأشهر الأخيرة في عِدّة عواصم ومُدن أوروبيّة كردٍّ على الهَزائم التي لَحِقت بِه في ميادين القِتال في سورية والعراق، وأدّت إلى خَسارته لمُعظم الأراضي التي كان يُسيطر عليها ويَزيد حَجمها عن مَساحة بريطانيا.
لا نَعرف ما إذا كان مُنفّذ هُجوم قَصر السّلام في جدّة “ذِئبًا مُنفردًا” أم جُزءًا من خليّة خَطّطت لهذا الهُجوم تابعة لـ”الدولة الإسلاميّة”، وفي إطار هجماتٍ أُخرى مُحتملة، مِثلما “أوحى” بيان السفارة الأمريكيّة، فالسّلطات الأمنيّة السعوديّة هي الوحيدة المُخوّلة بالإجابة عن أيِّ تساؤلاتٍ في هذا الخُصوص، ولكن ما يُمكن الجَزم به أن المملكة العربيّة السعوديّة باتت مُستهدفةً، وفي عَين رادار التّنظيم الأخطر في المِنطقة، أي “الدولة الإسلاميّة”، في مَرحلته الثانية، أي النّزول تَحت الأرض بَعد أن خَسِر مَكانه “الرّسمي” فَوقها، واللّجوء إلى “الخُطّة ب”، أي تنفيذ هجماتٍ دمويّةٍ ذات طابعٍ إرهابيٍّ عنيف.
“رأي اليوم”