خلافًا لمزاعم السعوديّة تل أبيب: المملكة كانت الأكثر تفهمًا لنصب البوابات الالكترونيّة في المسجد الأقصى.. والجنرال عشقي: البوابات لمنع الإرهاب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1678
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قال الديوان الملكي السعوديّ يوم الخميس الماضي، في بيانٍ رسميٍّ عممته وكالة الأنباء السعودية (واس) إنّ جهود العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لإعادة فتح المسجد الأقصى وإلغاء القيود المفروضة على الدخول إليه تكللت بالنجاح اليوم.
وجاء هذا البيان بعد ساعات من إعلان إسرائيل أنّ قواتها أزالت في ساعات الليل كافة التدابير الأمنية التي تمّ وضعها على مداخل المسجد الأقصى، منذ 14 تموز (يوليو) الجاري، بعد قيام ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطينيّ بتنفيذ عمليةٍ فدائيّةٍ في الحرم القدسيّ الشريف أدّت إلى مقتل شرطيين إسرائيليين، واستشهاد الثلاثة بنيران قوّات أمن الاحتلال.
وقال الديوان الملكي في بيانه إنّ الملك سلمان أجرى خلال الأيام الماضية الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء دول العالم، كما أجرت الحكومة السعودية اتصالات بالحكومة الأمريكية، لبذل مساعيها لعدم استمرار إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين وعدم منعهم من أداء فرائضهم وصلواتهم فيه، وإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد.
وشدّدّ البيان على أنّ تكللت هذه الجهود ولله الحمد بالنجاح اليوم، وبالشكل الذي يُسهم في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين، والحفاظ على كرامتهم وأمنهم.
وأكّد الملك سلمان، بحسب البيان: وجوب عودة الهدوء في حرم المسجد الأقصى الشريف وما حوله واحترام قدسية المكان، وعلى المسلمين العودة لدخول المسجد وأداء العبادات فيه بكل أمن وطمأنينة وسلام منذ اليوم. وأكدت السعودية على حقّ المسلمين في المسجد الأقصى الشريف وأداء عباداتهم فيه بكلّ يسر واطمئنان.
كما أنّها أكّدت على أهمية تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لمضامين مبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، على حدّ تعبيره.
ولكنّ الرواية السعوديّة قوبلت بروايةٍ إسرائيليّةٍ مغايرة تمامًا، فقد نسفت صحيفة إسرائيلية المزاعم بأنّ تدخل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز هو من أقنع إسرائيل بإزالة البوابات الإلكترونية.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “مكور ريشون”، المعروفة بتوجهاتها اليمينية، عن مصادر سياسيّة وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى قولها إنّ المملكة العربيّة السعودية كانت أكثر الدول العربية التي أبدت تفهمًا لقيام إسرائيل بنصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، على اعتبار أنّ ذلك تفرضه الإجراءات الأمنية في المكان، على حدّ تعبير المصادر.
وفي تقرير نشره موقع الصحيفة، لفتت الصحيفة إلى أنّ يتبيّن من الاتصالات غير المباشرة التي جرت بين ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو والسعوديين عبر الولايات المتحدة الأمريكيّة، أنّ الرياض اقتنعت بحجة نتنياهو الذي ذكّر السعوديين بأنّ الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في الأقصى تشبه تلك التي تتخذها السعودية في المسجد الحرام في مكة، كما قالت المصادر.
من ناحيته، برر مدير “مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية”، اللواء أنور عشقي نصب الاحتلال الإسرائيليّ لبوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى، بأنّه محاولة لمنع حدود تفجيرات واعتداءات إرهابية داخل المسجد.
واستدرك عشقي في حديث خاص بـ”العرب بوست” بالقول إنّ خطوة تركيب البوابات تحفظت عليها المملكة رغم أهميتها لعدم موافقة الطرف الفلسطيني عليها، وذلك لخشيته أن تمهد لفرض السيادة الإسرائيلية عليه.
وقال عشقي: نحن نلتزم بالموقف الفلسطيني، الذي يرى وجود خطورة في تركيب البوابات الإلكترونية من الناحية السيادية والسياسية، رغم أن دورها الأمني يهدف للحد من حدوث أعمال العنف داخل المسجد الأقصى.
من جهته، قال مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس)، د. تسفي بارئيل إنّ التجديد في الأزمة الأخيرة يتمثّل بأنّ إسرائيل لم تكُن الوحيدة التي خشيت من اندلاع انتفاضةٍ فلسطينيّةٍ جديدةٍ، بل هناك العديد من الزعماء العرب، كانوا شركاء في الخوف والخشية من الانتفاضة.
وساق قائلاً إنّ تجربة ما نعتها بثورات الربيع العربيّ، أكّدت أنّ الانتفاضة باتت مرضًا معديًا وخطيرًا، وبالتالي فإنّ اندلاع انتفاضة فلسطينيّة جديدة لن يكون فقط تعبيرًا عن الاحتجاج ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ، بل الأخطر من ذلك، على حدّ تعبير المُحلل الإسرائيليّ، أنّ هذه الانتفاضة قادرة على تجنيد الدعم الجماهيريّ في جميع أرجاء الوطن العربيّ، الأمر الذي سيضع الأنظمة العربيّة في مواجهة دمويّةٍ مع المُواطنين الذين سيخرجون للتظاهر نصرة للأقصى المبارك.
ولتدعيم نظريته، حول انتشار الانتفاضة في الوطن العربيّ والعالم الإسلاميّ أورد المُحلل الإسرائيليّ مثالاً عن حركة “كفاية” المصريّة، التي أبصرت النور في العام 2004 احتجاجًا على السياسة الإسرائيليّة ضدّ الفلسطينيين، وضدّ الاحتلال الأمريكيّ للعراق، وأيضًا، وهذا المُهّم، مُطالبة السلطات المصرية بإجراء إصلاحات جذرية في بلاد الكنانة.
وشدّدّ المُحلل الإسرائيليّ على أنّ التهديد والتجنيد من أجل الحرم القدسيّ الشريف هو كبير وخطير للغاية، وليس فقط لأنّه يهم جميع الدول الإسلاميّة، بل لأنّه لا يترك مجالاً بالمرّة للأنظمة الإسلاميّة لقمع المظاهرات التي كانت ستخرج نصرةً للأقصى بسبب أهميته الدينيّة بالنسبة للمسلمين، الأمر الذي كان سيُجبر ويُلزم هذه الأنظمة على التظاهر بأنّها تدعم نضال الجماهير في الدفاع عن المقدسّات الإسلاميّة، على حدّ قوله.