هل يعود النجاح الكبير لزيارة السيدة تيريزا ماي للسعودية الى رفضها تغطية رأسها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 759
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

اثناء لقائها مع المسؤولين في الرياض؟ وهل دعمت حقوق المرأة السعودية فعلا بهذه الخطوة؟ وهل تقدمت هذه الحقوق على المصالح التجارية؟
كسرت السيد تيريزا ماي رئيس وزراء بريطانيا تقليدا راسخا، ومعمول به لعقود، عندما رفضت نصيحة لوزارة خارجيتها، التي تضم الكثير من “المستعربين”، ارتداء غطاء للرأس اثناء زيارتها الرسمية للمملكة العربية السعودية احتراما للقيم الإسلامية المتبعة، ولكن هذا “الكسر” لم يحل دون تحقيق هذه الزيارة نجاحا كبيرا في مختلف الجوانب الاقتصادية الأخرى، وزيادة الصادرات البريطانية الى المملكة.
السيدة ماي التقت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة حاسرة الرأس، ومع ذلك جرى توشيحها بوسام الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة من قبل مضيفها السعودي، وهذا اعلى وسام في البلاد، ويقدم لزعماء الدول الذين تربطهم علاقات صداقة قوية مع بلاد الحرمين.
سيدات كثيرات احترمن تقاليد المملكة، وارتدين غطاء الرأس احتراما، مثل هيلاري كلينتون، لورا بوش، كونداليزا رايس، انغيلا ميركل، مارين لو بن، وقبل كل هؤلاء السيدة مارغريت تاتشر، المرأة الحديدية التي زارت المملكة في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وفي زمن العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز، الذي بدأ في عهده تطبيق لقب خادم الحرمين الشريفين، وفازت بصفقة “اليمامة” او صفقة القرن، وبلغت قيمتها 70 مليار دولار، وتضمنت طائرات حربية.
الزمن تغير، والمملكة العربية السعودية تغيرت أيضا، ونفوذ المؤسسة الدينية الوهابية الذي كان طاغيا، ومتمثلا في “هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر”، او الشرطة الدينية بمعنى آخر، تراجع كثيرا في السنوات الماضية، وباتت القيادة السعودية الجديدة تتبنى قرارات جريئة مثل تأسيس “ادارة للترفيه”، وتشجيع فتح دور للسينما والمسرح، وإقامة حفلات غنائية، وتوسيع دائرة العمل للمرأة، ولكن تظل هذه الخطوات في نظر كثيرين، محدودة، فما زالت المرأة ممنوعة من قيادة السيارة، ومغادرة البلاد دون اذن من زوجها، واجبر الأمير عبد العزيز بن فهد قبل يومين محطة “ام بي سي”، التي يملك نسبة كبيرة من اسهمها على الغاء حملة اطلقتها تحت اسم “كوني حرة”، تشجع المرأة على التمرد، والحصول على حقوقها، وإلغاء وصاية الرجل.
السيدة ماي قالت قبل سفرها الى الرياض “انها تأمل ان تكون زيارتها للرياض مفيدة حيث لا تزال النساء بحاجة الى اذن من الاوصياء الذكور للسفر الى الخارج”، ولكننا لا نعتقد انها طرحت مسألة حقوق الانسان وانتهاكاتها في المملكة بالشكل المتوقع، لانها ليست “الام تيريزا”، ولم تذهب من اجل هذا الهدف، وانما بحثا عن أسواق جديدة للصادرات البريطانية لتعويض الخسارة الناجمة عن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي.
قيمة الصادرات البريطانية للمملكة تزيد عن ثمانية مليارات دولار في العام، والسعودية اكبر مستورد للأسلحة البريطانية، ولوحظ ان مدير بورصة لندن كان مصاحبا للسيدة ماي في زيارتها، وناقش مع نظيره السعودي كيفية حصول بريطانيا على حصة كبيرة من اول طرح اولي عام لاسهم شركة “أرامكو” العام المقبل.
زيارة السيدة ماي ربما حققت، وهي حاسرة الرأس، نجاحا اكبر مما لو كانت محجبة، او ربما منقبة أيضا، وأثبتت انها ابعد نظرا من خبراء وزارة خارجيتها، مما يؤكد ان الخارجية البريطانية، وليس المملكة فقط بحاجة ماسة الى اصلاح واستيعاب المتغيرات في منطقة الشرق الأوسط، ووضع سياسة تتناسب معها.
“راي اليوم”