«واشنطن بوست»: رحلة «ترامب»..مهرجان استقبال لرئيس عديم الخبرة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1778
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
منذ البداية، كان الخيار واضحًا. لن تكون المحطة الأولى في رحلة «ترامب» الأولى للخارج كرئيس لجارته القارية كندا أو لشقيقته الناطقة بالإنجليزية بريطانيا، أو حتى جارته الجنوبية المكسيك، بل المملكة العربية السعودية. نعم، المملكة العربية السعودية، موطن أقدس الأماكن الدينية والتي قال عنها الرئيس «ترامب» قبل ذلك أنّها «تكرهنا»، وهي البلد التي أكّد أنّها لم تكن لتستمر دون «عباءة الحماية الأمريكية».
ومع ذلك، يتجه «ترامب» إلى السعودية، مع بعض الغيوم من المؤامرات والفضائح ستشغل باله طوال الطريق. وطبقًا لقصة في صحيفة نيويورك تايمز، فهو غير مرتاحٍ للشروع في هذه الرحلة، بل أبلغ مساعده أنّه يرغب في اختصار خط سيره الذي يستغرق تسعة أيام إلى النصف. ومن المقرر عقد اجتماعاتٍ مع قادة في السعودية و(إسرائيل) والفاتيكان وإيطاليا وبلجيكا، وكلها يمكن أن تصبح مهرجانات استقبال لرئيسٍ عديم الخبرة.
ولكن في حين أنّ «ترامب» وفريقه قد يكون لديهم تحفظات، فإنّ السعوديين ليسوا كذلك. وتحرص قيادة المملكة على إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة بعد أن أصبحت متوترة في ظل إدارة «أوباما». ومن المقرر التوقيع على قائمة من الصفقات المربحة، بما في ذلك صفقات ضخمة لبيع الأسلحة. وسيتم الإعلان عن أشكال جديدة من «الشراكة الاستراتيجية». وفي موقعٍ رسميٍ على الانترنت، تعمل ساعة عد تنازلي للإشارة إلى موعد عقد قمة عربية إسلامية أمريكية مشتركة في الرياض، وهو حدث يأمل السعوديون في أن يعيدوا به مكانتهم كفاعلٍ رئيسي في الشرق الأوسط.
وقالت «سمية الجبرتي»، رئيسة تحرير صحيفة «سعودي غازيت»، لزميلي «كيفن سوليفان»: «في ظل حكم الرئيس أوباما، كان هناك شعورٌ بالخيانة. حيث شعر السعوديون بأنّهم كانوا يعرفون الولايات المتحدة طوال حياتهم، وفجأة لم يكن من الممكن التعرف عليها. وفي ظل إدارة ترامب، قد تكون حقبة محتملة لاستعادة العلاقات».
وسوف يكون هناك عروض للسيارات القديمة والأحداث الرياضية والحفلات الموسيقية، بما في ذلك أداء من قبل المغني الموسيقى الأمريكي «توبي كيث»، في استنساخ لحفل تنصيب «ترامب». ويجعلنا هذا نتخيل وضعًا سرياليًا يغني فيه أغاني مثل «فتاة الويسكي» إلى جمهور من الذكور فقط في عاصمة بلد معروفة بقوانينها الإسلامية الصارمة.
وتمتد السريالية إلى الرئيس نفسه. وفى يوم الحفل، من المنتظر أن يلقي «ترامب» خطابًا حول الإسلام. ومهما كانت رسالته، فإنّ الخطاب الذي كتبه مستشار البيت الأبيض «ستيفن ميلر»، وهو أيديولوجي مرتبط بالقومية البيضاء والإسلاموفوبيا، ليس واضحًا. وقد يستغل «ترامب» هذه المناسبة للتراجع عن تعليقاته القوية حول التطرف الإسلامي، والدعوة بدلًا من ذلك إلى الوحدة بين الأديان، أو ربما يتحول الخطاب إلى انتقاداتٍ خرقاء وربما غير مرغوب فيها.
لكنّ خبراء مكافحة الإرهاب في واشنطن قلقون من خطاب «ترامب». وفي استطلاعٍ للرأي أجري مؤخرًا، قال 84% من الشباب السعودي أن «ترامب» معادٍ للمسلمين. ومن الصعب أن نتصور أنّ مجرد الخطاب سوف يغير موقفهم.
وقال «ويليام ماكانتس»، أحد كبار الزملاء في مركز سياسة الشرق الأوسط، في مؤتمرٍ عقده المركز: «آمل ألا يحدث هذا الخطاب، لأنّه محفوفٌ بالمخاطر البلاغية بالنسبة للرئيس». واعترف «ماكانتس»، الذي كان ينتقد هوس ترامب بـ «الإسلام الراديكالي»، بأنّه «عنده من الفضول» ما يكفي لانتظار ما سيحدث.
وسيتوجب على «ترامب» أن يدرس بعناية التعامل مع العائلة المالكة السعودية وتجنب الظهور منحازًا إلى أحد طرفيها في حرب الخلافة بين ولي العهد الأمير «محمد بن نايف» وولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان». وقد زار هذا الأخير «ترامب» في واشنطن في أبريل/نيسان، وقال لـ«واشنطن بوست» أنّ ترامب هو «رئيسٌ سيعيد أمريكا إلى المسار الصحيح».
وسيواصل «ترامب» دعم الحرب السعودية الدموية في اليمن، التي هي الآن أيضًا على حافة مجاعة بشعة، ومن المؤكد سيتجنب إلقاء محاضرات على المملكة حول سجلها السيئ في حقوق الإنسان. ومن غير المرجح أن يعلن علنًا عن ​​الدور الذي يقوم به الدعاة وبعض الجمعيات الخيرية الإسلامية في السعودية، في إثارة التشدد والحركات الجهادية في أماكن أخرى.
وبعبارةٍ أخرى، قد تكون زيارة «ترامب» مجرد عملٍ معتاد لرئيسٍ أميركي، الأمر الذي قد يناسب جميع المعنيين.
المصدر | واشنطن بوست