أصداء لقاء محمد بن سلمان وترامب.. مشروع تسوية للقضية الفلسطينية تروجه السعودية خلف كواليس قمة البحر الميت

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1553
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الرئيس عباس يدعم والسيسي موافق والأردن محرج وترتيبات على مستوى عالٍ لتمرير المبادرة “الهجينة”..
عمان- رأي اليوم- فرح مرقه
يستبق رئيس أعمال الاجتماع التحضيري لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية السفير الاردني علي العايد الإحراج الذي قد تقع فيه بلاده، وهو يصرح بحزم أن الاردن مستمر في دعم استئناف مفاوضات السلام الجادة لضمان قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.
العايد تعامل مع الأمر كردّ أردني “منطقي” على المعلومات التي حملتها لعمان الايجازات من اللقاء الاخير بين الامير السعودي محمد بن سلمان والرئيس الامريكي دونالد ترامب والتي تتحدث عن تسوية “هجينة” ستحملها الرياض للقضية الفلسطينية بدعم أمريكي.
وتشير تفاصيل التسوية التي اطلعت عليها “رأي اليوم” إلى نية سعودية لاعادة سيناريو عام 2001 حينما اقترحت الرياض المبادرة العربية لحل مشكلتها مع الولايات المتحدة الامريكية، إلا ان الحل المقترح اليوم سيتضمن مبادرة أكثر قسوة على الفلسطينيين، ويدعمها الرئيس المنتهية ولايته دستوريا محمود عباس.
ووفق معلومات “رأي اليوم” فإن السعودية تمارس اليوم ضغوطا عنيفة على جميع الأطراف لقبول المقترح الجديد، وتوفير غطاء عربي له يتم عبره فرض التسوية القاسية على الفلسطينيين، بينما تتمكن السعودية من حل مشكلتها الاساسية مع الولايات المتحدة المتعلقة بقانون جاستا، ومقاضاة السعودية على اساس دولة مصدّرة للارهاب.
الصفقة المذكورة، ترتبت تماما مع الرئيس الفلسطيني عباس، كما شكلت نقطة تماس وتواصل بين الرياض والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أبدى قبولها مبدئيا، لتنتقل الصفقة إلى مستوى “الترويج” للفلسطينيين وهو ما يقوم عليه رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بالتنسيق مع نظيره المصري خالد فوزي، إذ يقوم الرجلان على الدفاع عن الترتيب الجديد داخل المعادلة الفلسطينية.
الصفقة الجديدة تتناول، وبصورة أساسية، مسألة المستوطنات، إذ تفرض تأجيل تسليم مستوطنات الضفة الغربية والمحيطة بقطاع غزة الى 20 عاما، على ان يعود ملف المستوطنات للغة المفاوضات بالتدريج، مما ينتج صيغة هجينة من ما سمي بـ “مشروع شارون” والذي طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون قبل سنوات، بالاضافة إلى المبادرة العربية، الأمر الذي يقابله تطبيع شامل وبقاء المستوطنات الاسرائيلية تحت سيادة تل ابيب.
الصيغة المذكورة تعني على الأغلب وببساطة: دولة مؤقتة فلسطينية على 60% من الاراضي المتفق عليها في معاهدة اوسلو، وهو ما لا يبدو ان الرئيس محمود عباس يعارضه.
وفيما يبدو أن المبادرة السعودية الجديدة هي الموضوع الرئيسي المطروح في قمة البحر الميت، يبدو أن عمان تشعر عمليا بالاحراج وقرارها الأولي هو تجنب إبداء أي رأي في الطرح المذكور مع التأكيد على ثوابتها، على أمل أن يقرر الفلسطينيون شأنهم.
من هنا يمكن تفسير تصريحات المتحدثة باسم الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية السفيرة ريما علاء الدين، عن كون القضية الفلسطينية المركزية للأردن وللدول العربية كانت مستحوذة على مسارات الاجتماعيّن المنعقدين السبت في البحر الميت للجان التحضيرية.
بكل الأحوال، يبدو أن الرياض تحاول جاهدة هذه المرة الضغط على الجميع لتوفير غطاء عربي للتسوية التي ستقرها على الفلسطينيين لحل مشكلاتها العالقة مع الولايات المتحدة، إلا أنها حتى اللحظة لم تحصل على اجماع عربي من جهة، كما لا يبدو أن القرار يلقى صدى جيدا لدى الفلسطينيين البعيدين عن السلطة من جهة أخرى.